لافروف: الولايات المتحدة تبرر الإرهاب في سوريا

مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: أهدافنا هي «دفع الأسد إلى الرحيل»

TT

اتهمت روسيا الولايات المتحدة، أمس، بتبرير الإرهاب ضد الحكومة السورية، وانتقدت الدول الغربية قائلة إنها لم تقم بإدانة هجمات أسفرت عن مقتل أعضاء كبار في الدائرة المقربة للرئيس السوري بشار الأسد. كما أشارت إلى أن عناصر «القاعدة»، وليس الجيش الحر، هم الذين استولوا على المعابر الحدودية مع تركيا.. لكن الولايات المتحدة رفضت هذه الاتهامات، وقال مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «إننا واضحون جدا في التعبير عن أهدافنا».. وهي تشمل «دفع الأسد إلى الرحيل».

وفي إشارة إلى تصريحات فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، التي قالت إن مثل هذه الهجمات لم تكن مفاجئة مع وضع تصرفات الحكومة السورية في الاعتبار، قال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن «هذا تبرير مباشر للإرهاب».

واستطرد لافروف: «بعبارة أخف.. نحن لا نفهم رفض شركائنا إدانة الهجوم الإرهابي في دمشق»، مشيرا إلى تفجير استهدف مقر الأمن القومي وقتل فيه أربعة من كبار قيادات الأمن المقربين من الأسد.

ولمح وزير الخارجية الروسي إلى أن الولايات المتحدة تستغل خطر حدوث المزيد من الهجمات للضغط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليخضع خطة السلام للمبعوث الدولي كوفي أنان للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأشار لافروف إلى تصريحات لسوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قالت فيها إن تفجير دمشق في 18 يوليو (تموز) دليل يؤكد ضرورة أن لا يتأخر المجلس في الموافقة على تفعيل الفصل السابع. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي بعد محادثات مع وزيرة الخارجية القبرصية اراتو كوزاكو ماركوليس: «بكلمات أخرى، هذا يعني (سنستمر في دعم مثل هذه الهجمات الإرهابية إلى أن يفعل مجلس الأمن ما نريد).. هذا موقف شنيع».

وانتقد لافروف العقوبات على سوريا، ودافع عن استخدام بلاده حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن كان سيهدد السلطات السورية بعقوبات إذا لم تنه العنف، مكررا موقف موسكو القائل إن رحيل الأسد يجب أن لا يكون شرطا مسبقا لحوار سياسي لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 16 شهرا، وإن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل بلادهم.

وعلى صعيد ذي صلة، شكك لافروف في التقارير التي تقول إن الجيش السوري الحر المعارض هو من سيطر على المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا، وقال: «وفقا لبعض المعلومات لم يكن الجيش السوري الحر هو من استولى على نقاط التفتيش تلك، مهما كان ما يعتقده البعض بشأن هذا.. وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بـ(القاعدة)». وتابع لافروف: «نتحقق من ذلك جيدا»، مشيرا إلى أن الدول الغربية يجب أن لا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس السوري بشار الأسد على الأرض. وأضاف: «إذا كانت مثل هذه العمليات (استيلاء إرهابيين على أراض) مدعومة من شركائنا، فيجب أن نتلقى إجابة عن السؤال بشأن موقفهم من سوريا، وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد».

واتهمت موسكو الدول الغربية أكثر من مرة بتشجيع معارضي الأسد، وقالت إن عليها أن تزيد الضغط على المعارضة لوقف العنف في سوريا، محذرة من أن بعض من يقاتلون القوات الحكومية مسلحون متطرفون.

من جهتها، رفضت الولايات المتحدة انتقادات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول «أهداف» الدول الغربية في سوريا، وتلميحه إلى أن مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة لها علاقة بالمجموعات المتمردة ضد النظام السوري. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «إننا واضحون جدا في التعبير عن أهدافنا، وهي المساعدة في أي طريقة ممكنة لزيادة الضغط على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ودفع الأسد إلى الرحيل». وأضاف: «فيما يخص المجموعات هذه وما نعلم عنها، فنحن نعرف أنها مجموعات من مقاتلين مسلحين، ونحن أوضحنا منذ البداية أنه كلما طالت فترة الأسد في الحكم، يسمح الأسد بزعزعة استقرار البلاد، وتزداد احتمالات زيادة نفوذ الجماعات المسلحة وغير الحكومية وزيادة نشاطها».

وبينما يمتنع المسؤولون الأميركيون عن التعليق مباشرة حول إمكانية توغل مجموعات متطرفة في سوريا وفي صفوف الثوار، هناك وعي أميركي بأن هذا تهديد وارد. ولكن في الوقت نفسه ترفض واشنطن أن تكون هذه ذريعة روسية في عدم العمل على إسقاط نظام الأسد ودعم الثوار.

وتعول واشنطن بشكل كبير على قدرة الثوار على السيطرة على مناطق محددة، والإبقاء على تلك السيطرة، من أجل تأسيس نقاط انطلاق ضد النظام السوري في المعارك الحاسمة لإسقاطه. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، موضحة تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في هذا السياق، إن «نظام الأسد يفقد السيطرة بشكل متصاعد عن أجزاء من أراضي (سوريا)، ومن الواضح أن المعارضة تحاول إبقاء السيطرة ليكون لديها قاعدة تعمل من عليها». وأضافت: «نحن ملتزمون بمساعدة المعارضة لتصبح أكثر اتحادا في خطتها السياسية، وفي التخطيط للمرحلة الانتقالية لما بعد الأسد».