لاريجاني: أفضل حل لأزمة سوريا إجراء انتخابات رئاسية

رئيس البرلمان الإيراني: أي تدخل خارجي سيكون ثمنه باهظا

علي لاريجاني
TT

اعتبرت طهران أمس أن الحل الأمثل لإنهاء الصراع في سوريا بين نظام الرئيس بشار الأسد، حليف طهران، وبين الثوار السوريين، هو إجراء انتخابات رئاسية ودعم إصلاحات النظام، وحذرت من أن أي تدخل عسكري خارجي «سيكون ثمنه غاليا جدا». وقال علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) أمس: «أعتقد أن دعوات الكثير من دول المنطقة وخارجها إلى التدخل العسكري في سوريا خارج إطار مجلس الأمن الدولي سيكون ثمنه غاليا جدا لهذه الدول، لأنه يعطي الأذن لكل الدول للقيام بتجاوز مجلس الأمن».

وكرر لاريجاني حاجة سوريا إلى إجراء إصلاحات داخلية، في تأكيد ضمني لرفض بلاده تنحي الأسد، وقال: «نحن كنا معتقدين منذ البداية أنه يجب القيام بإصلاحات داخلية في سوريا، إصلاحات ديمقراطية لا تتحقق بالحربة»، لكنه عبر عن اعتقاده بأن «دول المنطقة وأميركا والغرب» لا يريدون إصلاحات ديمقراطية في سوريا، بل إسقاط النظام السوري.

واعتبر لاريجاني في تصريحات أوردتها وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية نقلا عن قناة «العالم» الإيرانية أن سوريا تختلف عن مصر وتونس باعتبار أن سوريا «محور المقاومة»، وأضاف: «نحن لم نقُل إن سوريا لا تحتاج إلى الإصلاحات لكننا قلنا إننا لا نستطيع أن نغمض أعيننا عن التآمر الأجنبي، والآن بعد مضي عام ونصف أصبح التآمر أكثر وضوحا».

واقترح لاريجاني إجراء انتخابات رئاسية في سوريا كمخرج للأزمة هناك، وأوضح: «من الممكن تشكيل لجنة في سوريا يمكن من خلالها تعيين مدة محددة لإجراء انتخابات برلمانية بمشاركة كل المجموعات وحتى المعارضة منها، حيث تجري خلال هذه المدة انتخابات لرئاسة الجمهورية».

ورغم أنه أقر ضمنيا بأن إجراء كهذا يعتبر في خانة المستحيل في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها سوريا، فإن هذا يشير أيضا إلى أن طهران باتت تدرك حجم الضغوط المتزايدة على نظام الأسد وأنها تسعى بأي طريقة لإبقائه في السلطة. وزعم لاريجاني أن الحكومة السورية تدعم أيضا فكرة إجراء الانتخابات. ووجه رئيس مجلس الشورى الإيراني انتقادات إلى المعارضة السورية وقال إنها «لا تملك وضعا مستقرا، وهي عبارة عن مجموعات لا تجتمع في ظل مؤسسة واحدة»، وتابع قائلا: «كما أن التحريض من قبل بعض الدول يمنع حصول حوار بين الحكومة والمعارضة حول الإصلاحات».

وعبر عن دعم بلاده لخطة المبعوث الدولي والجامعة العربية كوفي أنان لإنهاء الصراع في سوريا، وقال: «لو تمكن كوفي أنان في إطار مهمته الدولية من إجراء حوار مع الحكومة السورية وأطياف المعارضة المختلفة، بالطبع ستقدم إيران الدعم الكامل في هذا الموضوع».

وبدوره قال مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان إن الحل الأمثل للأزمة السورية «عبر الحوار والدبلوماسية». واعتبر أن تسليح المعارضة السورية «ليس هو الحل الأمثل للأزمة، كما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم موقف الشعب السوري الواعي والمقاوم وتدعم الإصلاحات التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد»، كما اعتبر أن «تدخل الدول الخارجية في الشؤون الداخلية لسوريا سيساهم في إثارة النعرات الطائفية وزعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها».