سفيرا سوريا لدى الإمارات وقبرص ينشقان عن النظام وينتقلان إلى الدوحة

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الأسد والمعلم اتصلا بالدباغ قبيل إعلان انشقاقه

القائمة بالأعمال السورية لدى قبرص لمياء الحريري (أ.ف.ب)
TT

أعلن متحدث باسم المجلس الوطني السوري، أمس، أن السفير السوري لدى الإمارات العربية المتحدة عبد اللطيف الدباغ انشق هو وزوجته القائمة بالأعمال السورية لدى قبرص لمياء الحريري، وتوجها إلى قطر، مما يرفع من عدد الدبلوماسيين الكبار المنشقين إلى ثلاثة، وذلك بعد انشقاق السفير السوري لدى العراق قبل أسبوعين.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أمس أن الدباغ قد غادر الإمارات العربية المتحدة إلى قبرص قبل عدة أيام حيث تقيم زوجته لمياء الحريري، التي انشقت أول من أمس الثلاثاء، لتنتقل العائلة للإقامة في قطر. وذكرت مصادر متطابقة من دمشق أن الدباغ - قبيل إعلان انشقاقه عن النظام - تلقى عدة اتصالات هاتفية من أركان النظام السوري، ومن ضمنهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم والرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة لإثنائه عن قراره وقرار زوجته، لكن تلك المحاولات لم تكن ذات جدوى. وفي حين توقع معارضون سوريون أمس أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من النزيف الدبلوماسي للنظام السوري متمثلا في مزيد من الانشقاقات الموجعة، اعتبر المعارض السوري أيمن عبد النور، مدير موقع «كلنا شركاء»، أن «السيدة الدبلوماسية لمياء تساوي ألفا من هؤلاء الدبلوماسيين الرجال الذين هم بلا كرامة وأذلاء.. والدبلوماسيون الشباب سيردون على تحيتها بمثلها، وستسمعون من يوم غد بدء الإعلان عن الانشقاقات بشكل متتابع وشبه يومي».

ويشير معارضون إلى أن المخابرات السورية لم تعد تثق في دبلوماسييها، فبعد إعلان انشقاق الدباغ والحريري، أكد موقع «كلنا شركاء» أن «الفرع الخارجي بالمخابرات العامة، المسؤول عن أمن السفارات السورية، قام برفع توصية أمنية عاجلة لوزير الخارجية والمغتربين للإبراق فورا لاستدعاء كل السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الذين يُشك في أمر ولائهم للنظام، مع استبقاء المضمونين».

والسفيرة السورية هي ابنة اللواء محمد الحريري، مدير إدارة الهجرة والجوازات سابقا، وهي من السنة ومن محافظة درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا. كما أنها ابنة أخت فاروق الشرع نائب الرئيس السوري. والدبلوماسيان الدباغ والحريري متزوجان ولديهما طفلان هما «يزن ويارا».

ويبدو من اللافت للنظر انتقال الدبلوماسيين المنشقين الثلاثة إلى العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما فعله السفير السوري لدى العراق نواف الفارس بعد أن أعلن انشقاقه عن النظام السوري. ويرجح مراقبون أن السبب وراء ذلك يتعلق بالموقف القطري الواضح من النظام السوري.

يذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي أعلنت بشكل جماعي في فبراير (شباط) الماضي طرد سفراء النظام السوري، وطلبت منهم مغادرة أراضيها بشكل فوري، ولكن على ما يبدو فإن الدباغ لم يغادر الإمارات حتى تاريخ إعلان انشقاقه.

إلى ذلك، وفي سياق تفكك الحلقة القريبة من الرئيس السوري، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» أمس، عمن سمتهم «مصادر مطلعة في مدينة إسطنبول التركية»، إن محمد مخلوف خال الرئيس السوري بشار الأسد، وأبناءه أجروا اتصالات مع دول أجنبية سعيا للعثور على ملاذ لحمايتهم في حالة سقوط نظام الأسد.

وأضافت هذه المصادر أن هذا الفرع من عائلة الأسد أجرى اتصالات حول هذا الشأن في كل من العاصمة الروسية موسكو والعاصمة الفرنسية باريس. يذكر أن رامي، ابن محمد مخلوف، أصبح خلال السنوات الماضية من حكم بشار واحدا من أغنى رجال الأعمال في سوريا. وكانت دول غربية فرضت عقوبات على عائلة مخلوف بسبب العلاقات المالية المتشابكة التي تربط هذه العائلة بالنظام.