حادثة كولورادو: يوم الدموع على الضحايا وأنات المصابين

تفاصيل جديدة: المسلح كان سيقتل المزيد لولا أن بندقيته تعطلت

حالة حزن وذهول بعد حادثة إطلاق النار العشوائي التي راح ضحيتها 12 شخصا وأصيب خلالها 58 شخصا في دار عرض سينمائي في كلورادو (أ.ب)
TT

كان يوم الأحد يوما للرثاء، والتساؤل دون جدوى عن السبب في الحادث.

بعد يومين من حادثة إطلاق النار العشوائي التي راح ضحيتها 12 شخصا وأصيب خلالها 58 شخصا في دار عرض سينمائي، سارع الرئيس أوباما إلى مدح الضحايا والناجين. وقد أقام قادة كولورادو أول مراسم تأبين شعبية، سائلين الآلاف من الحشود أن يرددوا «سوف نذكركم» بعد قراءة اسم كل واحد من الضحايا الاثني عشر.

وبعيدا عن هذه المراسم، ظهرت تفاصيل جديدة بشأن المشتبه به جيمس هولمز، 24 عاما. قالت السلطات إن المسلح كان سيقتل المزيد لولا أن بندقيته علقت. وإنه كان سينجو بفعلته عندما ظن ضباط الشرطة أنه أحد ضباط فريق التدخل السريع، لولا اكتشاف أحد الضباط شيئا غريبا في درعه.

لكن هذه التفاصيل لم تجب على الأسئلة التي طرحت في حفل التأبين الأول.

وتساءل عمدة آرورا ستيف هوغان، وهو يواجه عائلات الموتى وآلاف الأشخاص الواقفين خلفه: «لماذا وقع هذا الحادث العنيف الأخرق؟ ربما يكون من المستحيل الوصول إلى تفسير يمكن أن يقنعنا».

تم احتجاز هولمز في سجن آراباهوي كاونتي، ويتوقع أن يمثل أمام المحكمة للمرة الأولى يوم الاثنين.

وكتب على إحدى اللافتات المكتوبة بخط على النصب التذكاري المؤقت الذي رسم عليه 12 صليبا أبيض بالقرب من مجمع السينما سنشري 16 حيث دخل المسلح إلى صالة العرض «آرورا قوية».

وكان الآلاف قد احتشدوا مساء يوم الأحد في الساحة المقابلة لمجلس مدينة لحضور حفل التأبين. مزج الحدث الطقوس الكثيرة للحزن الشعبي - التلويح بالعلم الأميركي والمشيعين ووضع الزهور والشموع المضاءة - برموز حملها المشجعين الصغار الذين تجمعوا في المسرح تلك الليلة. رفع أحد الرجال لافتة تجمع رسما غرافيتيا للرجل الوطواط مع حرف «سي» على علم كولورادو. وجمعت امرأة صورة الوطواط بقلب أحمر براق. وكان ضباط الشرطة يراقبون من الأسطح.

ذهب أوباما إلى مستشفى جامعة كولورادو في آرورا للاجتماع مع عائلات الضحايا، حيث يخضع العشرات للعلاج في المستشفيات، 7 منهم في حالة حرجة. وقال أوباما إنه: «حاول طمأنتهم أنه رغم أن مرتكب هذا العمل الشرير نال الكثير من الاهتمام خلال الأيام القليلة الماضية، لكن هذا الاهتمام سيتوارى. وإنه بعد أن ينال جزءاه العادل على يد قضائنا، لن نذكر سوى الأشخاص الصالحين الذين تأثروا بهذه المأساة».

وقال متحدثا في المستشفى: «إنه علم بقصة فتاة تبلغ من العمر 19 عاما والتي أصيبت بطلق ناري في الرقبة، وصديقها الذي رفض التخلي عنها والذي ضغط على الجرح في الوقت الذي استمر فيه المسلح في إطلاق الرصاص». وأشار إلى أن «مثل هؤلاء الأميركيين الشجعان، يؤكدون لنا أنه وسط هذا الظلام سيظهر يوم مشرق».

ويقول غوردان غاوي، شقيق جسيكا غاوي، المراسلة الرياضية التي قتلت في الهجوم، في رسالة له على تويتر: «جلست مع الرئيس أوباما، لقد كان رائعا. وسمح لي أيضا بألا أذكر اسم مطلق الرصاص».

