الداخلية اليمنية تكشف عن مخطط إرهابي يهدف لمهاجمة مواقع أمنية وعسكرية

مصدر: خلية التجسس الإيرانية تعمل ضد مصالح اليمن

TT

أعلن اليمن أمس الكشف عن «مخطط إرهابي يهدف إلى مهاجمة مواقع أمنية وعسكرية»، فيما ذكر مصدر أمني يمني أن خلية التجسس الإيرانية التي أعلن عن ضبط عناصرها مؤخرا كانت توجه أعمالها العدائية ضد اليمن ودول الجوار.

وعززت السلطات اليمنية إجراءاتها الأمنية لمنع وقوع أي اعتداءات جديدة قد يشنها تنظيم القاعدة على المنشآت العسكرية أو الأمنية التي كانت مؤخرا هدفا لهجمات دامية، كما أعلنت وزارة الداخلية أمس. وأوضحت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني أنها اتخذت هذا الإجراء بعد أن اكتشفت «مخططا إرهابيا يهدف إلى مهاجمة مواقع أمنية وعسكرية ونقاط أمنية من خلال التنكر في أزياء وملابس عسكرية مختلفة».

وقد تعرضت منشآت عسكرية وأمنية مؤخرا لهجمات مسلحة نسبت إلى تنظيم القاعدة أو تبناها هذا التنظيم. وتشن السلطات اليمنية حملة ضد عناصر «القاعدة» بعد أن طردتهم من معاقلهم الرئيسية منتصف يونيو (حزيران) الماضي بمحافظة أبين الجنوبية في هجوم للجيش استمر شهرا.

وفي 11 يوليو (تموز) الحالي قتل ثمانية أشخاص وأصيب 20 آخرون لدى خروجهم من أكاديمية الشرطة في صنعاء في هجوم انتحاري نسبته السلطات إلى «القاعدة». ووقع هذا الهجوم بالقرب من المكان الذي قتل فيه في 21 مايو الماضي نحو مائة شخص عندما فجر انتحاري يرتدي الزي العسكري نفسه وسط مجموعة من الجنود الذين كانوا يستعدون للمشاركة في عرض عسكري بمناسبة الاحتفال بذكرى إعادة توحيد اليمن.

وفي سياق تفاعل موضوع خلية شبكة التجسس الإيرانية، أكد مصدر يمني أن المعلومات الموجودة لدى أجهزة الأمن اليمنية تفيد بأن الخلية كانت مرتبطة بأعمال تجسسية ضد دول الجوار. وقال مصدر أمني يمني رفض الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «أجهزة الأمن اليمنية لديها معلومات موثقة عن أن الشبكة الإيرانية التي تم إلقاء القبض على عناصرها مؤخرا كانت تقوم بنشاط عدائي موجه ليس ضد اليمن فحسب؛ ولكن ضد اليمن ودول الجوار كذلك». وأشار إلى وجود «تنسيق عال بين الفصيل المسلح في الحراك الجنوبي، وحركة التمدد الحوثية التي أعلنت مؤخرا تأييدها لانفصال جنوب البلاد، وأهداف هذه الخلية».

وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث اليمني عبد الفتاح البتول: «قصة التجسس الإيراني في البلاد قديمة، وجاء القبض على أفراد الشبكة الأخيرة ليسلط الضوء على حجم المحاولات الإيرانية للتجسس على البلاد»، وقال البتول: «التجسس الإيراني بدأ منذ سنوات طويلة منذ ما قبل الحرب في صعدة التي بدأت عام 2004، وقصة التجسس ليست بالجديدة، لكن الجديد هو أن يتكلم في الأمر رئيس الجمهورية، وهذا يدل على حجم هذه التدخلات».

وأضاف: «من المعلوم أن السفير الإيراني السابق كان يذهب إلى محافظة صعدة بشكل مستمر، والسفير الحالي ينفذ السياسة ذاتها». وحول طبيعة الأسماء التي تشكل خلية التجسس، قال البتول: «الأمر لا يزال بيد الرئاسة والأمن اليمنيين، وهناك أسماء معروفة سبق أن وجهت لها تهم في هذا الخصوص، وأسماء كانت تتردد على السفارة الإيرانية خلال الفترة الماضية». وقال: «تشير المعطيات إلى أن هذه الشبكة لها امتدادات خارجية، وليس من قبيل إذاعة الأسرار وجود علاقة لحزب الله والحرس الثوري وبعض الجهات الشيعية في الخليج والحوثيين بهذه الشبكة». وعن الخيارات اليمنية المتاحة، قال البتول: «لا تربطنا في اليمن بإيران مصالح يصعب التخلي عنها، ولذلك، فإن أقل ما يمكن أن تقوم به الحكومة هو استدعاء السفير اليمني في طهران للعودة لصنعاء، وطلب السفير الإيراني في صنعاء».

كما قال الباحث اليمني الدكتور كمال البعداني: «في موضوع التجسس الإيراني، فإن ما كشف عنه يعد قليلا جدا بالنسبة لحجم التدخلات الإيرانية في البلاد»، وأضاف أن «توازنات سياسية معينة منعت اليمن خلال الفترة السابقة من الإعلان بشكل واضح عن حجم التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني».