بريطانيا: التحقيق في فضيحة التنصت يدخل مرحلة توجيه الاتهام

تهم لـ8 بينهم مستشار سابق لكاميرون ورئيسة التحرير السابقة لـ«نيوز أوف ذي وورلد»

أندي كولسون أثناء مغادرته منزله في منطقة داليتش بجنوب لندن أمس (رويترز)
TT

وجهت السلطات القضائية البريطانية، أمس، الاتهام إلى 8 أشخاص بينهم المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء، أندي كولسون، ورئيسة التحرير السابقة لصحيفة «نيوز أوف ذي وورلد»، ريبيكا بروكس، 19 تهمة تتعلق بفضيحة التنصت غير المشروع التي تهز البلاد منذ أكثر من عام ووقع ضحيتها المئات من الأشخاص. وفي إطار الفضيحة التي هزت إمبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية، تقرر توجيه الاتهام إلى كولسون وبروكس بسبب صلتهما المفترضة بتعقب رسائل صوتية خاصة بفتاة عمرها 13 عاما كانت اختطفت وقتلت عام 2002، وفجرت قضيتها فضيحة التنصت على الهواتف.

ويعد توجيه الاتهام إلى هذه المجموعة من الصحافيين السابقين المرتبطين بمجموعة «نيوز إنترناشونال» التي يملكها قطب الإعلام مردوخ، تطورا كبيرا في القضية التي يبدو أنها آخذة في التصاعد، وجاء بعد أيام على إعلان مسؤولة كبيرة في الشرطة أن الشرطة تبحث في احتمال تورط مؤسستين إعلاميتين جديدتين، وتحقق في أكثر من مائة حالة قرصنة غير قانونية طالت سجلات طبية في إطار هذه الفضيحة.

وأعلنت متحدثة باسم النيابة أن من بين من وجه إليهم الاتهام أندي كولسون، المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وريبيكا بروكس رئيسة التحرير السابقة لصحيفة «نيوز أوف ذي وورلد». وأوضحت النيابة العامة في بيان قرارها توجيه التهمة إلى 8 من المشتبه بهم الـ13 في إطار الفضيحة السياسية - الإعلامية المدوية التي انفجرت في صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» بسبب تنصتها بشكل غير مشروع على اتصالات هاتفية. وأضافت المتحدثة أن المشتبه بهم الخمسة الباقين لن توجه إليهم التهم بسبب «عدم توفر أدلة كافية» لإدانتهم. وأضافت: «لقد استنتجت أن الملاحقات ضرورية بحق المشتبه بهم الـ8 من أجل المصلحة العامة». وإضافة إلى كولسون وبروكس وجهت التهمة إلى صحافيين سابقين بينهم نيفيل ثورلبيك المسؤول السابق عن التحقيقات وأيضا التحري الخاص غلين مالكير. وقالت المتحدثة باسم النيابة العامة أليسون ليفيت إن «هناك أدلة كافية حول احتمال تسجيل إدانة فيما يتعلق بواحدة أو أكثر من الجرائم». وتصل عقوبة جريمة «الاعتراض غير قانوني للاتصالات» إلى السجن لمدة عامين وغرامة.

وينظر إلى كولسون وبروكس على وجه التحديد على أنهما كانا على صلة بتعقب الرسائل الصوتية الخاصة بميلي دولر، وهي فتاة عمرها 13 عاما كانت قد اختطفت وقتلت عام 2002، وفجرت قضيتها فضيحة التنصت على الهواتف. ونفت بروكس الاتهامات الموجهة إليها، وقالت إنها تشعر «بالأسى والغضب» إزاء قرار توجيه الاتهام إليها. واعتبرت أن مزاعم تآمرها بالتجسس على الفتاة ميلي «مزعجة للغاية».

وكانت فضيحة التنصت قد طفت إلى السطح في عام 2006، عندما ألقت الشرطة القبض على الصحافي غلين مالكير ومحرر الشؤون الملكية حينها في صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» كلايف غودمان، بشبهة اختراق رسائل البريد الصوتي إلى أعضاء في الأسرة المالكة البريطانية.

ويرى متابعون للملف أن توجه الاتهام إلى هؤلاء المشتبه بهم يشكل إحراجا شديدا لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي حاول النأي بنفسه وبحكومته عن الفضيحة، التي تفجرت قبل وصوله إلى السلطة عام 2010. ومبعث الحرج هو أن كاميرون كان قد عين كولسون مستشارا إعلاميا له، وقرب بروكس ومعها زوجها تشارلي من الدائرة الضيقة لأصدقائه. وكان كولسون قد استقال من منصبه كمستشار إعلامي لرئيس الوزراء في يناير (كانون الثاني) 2011 في ظل بروز فضيحة التنصت.

وكان مردوخ (81 عاما) قد استقال خلال الأيام القليل الماضية من مجلس الإشراف على شركة «نيوز إنترناشيونال» البريطانية التي يملكها، لكنه سيظل على رأس الشركة المالكة «نيوز كوربوريشن» ومقرها الولايات المتحدة. وتجمع الشركة البريطانية «نيوز إنترناشيونال» تحت لوائها عددا من الصحف المعروفة منها «تايمز» و«صن» و«صنداي تايمز».