كوريا الشمالية تحسم هوية «المرأة الغامضة» المرافقة لزعيمها الشاب

إعلان زواج كيم جونغ - أون يهدف لتأكيد نضجه.. وواشنطن تعلق بسخرية على الخطوة

كيم جونغ - أون وزوجته ري سول - جو، خلال زيارتهما لمنشأة ترفيهية في ضواحي بيونغ يانغ الأربعاء (أ.ب)
TT

بعد أسابيع من التكهنات، أكدت كوريا الشمالية أن المرأة الغامضة التي ظهرت إلى جانب كيم جونغ - أون هي فعلا زوجته، في إعلان غير مألوف في هذا البلد الذي تكتنفه الأسرار، رأى محللون أنه يهدف إلى تأكيد نضج الزعيم الشاب.

وقد كشفت وسائل الإعلام الكورية الشمالية، وهي الوحيدة المرخصة في هذا البلد، مساء أول من أمس أن الشابة الأنيقة والبشوشة التي ظهرت إلى جانب كيم جونغ - أون مرارا، تدعى ري سول - جو، وهي زوجته. ولم تقدم تفاصيل أخرى تتعلق بالزوجة وتاريخ الزواج أو وجود أولاد. لكن هذا الإعلان يشكل وحده مفاجأة في هذا البلد الذي يعد أحد أكثر البلدان انغلاقا في العالم.

ولم تظهر إلى العلن يوما زوجة كيم إيل - سونغ جد كيم جونغ - أون، وزوجة والده كيم جونغ - إيل. ويهدف الإعلان عن زواجه إلى التأكيد على أنه «لم يعد طفلا»، كما قال شانغ يونغ - سوك، الخبير في مؤسسة الدراسات من أجل السلام والوحدة في جامعة سيول. وأضاف «من خلال وجود زوجته إلى جانبه، يؤكد أنه رب عائلة ورجل ناضج».

ولم يكشف أبدا تاريخ ميلاد كيم جونغ - أون الذي تولى السلطة في ديسمبر (كانون الأول) 2011، بعد وفاة والده كيم جونغ - إيل. ويعتبر الخبراء أن هذا الشاب القوي البنية، ذا الوجه المستدير، لا يقل عن الثلاثين من عمره. وقد اتخذ كيم جونغ - أون في الفترة الأخيرة بضعة تدابير ليثبت فعلا أنه يتولى السلطة. ففي منتصف يوليو (تموز) الحالي، عزل قائد الجيش وأصدر مرسوما ارتقى بموجبه إلى رتبة «مارشال» التي لم يحصل عليها قبله سوى جده ووالده. وفي الحياة العامة، اعتمد أسلوبا لا يتسم بالتحفظ الذي اتصف به أسلوب والده. فهو يبتسم ولا يتردد من الاستراحة إلى جانب الجنود وحمل الأطفال.

وأخطأت الصحافة الكورية الجنوبية أمس في تكهناتها حول الشابة القصيرة الشعر، وأجمعت كل صحفها على القول إنها مغنية. وذكرت صحيفة «شوسون إيلبو» أنها غنت أمام كيم جونغ - أون ووالده خلال حفل لمناسبة العام الجديد 2010، ولفتت نظر الابن. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تكشف هويته قوله «اختارها جونغ - أون على الأرجح زوجة بعدما رآها في الحفل». ثم تلقت في جامعة كيم إيل - سونغ، أعرق جامعات البلاد، تدريبا استمر ستة أشهر كان الهدف منه تحضيرها لمهامها. أما صحيفة «دون - أ إيلبو» فأكدت أن كيم جونغ - أون وهذه الشابة متزوجان منذ 2009. وتتحدر الشابة وهي ابنة أستاذ جامعي وطبيب من إقليم هامكيونغ الشمالي، كما أضافت. وأكد النائب الكوري الجنوبي جونغ شوانغ - راي أن الزواج تم في 2009، نقلا عن معلومات قدمتها أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية خلال جلسة نيابية مغلقة. وأضافت الاستخبارات أن ري سول - جو المولودة في 1989، درست الغناء في الصين وذهبت في 2005 إلى إينشون القريبة من سيول بصفتها مشجعة للفريق الكوري الشمالي خلال البطولات الآسيوية لألعاب القوى.

لكن على رغم هذه التغيرات السطحية في كوريا الشمالية، تعتبر «إنترناشونال كرايسيس غروب» أن من غير المجدي انتظار إصلاحات ديمقراطية واقتصادية، أو تهدئة للتوترات مع كوريا الجنوبية. فالسكان خارج العاصمة بيونغ يانغ يواجهون دائما نقصا حادا في المواد الغذائية في أعقاب عقود من اقتصاد موجه ومركز. وأسفرت المجاعة في أواسط التسعينات عن مئات آلاف الضحايا، كما تقول المنظمات غير الحكومية. والقسم الأكبر من الموارد مخصص للجيش وبرنامج الأسلحة النووية والصواريخ، الذي ولد خلافات حادة في المنطقة وحمل مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات.

وأعربت الولايات المتحدة بلهجة ساخرة مساء أول من أمس عن تمنياتها السعيدة للزوجين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «نرغب في أن نوجه تمنياتنا الحارة إلى جميع المتزوجين. لكن هواجسنا تتمحور في المقام الأول حول شعب كوريا الشمالية». وأضافت «نأمل في أن تتحسن ظروفهم الحياتية وأن يقوم القادة الجدد في كوريا الشمالية بالخيار الصحيح عبر فتح البلاد والقيام بمزيد من الخطوات لمصلحة شعبهم». ولا تقيم الولايات المتحدة وكوريا الشمالية علاقات دبلوماسية.