النجيفي: قرار غلق حدودنا في وجه اللاجئين السوريين غير إنساني وجاء بتأثيرات إيرانية دعما للأسد

محافظ نينوى: القوات العراقية سلمت لاجئين سوريين لقوات الأسد

TT

اعتبر محافظ نينوى أثيل النجيفي، القيادي في ائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي، قرار«الحكومة العراقية غلق الحدود في وجه اللاجئين السوريين يأتي لصالح دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، مشيرا إلى أن «حجة الحكومة العراقية بالتعامل مع النظام السوري هو استمرار الاعتراف بالنظام، وعدم السماح للاجئين السوريين بالنفاذ بأرواحهم يأتي لصالح إجراءات النظام السوري».

وقال النجيفي لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، أمس، إن «قرار الحكومة العراقية هذا جاء لخضوعها لتأثيرات إيرانية وتأثيرات حزب الله اللبناني الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد»، داعيا «لاستقبال كل اللاجئين، خاصة أننا تهيأنا لإقامة معسكر في منطقة ربيعة القريبة من الحدود السورية لاستقبال أي عدد من الإخوة السوريين، لكن قرار الحكومة العراقية منع من ذلك».

وعبر محافظ نينوى، أقرب المحافظات العراقية للحدود السورية، عن معاناته، وقال: «نحن بين محنتين، من جهة أنا مسؤول حكومي تابع للحكومة العراقية وعلي الالتزام بقراراتها، والمحنة الثانية هي أني شخصيا وكسياسي في ائتلاف العراقية أجد أن قرار الحكومة العراقية غلق الحدود في وجه الإخوة من أبناء الشعب السوري خاطئ وغير حكيم ويتعارض مع حقوق الإنسان، أي إنسان يجد حياته مهددة فمن حقه اللجوء إلى أي دولة ويجب حمايته ورعايته»، مشيرا إلى أن «العراق بلد آمن وقادر على فتح معسكرات للاجئين السوريين، ومن واجبه حمايتهم».

وكشف النجيفي عن أن «اثنين من العسكريين السوريين فرا من الجيش النظامي ولجآ إلى الأراضي العراقية في محافظة نينوى، وقامت قوات الحدود التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة (بقيادة نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية) بإلقاء القبض عليهما وتسليمهما إلى قوات النظام السوري من دون علمنا أو علم الحكومة المحلية في المحافظة، وقد تم إعدامهما من قبل الجيش السوري»، موضحا إن «أسماء العسكريين اللذان أعدما واسم الضابط الذي تسلمهما من القوات العراقية موجود لدينا، وهذا إجراء غير إنساني وغير قانوني دوليا وعراقيا».

وحول إمكانية تدخل الكتل السياسية العراقية أو وزرائهم للتأثير على قرار المالكي والسماح بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين، قال القيادي في ائتلاف العراقية: «هذا هو الموضوع الذي نجادل فيه منذ تشكلت الحكومة العراقية، ليست هناك مشاركة حقيقة في اتخاذ القرارات وخاصة في شأن السياسة الخارجية للعراق، فهذا الموضوع تحت سيطرة ائتلاف دولة القانون (بزعامة المالكي)، ووزارة الخارجية تنفذ قرارات المالكي ولا تتدخل في صناعة القرار، وكذلك عدم مشاركة الكتل السياسية الرئيسية مثل (العراقية) و(التحالف الكردستاني) في القرار الأمني»، منبها إلى أن «المالكي اتخذ قرار غلق الحدود العراقية في وجه اللاجئين السوريين تحت ذريعة أنه قرار أمني وكونه القائد العام للقوات المسلحة، من غير أن يشاور بقية الكتل أو الوزراء، وبغض النظر عن ذلك فإن هذا الموضوع إنساني بحت ويتعلق بحياة مواطنين أبرياء».

وحول إجراءات إقليم كردستان العراق بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين والترحيب بهم، خاصة في محافظة دهوك التي سمح محافظها بدخول اللاجئين السوريين والسماح لهم باختيار أي مدينة في الإقليم للبقاء بها، إذ تفيد الأنباء بأن ما يقرب من مائة لاجئ سوري يتدفقون يوميا على محافظة دهوك - قال محافظ نينوى «أنا أحيي جرأة الأخ محافظ دهوك وأحيي قرارات الإخوة المسؤولين في إقليم كردستان، وهي قرارات مستقلة نوعا ما عن قرارات الحكومة المركزية في بغداد، وهم يتصرفون بشكل صحيح، ونحن ندعم تحركهم في موضوع استقبال اللاجئين السوريين، وهي إجراءات إنسانية وليست سياسية»، مشيرا «نحن في (العراقية) و(التحالف الكردستاني) متفقون على أن نكون حياديين في التعامل مع الملف السوري، وأن يكون الدعم للشعب السوري وليس للنظام الحاكم هناك».

وحذر النجيفي من أن «موقف رئيس الحكومة العراقية تم تفسيره من قبل جهات سورية معارضة للرئيس الأسد وخاصة الجيش السوري الحر من وجهة نظر طائفية، مما عرض عوائل عراقية للهجوم وتم قتل الكثير من العراقيين»، داعيا «لأن تتعامل الحكومة العراقية بطريقة أكثر إنسانية في الملف السوري».

من جهتها، اعتبرت ميسون الدملوجي، الناطقة الرسمية باسم ائتلاف العراقية، قرار الحكومة العراقية «معيبا» و«يسيء إلى جميع العراقيين الذين ينظر إليهم باعتبارهم أهل كرم ونخوة ويساعدون إخوتهم في المحن»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من بغداد، أمس: «من المعيب أن يدير العراق ظهره لإخوته السوريين وهم يعيشون محنتهم، في حين يتحتم علينا أن نفتح أبوابنا أمامهم ونرحب ونهتم بهم».

وأضافت الدملوجي قائلة: «عبر التاريخ القريب، لجأ الملايين من العراقيين إلى سوريا هربا من بطش الأنظمة القمعية، بل إن المالكي والكثير من القادة السياسيين والأمنيين في بغداد اليوم كانوا في يوم ما لاجئين في سوريا وقد رحب بهم السوريون وعاشوا حياة آمنة هناك فلماذا يتم التعامل معهم في محنتهم بهذا الجحود؟!».

وحول موقف ائتلاف العراقية، قالت الدملوجي: «نحن في ائتلاف العراقية نقف بالضد من هذا الإجراء ونعتبره موقفا غير مقبول ومهينا لشعبنا وتاريخنا».