ملك البحرين والرئيس الفرنسي يحذران من انزلاق سورية إلى حرب أهلية

وزير خارجية البحرين: باريس قبلت مساعدتنا لتحقيق إصلاحات قضائية

ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة
TT

لم يكن لقاء ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي تم ليل الاثنين/ الثلاثاء، مدرجا على البرنامج الرسمي لقصر الإليزيه. كذلك لم يكن لقاء وزير الخارجية لوران فابيوس نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ملحوظا على برنامج فابيوس، مما يعني وفق مصادر فرنسية أن الزيارة قررت سريعا.

وحظي ملك البحرين باستقبال رسمي مع حرس الشرف الذي أدى التحية دخولا وخروجا وهو رئيس الدولة العربية الخامس «بعد المغرب وفلسطين والأردن ولبنان» الذي يلتقيه هولاند منذ وصوله إلى الرئاسة أواسط مايو (أيار) الماضي. ويذكر أن الأخير لم يزر حتى الآن أيا من البلدان العربية والزيارة الوحيدة المقررة له حتى الآن ستكون للجزائر الخريف المقبل.

وصرح الملك حمد بن عيسى آل خليفة عقب جلسة المباحثات بأن من أبرز أهداف الزيارة التشاور مع الرئيس الفرنسي في جميع القضايا المتعلقة بأمن واستقرار منطقة الخليج ومساهمة فرنسا في ذلك، حيث أكد أهمية الشراكة البحرينية - الفرنسية في مختلف المجالات، والدور الفرنسي المهم في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال: «لقد أكدنا خلال المباحثات أيضا ضرورة استمرار المشاورات بين البلدين، وأبدينا قلقنا من سفك دماء الأبرياء في سوريا، ونتفق مع أصدقائنا في فرنسا على ضرورة إنهاء الأزمة السورية بشكل عاجل. وتم تنسيق المواقف فيما يتعلق بالحفاظ على أمن المنطقة، وضمان استمرار حرية الملاحة في منطقة الخليج العربي، ومكافحة كل أشكال الإرهاب والتطرف، ومحاربة انتشار الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل، والحفاظ على السلام في الشرق الأوسط».

وقد عبر ملك البحرين عن تطلعه إلى قيام الرئيس الفرنسي بزيارة لمملكة البحرين قريبا، كما طلبت البحرين الدعم التقني بكل ما تحتاج إليه من خبرات فنية متخصصة في المسائل الاستراتيجية، وتمت الإشادة بالتوقيع على توسعة مصهر ألمنيوم البحرين بتكنولوجيا فرنسية متطورة في حدود 2.5 مليار دولار.

وأسفرت المباحثات عن زيادة التعاون العسكري بين البلدين وإنشاء لجنة مشتركة في لهذا الهدف، كما تم الاتفاق على تنفيذ خطة لتدريس اللغة الفرنسية في جميع المراحل الدراسية بالبحرين، وتشكيل لجنة عليا تنسيقية لمتابعة تنفيذ ما تم التوافق عليه.

ووفق ما أدلى به وزير الخارجية البحريني الذي وصف لقاء الملك حمد والرئيس هولاند بـ«البالغ الأهمية» فإن باريس والدوحة تريدان العمل معا من أجل تفادي اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق في سوريا. ويذكر أن البحرين عضو في مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي التأمت أواخر الشهر الماضي في باريس. أما الملف الإقليمي الثاني فيتناول أسلحة الدمار الشامل، كما قال الشيخ خالد، في إشارة إلى إيران وبرنامجها النووي الذي تحوم شبهات قوية حول طابعه العسكري، بينما تصر طهران على أنه من أجل الاستخدام السلمي. وعرض الوزير فابيوس لما آلت إليه الاجتماعات الأخيرة بين مجموعة 5 + 1 «الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا» وآخرها جرى على مستوى الخبراء في إسطنبول. وأفادت المصادر البحرينية بأن الطرفين أكدا تمسكهما بالاستقرار الإقليمي، وأكدا الحاجة للتقدم في موضوع السلام في الشرق الأوسط.

وفي موضوع العلاقات الثنائية، اقترح الجانب البحريني تشكيل لجنة وزارية تنسيقية لمتابعة ما جاء في المذكرة التي قدمها الجانب البحريني من أجل توثيق العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والدفاعية والتعليمية والثقافية والتكنولوجية وتحديد آليات عملها. وخلال اجتماع الإليزيه، دعا ملك البحرين الرئيس هولاند لزيارة بلاده وقبل الأخير الدعوة.

وتريد البحرين التوسع في علاقاتها مع باريس بحيث تشمل المجالات الثقافية والتعليمية. وبحسب وزير الخارجية البحريني، فإن باريس قبلت مساعدة الدوحة من أجل تنفيذ إصلاحات قضائية وتحديث قوانين الإعلام فيها مما يضمن مزيدا من الحرية للوسائل الإعلامية في البحرين التي تعرضت لكثير من الانتقادات في الشهر الأخيرة بسبب كيفية تعاطي قوات الأمن مع المتظاهرين أو الأحكام التي صدرت بحق معارضين.

وقال برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية أمس في إطار مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن الوزير فابيوس «شجع السلطات البحرينية على متابعة جهودها من أجل تهدئة بعيدة الأمد للتوترات التي تعرفها البحرين»، في إشارة إلى المظاهرات التي تنطلق أسبوعيا في المنامة ومحيطها.

ويسعى البلدان لتوسيع علاقاتهما الاقتصادية، وخصوصا الاستثمارية والمصرفية وفي المشاريع المشتركة.