هنية في طريقه للقاهرة: سيناء ستظل أرضا مصرية .. وحماس جزء من حمايتها

وفد رسمي مصري لغزة والضفة لبحث المصالحة

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الرئاسة المصرية بصدد إرسال وفد لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة للقاء ممثلي الفصائل الفلسطينية لدراسة سبل تطبيق ما اتفق عليه بين حركتي فتح وحماس في كل من الدوحة والقاهرة. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الرئاسة المصرية توصلت إلى قناعة مفادها أنه من دون أن يبذل الجانب المصري جهودا أكبر في محاولاته تقريب وجهات النظر بين الجانبين، فإن أي لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، لن ينجح في إحداث انطلاقة في الجهود الهادفة لتحقيق المصالحة.

في غضون ذلك بدأ رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، زيارة إلى مصر على رأس وفد ضم 15 شخصية، يلتقي خلالها الرئيس محمد مرسي.

وأوضحت المصادر أن الانطباع الذي تبلور لدى الرئيس المصري مرسي خلال لقائه كلا من عباس ومشعل، أنه من دون جهود مصرية مكثفة، فإنه لا أمل في إحداث انطلاقة في الجهود الرامية لتحقيق المصالحة. وأشارت إلى أن الجانب المصري لمح إلى أنه سيحدث تغييرا على تشكيلة الفريق المصري الذي يتولى الوساطة، إذ سيشارك فيه مندوبون عن الرئاسة والخارجية المصرية بدلا ضباط جهاز المخابرات العامة فقط. وأكدت المصادر أن مرسي أبلغ عباس ومشعل بأن قدرة مصر على التعاطي مع الملف الفلسطيني تتوقف على استعداد الفرقاء في الساحة الفلسطينية لإنهاء خلافاتهم السياسية.

وتوقعت المصادر أن يبحث مرسي مع هنية معوقات المصالحة، سيما قرار حكومته الأخيرة بمنع لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية من مواصلة عملية تسجيل الناخبين، في حين أن هنية سيضع الرئيس مرسي في صورة الممارسات التي تقدم عليها حركة فتح وحكومة رام الله ضد نشطاء حماس في الضفة.

وكان هنية قد غادر صباح أمس الأربعاء غزة على رأس وفد حكومي للقاء الرئيس مرسي، في أول زيارة رسمية يزور خلالها القصر الجمهوري. وقال وزير الخارجية والتخطيط في الحكومة المقالة، محمد عوض، إن الهدف الأساسي من الزيارة سيكون لقاء الرئيس مرسي لتهنئته باختيار الشعب المصري له، وبحث العلاقة المصرية - الفلسطينية، مضيفا أنه سيتم خلال لقاء مرسي طرح المعاناة اليومية لسكان غزة وطبيعة العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وسبل تعزيز الدعم المصري للقضية الفلسطينية.

وأكد هنية لدى عبوره منفذ رفح البري في طريقه للقاهرة، أمس، أن سيناء كانت وستظل أرضا مصرية وستبقى في حماية مصرية، مشيرا إلى أن حماس وجميع الفلسطينيين جزء من حماية أرض سيناء المصرية، رافضا ما نشر في وسائل إعلام أجنبية وإسرائيلية عن أن سيناء أصبحت تحت سيطرة حماس. وقال هنية: «إن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية بالنسبة للأمة العربية»، مؤكدا أن مصر كانت ولا تزال في قلب هذه القضية.

وأوضح هنية أنه جاء إلى مصر ليقدم التهنئة للشعب المصري الشقيق بمناسبة شهر رمضان وبنجاح تجربته الديمقراطية التي أسفرت عن نجاح الثورة وبدء الجمهورية الثانية، مشيرا إلى أنه سيلتقي الرئيس مرسي خلال الزيارة لتهنئته بنيل ثقة الشعب المصري واختياره لقيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة.

وأوضح هنية أن لقاءه مع الرئيس مرسي وعدد من المسؤولين المصريين سيتناول كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطورات التي تمر بها المنطقة العربية بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص، مشيرا إلى أنه سيتم التركيز على الملفات السياسية، وفي القلب منها القدس عاصمة دولة فلسطين، وما تتعرض له من السياسات الإسرائيلية كل يوم، وكذلك الضفة وغزة المحاصرة، بملفاتها المتعددة، علاوة على دعم وتعزيز الروابط مع الشعب المصري الشقيق في مختلف المجالات.

وكان هنية قد وصل إلى الأراضي المصرية أمس على رأس وفد، في زيارة يلتقي خلالها الرئيس مرسي وعددا من المسؤولين.

ويرافق هنية 17 مسؤولا إلى جانب بعض رجال الأعمال وممثلي التيارات السياسية والشعبية في قطاع غزة. وفرضت أجهزة الأمن إجراءات أمنية مشددة على هنية ومرافقيه. وقالت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى في معبر رفح إن هنية يحمل مقترحات من أجل تقديم الجانب المصري مزيدا من التسهيلات الخاصة بسفر الفلسطينيين عبر معبر رفح وإلغاء ملف المدرجين على قوائم الممنوعين من السفر نهائيا، وزيادة عدد ساعات العمل بالمعبر، وتشغيل خط تجاري يربط بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية.