مصدر استخباراتي عراقي لـ«الشرق الأوسط»: عودة أنشطة «القاعدة» إلى غرب العراق

تأكيدا لما جاء في بيان صوتي منسوب لمسؤول الفرع العراقي للتنظيم المتشدد

عناصر أمن عراقيون في موقع انفجار سيارة مفخخة في النجف أمس (إ.ب.أ)
TT

أصيب 23 شخصا بجروح في انفجار سيارة مفخخة في النجف أمس، في أول هجوم من نوعه في المدينة منذ نحو عام. من ناحية ثانية، أكد مصدر استخباراتي عراقي عودة أنشطة لا يقوم بها إلا تنظيم القاعدة في المناطق الغربية من البلاد.

وقال مدير إعلام صحة النجف (150 كلم جنوب بغداد) سالم نعمة أن سيارة مفخخة انفجرت صباح أمس بالقرب من أحد المطاعم المخصصة للمفطرين في شارع الهاتف في المدينة القديمة. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «انفجار السيارة المفخخة أدى إلى إصابة 23 شخصا بجروح متوسطة وبسيطة، في حين أصيب شخص واحد بجروح بليغة». ونادرا ما تشهد المدينة المقدسة لدى الشيعة في العالم هجمات كبيرة مقارنة بمناطق أخرى في العراق، علما بأن هذا أول هجوم بسيارة مفخخة في النجف منذ نحو عام.

إلى ذلك، كشف مصدر استخباراتي عراقي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الأجهزة الأمنية والاستخبارية المختصة قد سجلت بالفعل عودة لأنشطة لا يقوم بها إلا تنظيم القاعدة، لا سيما في المناطق الغربية من العراق»، مؤكدا بذلك بيانا صوتيا منسوبا إلى زعيم دولة العراق الإسلامية أبو بكر البغدادي بث مساء أول من أمس دعا فيه «شباب المسلمين» للتوجه إلى العراق بالتزامن مع «بدء عودة» التنظيم إلى مناطق سبق أن غادرها، معلنا عن خطة جديدة لقتل القضاة والمحققين. وقال: «أتوجه بنداء إلى جميع رجال وشباب المسلمين في شتى بقاع الأرض وأستنفرهم للهجرة إلينا».

وأضاف أن دعوته هذه تأتي بهدف «توطيد أركان دولة الإسلام.. فهبوا يا شباب الإسلام، هلموا فإن المعركة تحتاج الوقود». وشدد على أنه «لمناسبة بدء عودة الدولة للمناطق التي انجازت منها كما ترون، أستنفركم وأحثكم لبذل المزيد والزج بأبنائكم في صفوف المجاهدين دفاعا عن دينكم وطاعة لله». وأعلن البغدادي عن «مرحلة جديدة» أطلق عليها اسم «هدم الأسوار». وأضاف أن هذه المرحلة تنص على «فكاك أسرى المسلمين في كل مكان، وجعل مطاردة وتصفية جزاريهم من القضاة والمحققين وجلاوزتهم من الحراس في رأس قائمة الأهداف».

وفي حين أعلنت قوات الصحوة في ديالي أن نشاط تنظيم القاعدة ازداد بنسبة 5 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية في بعض مناطق المحافظة، مؤكدة أن عودة تدفق الدعم الخارجي للتنظيم أسهمت في تنامي نشاطه، فإن تراث محمود المتحدث باسم محافظة ديالي أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الضربات التي تلقاها تنظيم القاعدة في عموم محافظة ديالي منذ عملية بشائر الخير عام 2007 وحتى اليوم أنهته تماما ولم يعد له وجود حقيقي يمكن أن يثير المخاوف، لا سيما مع زيادة إمكانيات القوات العسكرية والأجهزة الأمنية في مسك الأرض والتعامل مع المعلومات بصورة صحيحة، بالإضافة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات المساعدة مثل تفعيل دور المخاتير وشيوخ العشائر».

لكن ضابطا رفيع المستوى في الاستخبارات العراقية ويعمل في المنطقة الغربية من العراق أكد لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم الإشارة إلى هويته أو موقعه، أن «المنطقة الغربية شهدت بالفعل عودة لبعض أنشطة تنظيم القاعدة، وذلك من خلال القيام ببعض العمليات النوعية»، مشيرا إلى أن «(القاعدة) تتبع الآن أسلوب العبوات اللاصقة، فضلا عن إعداد قوائم تصفيات لضباط ومسؤولين في محاولة منهم لتوسيع نطاق عملهم».