الجيش الحر يعلن اعتقال ضابطين والانشقاقات تطال وحدات وقطاعات

قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: الاعتقال أمر عادي ونضعهم في خانة الانشقاق القسري

TT

لم تتوقف وتيرة الانشقاقات المتسارعة في صفوف جيش النظام منذ تفجير دمشق الذي استهدف مبنى الأمن الوطني الأسبوع الماضي. وهذا ما يلفت إليه قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن إحصاء الانشقاقات في الفترة الأخيرة بات صعبا في ظل تزايد عدد المنشقين من العناصر والضباط الذين وصل عددهم إلى 1000 من مختلف المناطق، لا سيما أن هذه الانشقاقات لم تعد تقتصر على أفراد، وإنما شملت قطاعات ووحدات كاملة، وأكثرها في الفترة الأخيرة في حلب؛ حيث شملت أيضا ضباطا في الشرطة».

وفي حين ذكر دبلوماسي في وزارة الخارجية التركية أن ضابطين سوريين برتبة عميد اجتازا أمس الحدود ولجآ إلى تركيا، ليرتفع إلى 27 عدد الضباط السوريين المنشقين الذين وصلوا إلى الأراضي التركية، أكد الجيش السوري الحر في بيان له أنه تمكن من أسر ضابطين كبيرين برتبة عميد من الجيش النظامي في مدينة دمشق اليوم.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن لواء الحبيب محمد المصطفى في دمشق وريفها أن كتيبة هارون الرشيد في الجيش الحر هي من تمكنت من أسر الضابطين في عملية نفذها عناصر الكتيبة في مدينة دمشق. وهذا ما يؤكده القيادي أيضا، لافتا إلى أن عمليات الأسر من الجيش النظامي ليست بالأمر الجديد ضمن عمل الجيش الحر، ويقول: «هذا أمر طبيعي، نقوم دائما باعتقال الضباط، ويتم إخضاعهم للتحقيق، فإما أن نستمر في اعتقالهم أو يتم نقلهم إلى تركيا بعدما يعلنون انشقاقهم، وهذا ما نضعه في خانة الانشقاق القسري»، موضحا: «لكن قبول انشقاقهم يخضع لشروط محددة، وأهمها أن لا يكون قد ارتكب جرما جنائيا أو ساهم في تنفيذ العمليات العسكرية التي تستهدف الشعب، إضافة إلى كونه ضد النظام ولم يكن يجرؤ على إعلان ذلك خوفا من النتيجة».

ويضع القيادي الانشقاقات في صفوف قوات النظام منذ بدء الثورة لغاية الآن، ضمن 3 فئات، الأولى التي شملت أوائل الضباط الذين أعلنوا انشقاقهم وأسسوا الجيش الحر، وهم «الضباط الثوريون»، والثانية تلك التي تشمل من سماهم «ضباط وعناصر الألم»، الذين أعلنوا عن انشقاقهم بعد استهداف قراهم وبلداتهم وأقربائهم. أما المنشقون اليوم ولا سيما الضباط منهم، فيعتبر أن انشقاقهم يأتي نتيجة الخوف على أنفسهم بعدما فقدوا الأمل في النظام الذي لطالما كانوا مؤيدين له وها هم اليوم يرونه ينهار.

وفي حين يؤكد القيادي أن الانشقاقات تشمل أبناء كل المناطق السورية، يشير إلى أن أبناء إدلب هم من أكثر المنشقين بنسبة 60 في المائة، ويليهم أبناء الرستن ثم حلب، وبعدها دير الزور ودرعا، إضافة إلى عدد قليل من دمشق التي يعرف أبناؤها بعدم رغبتهم في التطوع في الجيش.