استمرار معركة حلب واشتباكات واقتحامات في دمشق

مقتل النحات السوري وائل قسطون تحت التعذيب في أحد المراكز الأمنية

TT

تتواصل في كل من حلب ودمشق وريفها العمليات العسكرية والاشتباكات المتنقلة بين قوات النظام وكتائب الجيش السوري الحر، في موازاة استمرار القصف واستهداف المدنيين في مناطق سوريا عدة. وقد وصل عدد قتلى أمس، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنت عنها الهيئة العامة للثورة السورية، إلى أكثر من 80 قتيلا، معظمهم في حلب وريف دمشق ودرعا.

وقال ناشطون في حلب إن مجموعات من لواء التوحيد الذي يضم معظم كتائب وتشكيلات الجيش السوري الحر سيطرت على حي باب الحديد في المدينة. وفي شريط مصور بثه الناشطون من باب الحديد، تحدث هؤلاء عن سيطرة كاملة للواء التوحيد على الشارع، وأن الهدوء يعم المنطقة، في حين انسحبت القوات النظامية من المنطقة في ظل سماع أصوات تحليق الطيران المروحي في أجواء المدينة. كما أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في عدد من أحياء حلب. وقال قائد المجلس العسكري للجيش الحر في حلب لـ«وكالة الأنباء الفرنسية» إنه تمت السيطرة على عدد من أحياء المدينة منها صلاح الدين والشعار ومساكن هنانو وطريق الباب والشيخ نجار.

كما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بتواصل القصف في المدينة بقذائف المدفعية والطيران المروحي على مناطق سيف الدولة وبستان القصر وصلاح الدين والزبدية والمشهد والصاخور وهنانو.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات عنيفة دارت أمس في حي الصاخور بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة فيما تشهد أحياء الهلك والحيدرية والشيخ فارس حركة نزوج كبيرة للأهالي.

وطال القصف بالدبابات والمروحيات، يوم أمس، مدينة اللطامنة وكرناز وكفر زيتا في ريف حلب، بحسب ما أفادت به الهيئة العامة للثورة السورية، كما قامت قوات النظام بتطويق اللطامنة من جميع المحاور وتم اقتحامها مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

من جهته، أعلن الجيش الحر أن إحدى كتائبه تمكنت من إعطاب دبابتين لقوات النظام في حلب.

وفي دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام اقتحمت حيي القدم والعسالي في جنوب دمشق. وأشار في بيان إلى أن «القوات النظامية بدأت حملة مداهمات واعتقالات في المناطق التي اقتحمتها من هذه الأحياء».

كما قامت القوات بقصف حي برزة بمدفعية الدبابات في موازاة اقتحامه، مستخدمة عددا كبيرا من الجنود المدججين بالسلاح.

من ناحيتها، أفادت لجان التنسيق بأن «جيش النظام يقتحم حي برزة وسط حملة مداهمات وتكسير لمنازل الحي مع استمرار للقصف»، مضيفة أن الجيش النظامي «يقتحم حي نهر عيشة أيضا من جهة الكازية بأكثر من 700 عنصر أمن وشبيحة بالعتاد الكامل مع وجود دبابتين بالقرب من الكازية وسط إطلاق نار كثيف».

وقد بث ناشطون صورا على مواقع الثورة السورية، تظهر سحب الدخان الأسود الكثيف المتصاعد من حي القدم في العاصمة دمشق، بسبب القصف العنيف الذي استهدفه، والذي أدى إلى إحداث أضرار كبيرة وتدمير منازل مدنيين، وسقوط قتلى جرحى. وأفادوا بأن قوات الأمن قامت بحملات دهم واعتقالات، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من الأهالي. وهذا ما أكده وسام نور، عضو لجان التنسيق المحلية في دمشق لـ«الشرق الأوسط» لافتا إلى أنه بينما كان الهدوء الحذر يسود منطقة السيدة زينب، كانت الاشتباكات المتقطعة تدور في «الحجيرة» بعدما سيطر الجيش الحر على الحجر الأسود وأعلن تحريرها، فيما نُفذ هجوم شرس صباح أمس على «نهر عيشة»، وتم إحراق بيوت الناشطين وكان الدخان يتصاعد في سماء المنطقة.

وأشار أيضا إلى أن اشتباكات متقطعة شهدتها منطقة العسالي، حيث سجل انتشار كثيف للقناصة لا سيما في محيط مخفر القدم حيث يسمع صوت إطلاق الرصاص، لافتا إلى أن هذه المنطقة تكاد تخلو من ساكنيها.

وفي ريف دمشق أفاد المرصد السوري بسماع أصوات انفجارات في دوما بالتزامن مع تحليق للطائرات الحوامة في سماء المدينة، ودارت اشتباكات في البلالية بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين فجروا عبوة ناسفة بسيارة للقوات النظامية.

وفي محافظة درعا، تواصل القصف على قرية الشيخ مسكين، كما دارت اشتباكات عنيفة بحي السبيل وفي حي الكاشف بالقرب من فرع الأمن السياسي، في حين انشق أفراد من كتيبة المدفعية بكامل عتادهم في مدينة نوى، حسب شبكة «شام».

وذكر المرصد أنه قتل ما لا يقل عن سبعة مواطنين بينهم خمسة أطفال إثر القصف الذي تعرضت له مدينة الحراك المحاصرة من قبل القوات النظامية السورية، التي يعيش أبناؤها حالة إنسانية صعبة جدا بسبب نقص في المواد الطبيبة والغذائية والوقود بالإضافة إلى تعرضها للقصف اليومي.

وفي ريف درعا، ذكر المرصد أيضا تعرض بلدات داعل واللجاة والنجيح للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء مع الجيش الحر في بلدتي الشيخ مسكين وجملة تبعها قصف عنيف من قبل القوات النظامية.

وفي حمص، أعلن «تجمع فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية» أمس عن وفاة أحد مبدعيه، وائل قسطون، ابن بلدة مرمريتا في ريف حمص، حيث أشار إلى أن النحات السوري الذي يبلغ 46 عاما من العمر «قضى تحت التعذيب». وقال التجمع في بيان له: «اتشحت بلدة مرمريتا (في ريف حمص) بالسواد حزنا على استشهاد ابنها النحات السوري وائل قسطون الذي كان معتقلا في أحد المراكز الأمنية بحمص، وقضى تحت التعذيب، فتم نقله إلى المستشفى العسكري بحمص وأبلغوا أهله بوفاة ابنهم وضرورة تسلمه».

وميدانيا، جددت قوات النظام قصفها لمدينة الرستن في الريف مستخدمة الطيران وراجمات الصواريخ، مما أدى إلى سقوط قتيلين بينهما طفلة، بحسب شبكة «شام»، والمرصد السوري، وسط استمرار انقطاع الماء والكهرباء وعدم توفر المواد الغذائية.

كما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في جنوب المدينة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وفي إدلب، تعرضت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قرية كفرزيبا، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية مما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى، وشاركت الطائرات الحوامة باستهداف عدة قرى بجبل الزاوية، وانسحبت القوات النظامية من قرى أرنبة وكنصفرة ومعراته وبليون وتل النبي أيوب.

وحسب شبكة «شام»، فقد أدى القصف المدفعي المتواصل إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى انهيار عدد من المباني السكنية في مدينة أريحا بريف إدلب من قبل قوات الجيش السوري.

كما لفت المرصد إلى أن إطلاق النار الذي تعرضت له منطقة أريحا، أدى إلى مقتل اثنين منهما طفلة، كما دارت فيها اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، لافتا إلى ورود معلومات عن استعداد قوات النظام للانسحاب من عدة مناطق في إدلب تمهيدا لنقلها إلى حلب.

وفي حماه أيضا، تعرضت بلدات حيالين وكرناز وكفرزيتا للقصف من قبل القوات النظامية السورية ووردت معلومات عن سقوط جرحى، وفي بلدة اللطامنة استهدفت القوات النظامية منازل الثوار والنشطاء مما أدى إلى تهدم بعضها.

وفي اللاذقية، تعرضت بلدة سلمى وقرى مجاورة لها في جبل الأكراد للقصف، بمعدل بين 5 إلى 7 قذائف في الدقيقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، معتبرا أن هذا القصف هو الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية من قبل القوات النظامية في المنطقة التي تحاول السيطرة عليها، كما دارت اشتباكات، مساء الاثنين، في بلدة ربيعة بريف اللاذقية، وتمكنت القوات من إجلاء بعض عناصر الأمن الذين كانوا محاصرين من قبل الثوار.