لبنان: مشيخة «عقل الدروز» طالبت دروز سوريا بعدم الانجرار إلى القتال

دعتهم إلى استقبال النازحين وإغاثة الملهوفين ومد يد النجدة إليهم

TT

وجهت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان نداء إلى الدروز في سوريا ناشدتهم فيه عدم الانجرار إلى القتال الدائر بين المعارضة والنظام. ورغم أن البيان لم يذكر النظام بالاسم فإنه حذر دروز سوريا من «محاولات جرهم إلى الفتنة». ودعاهم إلى «استقبال النازحين وإغاثة الملهوفين ومد يد النجدة إليهم».

وأشارت المشيخة في بيان تلاه عضو المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى إلى أنه «آلمنا كثيرا نبأ ما حصل بالأمس من حوادث وردود فعل انفعالية في منطقة جرمانا والغوطة، ونحن وإياكم لا نقبل ولا تقبلون الانجرار إلى الفتنة، فالمرحلة دقيقة جدا وخطيرة، كما يدرك عقلاؤكم وكباركم، فتنبهوا لمحاولات زرع الشقاق في دياركم، وكونوا حكماء عقلاء، ولا تنجروا إلى أتون الاقتتال، وكما أثبتم أصالتكم المعروفة في استقبال النازحين وإغاثة الملهوفين ومد يد النجدة إليهم، كونوا دائما، واليوم بالتحديد، كما يوصيكم المشايخ الأجلاء وأصحاب العقول الراجحة، كونوا يدا متماسكة قوية في مواجهة الفتنة التي تحاك لكم في جرمانا وفي غير مكان، واعلموا أن القوة والشجاعة اليوم تتمثلان في معالجة المشكلات بالحكمة والروية والعقل، وهذا هو منطق التوحيد الذي به تتمسكون».

وناشدت المشيخة «أهل الغوطة وأهل الشام وأبناء سوريا كافة، من منطلق محبتنا لكم جميعا، وثقتنا بمواقفكم المشرفة عبر التاريخ، أن تكونوا فوق النزاعات العابرة، وإننا في مثل هذه المواقف التاريخية نستذكر بفخر واعتزاز أسلافكم الشيوخ الثقات وقادتكم الوطنيين الأفذاذ، وفي مقدمهم سلطان باشا الأطرش ورجالات جبل العرب وأبطال الغوطة الأبرار، عندما دافعوا عن الأرض والعرض والكرامة، ولم يقبلوا أن تكون معركتهم إلا ضد المستعمرين والغرباء لا ضد أهلهم ومواطنيهم وإخوانهم وجيرانهم. فأنتم جميعا في جرمانا كما في الغوطة والشام، تشاركتم التاريخ والأرض والحياة، ومعا تبنون المستقبل الواعد أبعد من أي تحزب أو ارتهان أو ولاء إلا للوطن وللأخوة التوحيدية والإنسانية».

وتوجهت إليهم بالقول: «أثبتوا مرة جديدة أنكم أهل لصون الوحدة والكرامة، وأهل للحفاظ على العيش الآمن المشترك بين بعضكم بعضا، جيرانا ومواطنين مهما اشتدت الأزمات. وقاكم الله من الفتنة وموقظيها ومن أي سوء ومكروه».