الحكومة العراقية تشرع في بناء معسكرات لإيواء النازحين السوريين

النجيفي لـ «الشرق الأوسط»: المخافر الحدودية السورية خالية من أي وجود عسكري

TT

في الوقت الذي شرعت فيه الحكومة العراقية أمس في بناء معسكر لإيواء النازحين السوريين عند الحدود العراقية - السورية من جهة قضاء القائم (غرب العراق)، أكد أثيل النجيفي محافظ نينوى المتاخمة للحدود السورية (شمال العراق) مركز المحافظة، أمس أن «معسكرات إيواء الإخوة اللاجئين السوريين جاهزة في منطقة ربيعة القريبة من الحدود السورية»، مشيرا إلى أنه «تم إخلاء بعض أبنية المدارس في الوقت الحاضر وتجهيز فرق إغاثة وخدمات طبية وغذائية بالإضافة إلى تهيئة الخيام لإقامة مخيم يتناسب مع عدد اللاجئين السوريين الذين سيصلون إلى مناطقنا».

وقال النجيفي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، أمس: «علينا أن نشيد ونثني على قرار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين، فهذا قرار إنساني يجب إبعاده عن كل الحسابات السياسية».

وأضاف قائلا: «(أول من) أمس كنت عند مركز ربيعة العراقي الحدودي الذي يقابله من الجانب السوري مركز اليعربية، وتأكدنا من أن السلطات السورية هي التي تسيطر على المركز الحدودي (اليعربية) بعد أن كان الأهالي قد سيطروا عليه لساعات، احتجاجا على ممارسات النظام ضد الشعب السوري وانسحبوا منه لتتسلمه القوات السورية دون مواجهات عسكرية»، موضحا أن «الحدود العراقية السورية مناطق مفتوحة ومنبسطة وبإمكان اللاجئين السوريين العبور نحو أراضينا».

وقال محافظ نينوى إن «العشائر الموجودة في الأراضي العراقية والسورية في منطقة ربيعة هي من شمر والجبور والجحيش وطي، وهم أبناء عم، قسم منهم يوجد في الأراضي العراقية والآخر في السورية، وقد زارني شيوخ العشائر العراقية وطلبوا المشاركة في استقبال أبناء عمومتهم والاهتمام بهم، ورحبنا بمبادرتهم»، مشيرا إلى أن «في شمال ربيعة ومن جهة سوريا، في منطقة سحيلة، يقيم الأكراد السوريون وقسم كبير منهم دخل الأراضي العراقية حيث يوجد مخيم في محافظة دهوك قريبا من محافظتنا».

وكشف النجيفي أن «جميع المخافر الحدودية السورية خالية من أي قوات أو عناصر أمنية، وهذا ما تأكدت منه بنفسي أمس، وهذا يعني أن الطريق مفتوح أمام اللاجئين السوريين بالوصول إلى أراضينا، لا سيما أن هناك أوامر حكومية بمساعدتهم وتسهيل وصولهم»، مشيرا إلى أنه «حتى الآن لم تنشب مواجهات بين السلطات السورية والأهالي في المناطق القريبة منا، لكننا نتوقع حدوثها في أي وقت، ونحن في انتظار تدفق اللاجئين السوريين».

من جهته أكد ناشط سياسي في منطقة القائم لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات العسكرية العراقية تحتجز العائلات السورية النازحة في دائرة الكمرك حتى يتم استكمال إجراءات تسجيلهم واكتمال بناء المعسكر، وهو ما يعيق إلى حد كبير عملية تقديم الخدمات لهم من قبل أهالي القائم الذين يوجدون بكثافة قرب المنفذ الحدودي على أمل سماح السلطات العراقية لهم باصطحاب العائلات السورية النازحة إلى بيوتهم».

وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن مجلس الوزراء وافق على، بناء مخيمات في منفذي ربيعة والقائم لاستقبال اللاجئين السوريين الذين هربوا من الأحداث التي تشهدها بلادهم. وأضاف الدباغ في تصريح صحافي أمس أن «الحكومة وافقت على تخصيص 50 مليار دينار لإغاثتهم ومساعدة العراقيين العائدين بدورهم من سوريا، يتم ذلك من خلال لجنة وزارية مشكلة من قبل وزارة الهجرة والمهجرين».

من جهته أعلن أمير قبائل الدليم الشيخ ماجد علي السليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عشائر الأنبار ترتبط بروابط نسب ومصاهرة مع القبائل العربية السورية، وبالتالي فإنها شعرت بالإحراج أول الأمر عندما اعتذرت الحكومة عن استقبال النازحين السوريين من منطلق أن للشعب السوري أفضالا لا تحصى على العراقيين من كل أنحاء العراق». وأضاف السليمان: «الآن وبعد أن فتحت الحكومة العراقية الحدود فإن عشائرنا بادرت بوضع كل إمكانياتها في خدمة الإخوة السوريين، وإننا لن نلتزم فقط بالقرار الحكومي الخاص ببناء معسكرات لهم وإنما سنستضيفهم في بيوتنا، بفتح المضايف والبيوت من أجل تقديم أقل ما يمكن أن نقدمه لإخوتنا السوريين من واجب في هذه المحنة التي يمرون بها».