«معوق حرب» سادس إسرائيلي يشعل النار في نفسه

3 مظاهرات في تل أبيب والقدس وحيفا ضد الضائقة الاقتصادية

متظاهرون في تل أبيب في ذكرى حرق موشيه سيلمان نفسه يطالبون بالعدالة (أ.ف.ب)
TT

للمرة السادسة خلال أسبوع، أقدم مواطن إسرائيلي على محاولة انتحار بإشعال النار في جسده، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية الاجتماعية وعلى سياسة الحكومة غير الإنسانية. والضحية هذه المرة، إسرائيلي معوق في الخامسة والأربعين من عمره، كان قد أصيب بجراح في حرب سابقة، ويقيم في قرية بركات على مقربة من مدينة يهود في منطقة تل أبيب. وقال شقيقه إنه لم يفاجأ بالخبر، «فقد سبق وحاول الانتحار قبل ستة شهور، بتناول مادة كيماوية مبيدة للحشرات، ونجا في آخر لحظة من الموت. وقبل أسبوع، عندما سمع النبأ عن قيام موشيه سيلمان بإشعال النار في جسده، قال لنا إنه سيكون التالي. فقد يئس أخي من التعامل البيروقراطي المرعب والقتال معه في وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي».

وكان الرجل الذي حظر نشر اسمه، قد استدعى سيارة أجرة من بيته في الساعة الخامسة من فجر أمس. وقال لأهله إنه متوجه لتلقي العلاج، لكنه شوهد على كرسي العجلات الذي يستخدمه في محطة باصات في مدينة يهود، ثم سكب مادة حارقة على نفسه وأشعل النار. وقد حاول عابرو السبيل إطفاء النيران التي التهمت ثياب الرجل وجسده، ولكن عندما نقل إلى المستشفى تبين أن حالته صعبة جدا، وأنه مصاب بحروق شديدة من الدرجة «ج» في نحو 80 من أنحاء جسمه.

وكانت ظاهرة إحراق الذات، قد بدأت في إسرائيل في يوم السبت قبل الماضي، حيث قام موشيه سيلمان (57 عاما) بإشعال النار في جسده خلال مظاهرة أقيمت في تل أبيب، ضمن تجدد حملة الاحتجاج على السياسة الحكومية الاقتصادية والاجتماعية. وقد وزع قبل انتحاره رسالة يتهم فيها حكومات إسرائيل عموما، وحكومة بنيامين نتنياهو بشكل خاص، بالمسؤولية عن تدهور أحواله الاقتصادية إلى الحضيض والتسبب له باليأس. وفي يوم الجمعة الأخير توفي سيلمان في المستشفى متأثرا بجراحه.

وخلال الأسبوع الفائت، حاول 6 أشخاص آخرين إشعال النيران في أجسادهم، بينهم مواطن عربي من فلسطينيي 48. لكن الشرطة وعابري السبيل تمكنوا من منعهم من ذلك.

وفي الليلة قبل الماضية، انطلقت 3 مظاهرات شارك فيها بضعة ألوف من المواطنين، في كل من تل أبيب والقدس وحيفا، إحياء لذكرى سيلمان. وقرئت في المظاهرات رسالته التي يتهم فيها الحكومة ورئيسها ووزير المالية بالاستهتار بحياة الناس.