عقدت اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالأزمة السورية اجتماعا مساء أمس الأحد في الدوحة لبحث تطورات الوضع السوري، في ضوء امتداد العنف إلى دمشق وحلب، وتباين في موقف المعارضة بين تقدم وتقهقر على الأرض، وتأكيدها دخول «مرحلة الحسم» مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقبيل الاجتماع، أفاد مصدر في الخارجية القطرية لوكالة الصحافة الفرنسية أن «اجتماع اللجنة الوزارية سيعقد مساء اليوم (أمس) الأحد برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ويعقد اجتماع موسع آخر لوزراء الخارجية العرب مساء الاثنين للبحث خصوصا في الشأن السوري».
كما استضافت الدوحة أيضا مساء أمس اجتماعا منفصلا للجنة المكلفة متابعة مبادرة السلام العربية والشأن الفلسطيني، بما في ذلك الوضع المالي للسلطة.
وكان نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي قال في تصريحات صحافية نشرت السبت إن «التطورات الخطيرة التي تشهدها سوريا منعطف ومنحى خطير لا بد من دراسة كل تداعياته، والعمل على إجراء عملية تقييم للجهود التي تبذل سواء على مستوى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن ومشاريع القرارات التي تعرض عليه».
وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، في افتتاح اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي يرأسها، والخاصة بالأزمة السورية: «حدثت مؤخرا في سوريا أمور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها، ولا بد أن يتبصر إخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة آمنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالا سلميا للسلطة». واعتبر الشيخ حمد بن جاسم أنه «لا بد أن يؤدي ذلك بالرئيس السوري (بشار الأسد) لأخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا».
كما أضاف أنه «لا بد أن تنتقل مهمة كوفي أنان وتتغير مهمته إلى كيفية نقل السلطة»، بعد أن أخفقت خطته في الوصول إلى نتيجة. وقال الشيخ حمد، وهو يشغل أيضا منصب وزير خارجية بلاده، «كل القرارات التي قدمتها الجامعة العربية في السابق لم تنجح، كما أن خطة كوفي أنان لم تحقق أهدافها ولم ننجح عربيا ودوليا، بما في ذلك في مجلس الأمن، بسبب اعتراضات في المجلس.. مما زاد من حمام الدم وأعطى رخصة للقتل».
ودعا الشيخ حمد «الدول المعترضة»، في إشارة إلى روسيا والصين، إلى أن «تعيد النظر وأن تتعامل مع الموقف من منظور عربي وأخلاقي، لأنه تربطنا معها علاقات حميمة، وذلك كله لمصلحة العلاقات الاستراتيجية».
وأكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا السبت من تركيا أن التطورات في سوريا «دخلت مرحلة الحسم»، مطالبا بإنشاء صندوق دولي لإغاثة الشعب السوري.
وإذ جدد مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك خارج إطار مجلس الأمن لوضع حد للأزمة السورية، أكد سيدا الذي تفقد مخيمات اللاجئين السوريين داخل تركيا أن «سوريا منكوبة ونطالب بإنشاء صندوق دولي لإغاثة الشعب السوري ونناشد الجميع التدخل لتخفيف معاناة اللاجئين».
وكان سيدا أعلن الخميس الماضي في روما أن النظام السوري «يعيش أيامه الأخيرة»، معتبرا أن الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي قد تكون له «تداعيات كارثية» على سوريا.
واستخدمت روسيا والصين الخميس الفيتو ضد مشروع قرار غربي في مجلس الأمن الدولي يتوعد النظام السوري بعقوبات. وهي المرة الثالثة التي تلجأ فيها موسكو وبكين إلى حق النقض في الأمم المتحدة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري في مارس (آذار) 2011.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت المعارضة السورية إلى «تنظيم صفوفها» من أجل أن «تشكل بسرعة حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري».