إسرائيل وجنوب السودان توقعان اتفاق اقتصادي يشمل المياه والزراعة

مسؤول سوداني جنوبي لـ «الشرق الأوسط»: الدول العربية لم تفتح أبوابها لنا

TT

وقعت إسرائيل ودولة جنوب السودان أمس على اتفاقية تعاون حول البنية التحتية للمياه وتطوير التكنولوجيا وتتناول الزراعة، تعد الأولى بين الجانبين. وفي حين اعتبرت جوبا الاتفاقية «عادية»، واصفة التخوفات التي تطلقها بعض الدول العربية لا مبرر لها.

وبموجب الاتفاق، تقوم إسرائيل بتزويد جنوب السودان بتكنولوجيا تطوير نظام الري في الزراعة وإدخال نظام تطهير مياه المجاري. وقد وقعه من الجانب الإسرائيلي وزير الطاقة، عوزي لانداو، ومن الجانب السوداني، آكيك بول مايوم. وقال الوزير الإسرائيلي خلال حفل التوقيع الذي جرى القدس الغربية، أول من أمس، واهتمت به جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية: «نحن نعتبر ذلك شرفا وامتيازا لنا بأن نصبح أول قطاع في إسرائيل يوقع اتفاقية مع البلد الجديد، جنوب السودان». وأضاف: «سنستمر في فعل كل شيء ممكن من أجل مساعدة جنوب السودان». وأكد أن إسرائيل تمتلك الكثير من المعرفة ولديها الكثير من الخبرات فيما يتعلق بقطاع المياه لتسهم به مع جنوب السودان، مشيرا إلى أن الاتفاقية تتضمن خططا للتعاون بين إسرائيل وجنوب السودان في مجالات تحلية المياه والري ونقل المياه وتنقيتها. وقال إنه يتابع أوضاع جنوب السودان ونضالاتها منذ أن كان فتى وشابا. وأضاف: «إنني أعرف أي معاناة تعرضتم لها، فالعرب يتسمون بالقسوة الشديدة إزاء من لا يريدونه في صفوفهم».

أما الوزير الجنوبي السوداني ميوم فقال إنه متأثر جدا من الفرصة التي سنحت له للتعرف على القادة الإسرائيليين. وقال إن هناك وجه شبه كبيرا بين تجربة إسرائيل وجنوب السودان من حيث التحديات الوجودية ومن حيث نوعية البشر الذين لا يريدون لنا ولكم الحياة». وأضاف أن جنوب السودان فقد 2.5 مليون نسمة من شعبه واليهود فقدوا 6 ملايين ومن واجب كلينا أن نسعى لأن لا يتم تكرار هذه الإبادة.

وشكا الوزير السوداني من أن دولة السودان في الشمال تريد فرض مبلغ 36 دولارا عن كل برميل نفط نصدره إلى الخارج عبر أراضيه، بينما دول أخرى في أفريقيا تجبي بضع سنتات. ورد الوزير لانداو مقترحا بأن يرسل الجنوب السوداني النفط إلى إسرائيل لتكريره فيها. فقال ميوم إن بلاده ستدرس الاقتراح.

من جانبه، قال زعيم الأغلبية في برلمان جنوب السودان القيادي في الحركة الشعبية الحاكمة أتيم قرنق لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتفاقية بين بلاده وإسرائيل عادية وهي بين دولتين تعترفان ببعضهما البعض. وأضاف «لا أعرف لماذا يتخوف العرب من علاقاتنا مع إسرائيل وهناك صف طويل من الدول العربية في تل أبيب وتقيم معها علاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين إسرائيل ومصر». وقال إن الدول العربية لم تتقدم لفتح علاقات مع جنوب السودان ولم تبدي أي اهتمامات. وأضاف «بالعكس دائما ما يقف العرب مع دولة السودان في الحق والباطل ولا يسعون لخلق علاقات جيدة معنا فماذا نفعل سوى أن نسعى إلى الآخرين بما فيهم إسرائيل».

وقال قرنق إن الدولة العبرية لن تعيد إلى جنوب السودان موت مليوني شخص قتلوا خلال الحرب الأهلية الطويلة مع السودان لأكثر من 22 عاما. وأضاف أن ما ينتظره الجنوبيون من إسرائيل تحسين البنية التحتية في الإدارة والاقتصاد، لا سيما في مجالي المياه والزراعة والتقنيات الحديثة، مشيرا إلى أن في دولته عددا من مصادر المياه وليس النيل وحده. وقال «نحن لا نعتمد على مياه النيل فقط هناك الأمطار والمياه الجوفية»، معتبرا أن الحديث عن أن العلاقة بين تل أبيب وجوبا القصد منه خنق مصر في حوض النيل لا أساس له من الصحة. وقال «ستكون علاقاتنا بمصر أقوى من كل الدول العربية ولن نعمل على خنق مصر عبر مياه النيل ومثل هذا الحديث غير علمي». وتابع «بالطبع لن نوقف جريان النيل عبر السودان إلى مصر ولن يحدث مثل ذلك». وقال إن الكثير من الأحاديث التي تتداولها النخب العربية، وبينها أن دولة جنوب السودان الخارجية ستصبح مخلب قط لإسرائيل والولايات المتحدة، فيه عنصرية واستعلاء. وأضاف «لسنا أعداء للعرب بالمرة حتى يتخوفوا منا. ونحن نرحب بهم في إقامة علاقات متميزة معنا في كافة المجالات». وقال «إن على الدول العربية وشعوبها أن تخلع العصبة التي تغطي عيونها عندما تتحدث عن جنوب السودان».