تركيا تلوح لدمشق باتفاقية أضنة «السرية».. وأردوغان: الأسد والمقربون يوشكون على الرحيل

مصدر رسمي لـ «الشرق الأوسط»: لن يسمح باستخدام شمال سوريا ضدنا

TT

حذرت تركيا النظام السوري من مغبة «التورط في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة» في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور. واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بأنه وضع عدة مناطق في شمال سوريا «في عهدة» حزب العمال الكردستاني، محذرا من أن تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة. واعتبر أن إنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية يشكل أحد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سوريا، كما قال إن الرئيس السوري بشار الأسد وأفراد دائرته المقربة يوشكون على ترك السلطة وإنه يجري الاستعداد لعهد جديد هناك.

وقالت مصادر تركية قريبة من رئيس الوزراء التركي لـ«الشرق الأوسط» إن النظام السوري يعرف تماما ما يمكننا أن نفعله عند تجاوز الخطوط الحمر، ولا نريد لعهد الثمانينات أن يعود إلى الحدود بين البلدين، في تلويح واضح بالتدخل العسكري في شمال سوريا، على غرار ما كانت تركيا قد باشرت به في عام 1989، وانتهى باتفاقية أمنية سرية البنود بين البلدين معروفة بـ«اتفاقية أضنة» تسمح إحدى بنودها لتركيا بحق تعقب المقاتلين في الداخل السوري «إذا تعرض أمنها للخطر».

وأكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة تمتلك معلومات موثقة عن اجتذاب النظام السوري لعدد من قيادات «الكردستاني» إلى سوريا؛ من ألمانيا تحديدا. وأشار المصدر إلى أن هؤلاء شاركوا في العديد من الاجتماعات مع أركان النظام في دمشق ومع قيادات كردية سوريا.

وأوضح المصدر أن تركيا «قلقة جدا» من مسار الأمور في الجانب السوري من الحدود، وتحديدا في المناطق ذات الغالبية الكردية. وأوضح أن المعلومات المتوفرة للاستخبارات التركية تشير إلى أن النظام السوري بدأ بتسليم تدريجي للمناطق الكردية للميلشيات الكردية، وأن ظهورا ملحوظا لـ«الكردستاني» يسجل في هذه المناطق. وكشف أن المعلومات تتحدث عن استعدادات للنظام لتسليم مدينة القامشلي لهؤلاء، بعد تسليمهم قريتي كوباني وعفرين، وهذا ما يثير حفيظة تركيا لقرب هذه المدينة من الحدود التركية.

وشدد المصدر على أن تركيا «لن تسمح بتحول هذه المناطق إلى بؤر تجمع للإرهابيين الذين يستهدفون أمن تركيا وشعبها»، مشددا على أن تركيا سوف تقوم بكل ما تسمح به المواثيق الدولية والاتفاقات الثنائية (في إشارة ضمنية إلى اتفاق أضنة السري مع سوريا) لمحاربة الإرهاب والحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها.

وأعلن أردوغان أن وزير الخارجية التركي سيتوجه إلى أربيل في شمال العراق قبل الأربعاء المقبل لـ«التشاور في حساسية هذه القضية» مع القيادة في إقليم كردستان العراق وتأكيد «عزم أنقرة» على معالجتها.

وقال أردوغان في مقابلة مع قناة «كانال - 24»: «في هذه اللحظة نظام الأسد متركز في دمشق ومحشور هناك وفي جزء من منطقة اللاذقية (شمال غرب) أيضا. في الشمال وضع خمس محافظات بعهدة الأكراد، والمنظمة الإرهابية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. وأضاف أن «هؤلاء يحاولون الآن إيجاد وضع يتفق مع مصالحهم عبر رفع صور زعيم المنظمة الإرهابية الانفصالية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا مسلحة ضد أنقرة منذ 1984.

وردا على سؤال عن إمكان أن تستخدم تركيا حقها في مطاردة المتمردين في حال الضرورة داخل الأراضي السورية إذا قاموا بعمل ما في تركيا، قال أردوغان «إنه أمر غير قابل للنقاش، هذا أكيد، هذه هي المهمة وهذا ما يجب أن نفعله». وأضاف أن «هذا في نهاية المطاف جزء من تغيير قواعدنا للاشتباك» للجيش التركي حيال سوريا. وقال أردوغان «هذا ما نفعله أصلا وما نواصل القيام به في العراق. إذا قمنا بشن ضربات جوية على مناطق الإرهابيين من حين لآخر فإن الأمر يتعلق بإجراءات اتخذت لضرورة الدفاع». وأكد رئيس الوزراء التركي أن أنقرة تعتبر أن نشر دمشق لحزب العمال الكردستاني أو فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي قرب الحدود التركية خطوة «موجهة ضد» تركيا. وأضاف «سيكون هناك بالتأكيد رد من جانبنا على هذا الموقف».

وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي قبل أن يتوجه إلى لندن لحضور افتتاح الألعاب الأولمبية عن احتمال إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية للتصدي للمتمردين الأكراد، قال أردوغان إن هذا الخيار يندرج في إطار احتمالات التحرك. وقال «هذا يشكل جزءا من الخيارات. منطقة أمنية، منطقة عازلة، كل ذلك يشكل جزءا من الخيارات التي لدينا في مواجهة معسكرات (حزب العمال الكردستاني)». لكنه أكد أن «الأولوية فيها تظل رهنا بتقدم العملية. سيتم بحث (هذه الخيارات) بحسب العملية».