أوباما ورومني يصمتان أمام انتشار الأسلحة الفتاكة

هولمز في محكمة وسط إجراءات أمن مشددة

TT

بينما مثل أمس جيمس هولمز، المتهم بارتكاب مذبحة في قاعة سينما في أورورا (ولاية كولورداو)، أمام محكمة لأول مرة وسط إجراءات أمن مشددة، تحاشى كل من الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الحديث عن انتشار الأسلحة الفتاكة، مثل التي استعملها هولمز.

ووسط سحابة حزن في الولايات المتحدة، وبعد أن أمر الرئيس أوباما بتنكيس العلم الأميركي فوق المؤسسات الحكومية، وبعد أن زار المدينة وواسى أقرباء الضحايا والجرحى، تحاشى الإشارة إلى وعود سابقة له بحظر استعمال الأسلحة الفتاكة. وكان أوباما قال، خلال الحملة الانتخابية سنة 2008، إنه عندما يصبح رئيسا سوف يسن قوانين متشددة لهذه الأسلحة الفتاكة. لكن، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لا يتوقع أن يغامر أوباما وحتى يتحدث عن الموضوع، خاصة بسبب قوة لوبي الأسلحة الذي يبلغ عدد أعضائه ستة ملايين شخص، والذي يعتبر ربما أكبر لوبي في واشنطن العاصمة.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن أوباما، خلال الحملة الانتخابية الحالية، يركز على ولايات مثل أوهايو وميتشيغن وفلوريدا التي تعتبر ولايات تتأرجح بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وفي نفس الوقت، تعتبر من قلاع لوبي امتلاك الأسلحة.

وكان رومني وضع قيودا على بيع وشراء الأسلحة الفتاكة في ولاية ماساشوستس عندما كان حاكما لها. لكنه لم يعد يشير إلى هذا الموضوع.

ومثل أوباما، سارع بإعلان الحداد، وأوقف حملاته الانتخابية، وقدم التعازي، دون الإشارة إلى أي قانون عن امتلاك الأسلحة الفتاكة.

وكان التأثر الشديد بدا على وجه أوباما، وذرف بعض الدموع، عندما قضى أكثر من ساعتين مع عائلات الضحايا والجرحى. وبكى عدد كبير منهم. لكنه تمكن أيضا من مشاطرتهم بابتسامات بسيطة عندما تطرق بعض الحاضرين إلى ذكريات طريفة عن ضحايا.

وقال أوباما: «تعجز الكلمات عن التعبير عن أحاسيسي وعواطفي. جئت إلى هنا ممثلا للولايات المتحدة وللشعب الأميركي لأقدم التعازي ولأواسي».

ومن دون أن يتطرق مباشرة إلى انتشار الأسلحة الفتاكة، أعرب عن أمله في «أن نفكر جميعا في الأيام المقبلة والأسابيع المقبلة والأشهر المقبلة في ما يمكننا القيام به في مواجهة العنف المجنون الذي يعانيه هذا البلد».

وتجمع عدد كبير من السكان لإحياء سلسلة يومية من الأمسيات في وسط المدينة تخليدا لذكرى 12 قتيلا ودعما لستين جريحا. وتوجه شرطة وعسكريون ومسؤولون إلى منصة الساحة وسط عاصفة من التصفيق. وأعلن عمدة المدينة، ستيف هوغان، أمام الحشود: «نعم، إن قلوبنا محطمة، لكن مجتمعنا يبقى متلاحما».

واستقبل حاكم ولاية كولورادو، جون هيكنلوبر، أيضا بالتصفيق عندما رفض التلفظ باسم جيمس هولمز، واكتفى بالقول إنه «المشتبه إياه». ثم تلا الحاكم أسماء القتلى الاثني عشر واحدا تلو الآخر في حين ردد الجمهور بعد تلاوة كل اسم «لن ننساه أبدا».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن معظم القتلى الاثني عشر هم في العشرين أو الثلاثين من العمر. وأكبرهم سنا امرأة في الحادية والخمسين وأصغرهم فتاة في السادسة.

وقالت الشرطة إن المتهم لا بد أعد عمليته منذ عدة أشهر. وأعلن مدير شرطة المدينة، دان أوتس، أن المتهم هولمز اشتري كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. وأضاف: «وهو ما نراه دليلا على أنه كان يعمل عن تعمد وإصرار وتصميم». وقال إن جهاز كومبيوتر عثر عليه وسط المتفجرات التي كان ملأ بها شقته. ويتوقع أن تكون فيه معلومات تفيد المحققين. وأعرب مدير الشرطة عن الأمل في أن يؤدي «التفتيش العميق» إلى فهم دوافع هولمز، طالب الدراسات العليا في طب الأعصاب في جامعة كولورادو.