الحركة بدأت تعود لقلب العاصمة بعد تراجع القصف واقتحام الفرقة الرابعة لبعض الأحياء

تجدد الاشتباكات في مناطق أعلنت السلطات «تطهيرها»

TT

بعد 5 أيام من الشلل العام، بدأت الحركة تعود إلى قلب العاصمة دمشق، مع تراجع القصف على أحياء العاصمة وإعلان السلطات انتهاء عملياتها العسكرية الواسعة في المزة وركن الدين والقابون والميدان والقدم وبرزة.

لكن ذلك لا يعني عودة الحياة الطبيعية إلى تلك الأحياء، لا سيما المزة بساتين، التي شهدت مقتل أكثر من عشرين شخصا، عدا المفقودين بعد اقتحام الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد للحي وتدمير البساتين وعدد من المنازل بالآليات الثقيلة. وقال سكان في حي المزة بساتين إن الكثير من الأهالي من المدنيين قتلوا على يد الجيش النظامي، كما تم إحراق معمل نسيج، وتدمير عدة منازل وتجريف لعدد من البساتين والمزارع. وشوهدت أعمدة دخان سوداء صباح أمس فوق منطقة المزة في غرب دمشق، مع تطويق كامل للمنطقة بعدد كبير من قوات الجيش النظامي والشبيحة.

وكان الإعلام السوري الرسمي ذكر مساء أول من أمس الأحد أن القوات النظامية قامت بـ«عملية نوعية وسريعة» في بساتين الرازي في منطقة المزة. وبث التلفزيون السوري صورا عن اقتحام البساتين ظهر فيها عدد كبير من الجنود يطلقون النار وهم يدخلون بين الأشجار. وقال أحدهم للتلفزيون «جئنا إلى منطقة المزة تلبية لنداء المواطنين لمكافحة الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن «القوات المسلحة أعادت الأمن والأمان إلى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة»، وأظهر التلفزيون صور بطاقات لمن سماهم «إرهابيين» تشير إلى أنهم أردنيون ومصريون.

وفي برزة أكد ناشطون أن مجموعة من أفراد الفرقة الرابعة بالجيش السوري أعدمت الكثير من الشبان أثناء عملية استعادة السيطرة على منطقة برزة بشمال دمشق.

وكان ناشطون أفادوا أن قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد اجتاحت أحياء في العاصمة السورية دمشق لاستعادتها من قبضة قوات الجيش الحر والمقاتلين المسلحين، إلا أن الاشتباكات عادت وتجددت في محيط حي الميدان الذي أعلنت السلطات أنه تم تطهيره، كما سمعت أصوات انفجارات ضخمة في حي كفرسوسة المجاور لحي المزة بساتين.

واستمر شلل الحياة العامة في الأحياء التي أعلنت السلطات تطهيرها من «العصابات الإرهابية المسلحة»، بينما عادت الحركة نسبيا للوسط التجاري وافتتحت الأسواق.. إلا أن عملية البيع والشراء اقتصرت على أسواق الخضار والغذائيات مع توفر بعض المواد والسلع التي افتقدت في الأيام الخمسة الماضية.

وواصلت الأسعار ارتفاعها واضطرابها، حيث تفاوتت بين منطقة وأخرى، كما استمرت أزمة الوقود بالتفاقم، لا سيما البنزين والمازوت.

وتسعى الحكومة السورية بكامل طاقتها لتطويق الأزمة الاقتصادية والمعيشية في العاصمة بعد 5 أيام عصيبة جدا، وحاولت توفير السلع والمواد الغذائية في المؤسسات الاستهلاكية العامة، وشغلت أفران الخبز على مدار الساعة، وقامت محافظة دمشق بتعزيل القمامة من الشوارع بعد 5 أيام من التراكم.. وأضفت تلك الإجراءات شعورا بتحسن الوضع في بعض المناطق، دون أن تلغي حالة الاحتقان والقلق العام المسيطرين على أجواء العاصمة، جراء تكثيف تواجد الجيش والأمن والشبيحة في الشوارع وزيادة الحواجز ونشر القناصة، الأمر الذي جعل ساعات الحركة محدودة بعدة ساعات خلال النهار، وانعدامها مع حلول المساء أو موعد الإفطار.

ويشار إلى أن الكهرباء انقطعت لعدة ساعات فجر يوم أمس عن كامل العاصمة ومحيطها، إلا في مساكن الحرس (العرين)، وقال ناشطون إنه خلال هذه الساعات جرى إدخال تعزيزات عسكرية وعتاد إلى كافة المناطق ونشرها في الأحياء في قلب العاصمة، في وقت استمر فيه القصف على عدة مدن في ريف دمشق داريا والهامة وقدسيا خلال ساعات الفجر.

من جانبها أفادت لجان التنسيق المحلية عن «انقطاع التيار الكهربائي عن كامل أحياء وبلدات العاصمة وريفها منذ الصباح الباكر، مشيرة إلى انقطاع كامل للتيار أيضا في مناطق درعا والسويداء (جنوب) وإدلب (شمال). وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «تعزيزات عسكرية ضخمة» وصلت بعد منتصف الليل أول من أمس إلى محيط أحياء الميدان ونهر عيشة والزاهرة الجديدة، مشيرة إلى أنها تتألف من 15 باصا أمنيا وأكثر من 50 عنصر مشاة.