مجزرة في سجن حلب المركزي.. وتحذيرات من أخرى في سجن حمص

تخوف من كارثة إنسانية بعد قصف أحدهما بالطائرات وتطويق الآخر بالمدرعات والدبابات

عنصر من المعارضة السورية يرفع شارة النصر على دبابة مدمرة للنظام السوري في حلب أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد ثلاثة أيام على إعلان المعتقلين في سجني حلب وحمص المركزيين، حيث يقبع المئات من معتقلي الثورة، العصيان والتمرد، إضافة إلى انشقاق عدد من حراسهما، ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة بحق معتقلين في سجن حلب أودت بحياة 15 شخصا قضوا اختناقا وجرح أكثر من 40 شخصا، بحسب ما أكده محمد اللولي، من المكتب الإعلامي في «دارة عزة» في حلب لـ«الشرق الأوسط»، بينما لفت المجلس الثوري لحلب إلى أن قوات النظام تمنع إخراج القتلى من السجن لتسليمهم إلى ذويهم. وفي حين بث الناشطون صورا تم تهريبها من داخل السجن وتظهر عددا من الجرحى المصابين في الحادثة، لفت اللولي إلى أن أطراف مبنى السجن قصفت بالطيران، مضيفا: «وقد هدد حراس السجن المعتقلين بارتكاب إبادة جماعية بحقهم إذا لم يسلموا الجرحى والقتلى، الأمر الذي جعل السجناء يتخوفون من مجزرة حقيقية»، لافتا إلى «انقطاع إمكانية التواصل معهم منذ فترة بعد الظهر». مع العلم أن سجن حلب هو السجن المركزي الوحيد في حلب، يتسع لنحو 5 آلاف شخص، بينما يتم الآن فيه احتجاز أكثر من 8 آلاف معتقل معظمهم من الثوار وناشطي الثورة السورية، إضافة إلى معتقلين إسلاميين آخرين كان قد تم نقلهم إليه من سجن عدرا وسجن صيدنايا، كما قال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن الثوار كانوا قد فضلوا تأجيل تحرير هذا السجن مع عدد من المراكز العسكرية الموجودة في المنطقة بانتظار تحرير مدينة حلب، بعد السيطرة الكاملة على الريف. من جهته أصدر المجلس الوطني السوري بيانا قال فيه إن «قوات الأمن قامت بإطلاق النار والغاز على السجناء في سجن حلب المركزي بسبب قيام المعتقلين بعصيان سلمي رفضا للظلم الفادح الذي يلحق بهم. الأمر الذي أدى إلى سقوط ثمانية قتلى ونشوب حريق داخل السجن». ولفت البيان إلى أن «الطيران يقصف محيط السجن بالصواريخ لمنع تقديم أي مساعدة للسجناء».

كذلك، في حين أكد ناشطون أن المعتقلين في سجن حمص المركزي يسيطرون على كل أقسام السجن، حذر المجلس في الوقت نفسه من «ارتكاب مجزرة كبيرة» في سجن حمص، الذي شهد منذ ثلاثة أيام انشقاقا وإطلاق نار بين الحراس الموالين والمنشقين قبل أن يسيطر السجناء على المبنى القديم ويمتد العصيان إلى المبنى الجديد.

وأضاف أنه على إثر ذلك «طوقت المخابرات الجوية وقوات الأمن السجن من كل الجهات مدعومة بمدرعات ودبابات الجيش»، موضحا أنه «بعد أن فشلت وساطة قام بها المحافظ بدأ إطلاق نار من الخارج على السجن، ثم بدأ إطلاق قنابل الغاز والرصاص باتجاه المساجين». ولفت إلى أن «المساجين منعوا من الطعام والشراب يوم أمس وهم من دون أي غذاء»، مشيرا إلى أن «السجن القديم فقط يضم بين ثلاثة وخمسة آلاف سجين». وناشد المجلس منظمات حقوق الإنسان التحرك العاجل لحماية السجناء نظرا لما للنظام السوري من «سجل مخزٍ في التعامل مع السجناء من تدمر إلى صيدنايا».

وأشار إلى أن المراقبين الدوليين «تعاملوا بسلبية كبيرة مع طلبات التدخل لوقف مذبحة محتملة في سجن حمص، واكتفوا بالقول إنهم أخطروا قيادتهم بالأمر».

وقال أبو عبد الله الحلبي الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها إن اشتباكات عنيفة دارت في محيط السجن المركزي بين الجيش الحر وقوات النظام التي استقدمت تعزيزات إلى محيطه.

كذلك أفادت لجان التنسيق بأن قوات النظام تهدد باقتحام سجن حمص، لافتة إلى وقوع انفجارات وحرائق في المكاتب الداخلية أدت إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف السجناء المعتصمين لليوم الثالث على التوالي، وسط وضع إنساني كارثي جراء الحصار العسكري ومنع الماء والغذاء وحليب الأطفال عن قسم النساء. كما أفادت المصادر بإطلاق السجناء نداء استغاثة للمنظمات الدولية لحماية السجناء من مخاطر تصفية جماعية.

وتوجهت لجان التنسيق المحلية في سوريا بالنداء إلى كل المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية لتحمل مسؤولياتها، والتحرك فورا ودون إبطاء منعا لوقوع مجزرة بحق المعتصمين العزل في سجن حمص المركزي.