تعتبر كولورادو ولاية متأرجحة في الانتخابات الرئاسية لكن المرشحين سحبوا إعلاناتهم التلفزيونية، وقد اختار أوباما ألا يحضر حفل التأبين الكبير الذي أقيم في وقت متأخر من مساء تلك الليلة، وطار إلى الساحل الغربي.

لم يحاول أحد استغلال حادثة القتل الجماعي للمطالبة بأي قوانين جديدة للسيطرة على السلاح. وقال جاي كارني، السكرتير الصحافي للمراسلين على الطائرة الرئاسية خلال الرحلة إلى كولورادو: «يعتقد الرئيس أننا قادرون على اتخاذ خطوات لإبعاد السلاح عن أيدي الأشخاص الذين ينبغي أن يحملوه بموجب القوانين الحالية».

ويشير مصدر بالشرطة ومطلع على التحقيقات، طلب عدم ذكر اسمه إلى أن هناك خطأ وقع في اعتداء القاتل المدبر في السينما. فقالت الشرطة إن المسلح المزعوم كان يحمل 3 أسلحة، مسدسين وبندقية هجومية.

ويقول مسؤول الشرطة إن السلطات تعتقد أن المسلح استخدم المسدس في البداية - هناك بعض الإصابات بطلقات مسدس - ثم بدأ في استخدام البندقية الهجومية، والتي علقت ثم عاد إلى المسدس اليدوي.

وخلال في مقابلة لبرنامج «فوكس نيوز صنداي» لم يؤكد رئيس شرطة آرورا دان أوتس أو ينكر أن البندقية تعطلت لكنه قال: إن الشرطة وجدت 100 طلقة على أرضية صالة السينما. وقال: إنه لا يعلم ما إذا كانت خاوية.

ووجهت إلى هولمز تهمة قتل 12 شخصا وإصابة 58 شخصا في واحد من أسوأ حوادث القتل الجماعي في تاريخ الولايات المتحدة.

وتفيد الروايات الأولية للشرطة أن المشتبه به استسلم دون مقاومة لضباط الشرطة الذين وجدوه في سيارته خلف مجمع السينما. لكن أوتس وصف في مقابلة لبرنامج «واجه الأمة» يوم الأحد مشهدا أكثر تعقيدا في الدقائق التي تلت الحادث. وقال: إن قوات الشرطة التي وصلت إلى مكان الحادث ربما تكون قد أخطأت هولمز على أنه أحد ضباط فرقة التدخل الخاصة. فقد كان يرتدي العتاد البلاستيكي الأسود بما في ذلك الخوذة وواقي العنق وصديرية وواقيا للركبتين وقفازات.

وقال أوتس إن أحد أجزاء العتاد التي كان يرتديها هولمز - لم يحدد أيها - أثارت دهشة أحد رجال الشرطة الذين وصلوا إلى موقع الحادث في أنها لم تكن تتسق مع زي رجال التدخل السريع. وقام الضابط بسؤال هولمز. لم يقل أوتس ما دار خلال المحادثة لكن النتيجة كانت القبض على هولمز.

في هذه الأثناء، تحاول الشرطة إعادة الأمور إلى طبيعتها في الحي حيث كان يقطن هولمز حيث تم إجلاء سكان 5 بنايات بعدما اكتشفت الشرطة أن شقة المشتبه به كانت مفخخة بعشرات المتفجرات.

وبعد إخلاء شقة المشتبه به من المتفجرات نقل ضباط فرقة المتفجرات يوم الأحد المواد الكيماوية الخطرة إلى حقل قريب وأشعلوا فيها النيران وأحرقوا وأتلفوا هذه المواد وتقول الشرطة إن هولمز قضى شهورا يجمع المتفجرات والأسلحة والذخيرة.

وقال هوغان في برنامج «واجه الأمة» إن 9 من المصابين في حالة حرجة، هناك أشخاص بالفعل خضعوا لجراحات كثيرة، وجراحات كثيرة بالمخ. وهناك بعض الأفراد في حالة سيئة.

وقال: «قلت لهم إن شقته تحتوي على جهاز كومبيوتر وبمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي سيتم تحليل محتوياته بدقة. لكن ذلك قد يتطلب بعض الوقت لذا نأمل في أن يؤدي ذلك للحصول على بعض المعلومات.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»