الانفلات الأمني يتجدد ويزيد أعباء مرسي في برنامج المائة يوم

سقوط أربعة قتلى في الإسكندرية باستخدام الأسلحة النارية

TT

تجدد في مصر الانفلات الأمني، مما يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق الرئيس الجديد محمد مرسي في برنامج المائة يوم الذي يسعى لتحقيقه منذ توليه مهام منصبه بداية هذا الشهر. وسقط أمس أربعة قتلى في مدينة الإسكندرية على البحر المتوسط بعد مشاجرات استخدمت فيها الأسلحة النارية. وألقت جماعة الإخوان المسلمين التي تهيمن على السلطة في البلاد باللائمة على القيادات الأمنية، متهمة إياها بالتقصير الأمني بما يتعارض مع توجهات الرئيس مرسي الذي يريد استتباب الأمن في البلاد.

وتشهد محافظات مصرية حالة من عدم الاستقرار الأمني نتيجة لغياب قبضة الشرطة، مما يؤدي إلى معارك متكررة بالمحافظات تستخدم فيها الأسلحة النارية والبيضاء، بالإضافة إلى حوادث قطع الطرق والتعدي على حقوق المواطنين.

وفي محافظة الإسكندرية، انتشرت أعمال بلطجة وانفلات بشكل غير مسبوق ضرب جميع مناطقها، وانتشرت المشاجرات اليومية بين العشرات من الأهالي بعضهم البعض، وقال شهود عيان إن الأسلحة الآلية والخرطوش تستخدم في هذه المشاجرات، فضلا عن قنابل المولوتوف.، وسقط في اشتباكات الإسكندرية أمس أربعة قتلى فضلا عن العشرات من المصابين بإصابات خطيرة.

وكانت حركة المواصلات بين شرق ووسط المدينة من ناحية وغربها من ناحية أخرى قد توقفت بسبب قطع الطرق الواصلة بينها، بعد أن أغلقها عشرات المسلحين في معركة استمرت يومين كاملين. وقال شهود عيان إن عشرات سقطوا بين قتيل وجريح في صراع بين أسرتين متصارعتين استخدمت فيه كافة أنواع الأسلحة والرصاص، خاصة في شارع الخديو الذي يعد الطريق الرئيسي الذي تسلكه وسائل النقل العام المتجهة من وإلى مناطق غرب الإسكندرية كالعجمي والدخيلة، مما تسبب في شلل مروري كامل أصاب الإسكندرية.

وتسبب إطلاق الرصاص في خلافات بين أسرتين في إغلاق منطقة حيوية هي منطقة شارع 45 في ضاحية المنتزه شرق المدينة. وتكرر الأمر أمس أيضا حينما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغات مختلفة بوجود معارك بين الأهالي، استخدمت خلالها الأسلحة النارية وقنابل المولوتوف بمناطق الظاهرية بين عائلتين أخريين.

وقامت حشود من أعضاء جماعة الإخوان بمحاصرة مبنى مديرية أمن الإسكندرية، حيث تظاهروا ضد حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدينة، وحمّلوا مدير أمن الإسكندرية مسؤولية ذلك بغرض إسقاط الرئيس مرسي، إلا أن المسؤولين الأمنيين نفوا هذه المزاعم، قائلين إن القوات الأمنية ألقت القبض على المتهمين بقطع الطرق وتعطيل المصالح العامة وإحالتهم للنيابة وفقا للقانون.

وفي مدينة الجيزة، حاصرت قوات الأمن أمس ولليوم الثاني على التوالي قرية دهشور جنوب المدينة للسيطرة على اشتباكات اندلعت بين مسلمين وأقباط، وخلفت خمسة مصابين وإحراق منزل ومحل، وقالت مصادر أمنية أمس إن مديرية أمن الجيزة دفعت بقوات إضافية لحماية كنيسة ماري جرجس المجاورة. كما رصدت تقارير محلية وقوع الكثير من الاشتباكات المسلحة وسقوط قتلى فيها على خلفيات نزاعات اجتماعية في محافظات بالدلتا شمالا والصعيد جنوبا.

وتأتي هذه التطورات في وقت تترقب فيه وزارة الداخلية والعاملون بالشرطة حركة تنقلات وترقيات ضباط الشرطة وأمناء الشرطة والمساعدين، وذلك خلال مؤتمر صحافي مقرر أن يعقده وزير الداخلية محمد إبراهيم اليوم (الأحد)، وقال الوزير إن الحركة تتضمن استقرارا كاملا لضباط الشرطة بما يتماشى مع الظروف الأمنية.

ويشكل الانفلات الأمني وارتفاع معدلات الجرائم في الشارع المصري منعرجا خطيرا، في الوقت الذي وعد فيه الرئيس مرسي المصريين بالعمل لاستعادة الأمن، وقال مرسي بعيد أيام من تنصيبه رسميا رئيسا للبلاد إنه يتابع بنفسه الأوضاع الأمنية في كل ربوع مصر، وأنه «سوف تزيد الدوريات المشتركة بين الشرطة والقوات المسلحة لإحلال الأمن»، إلا أن استمرار حوادث الانفلات الأمني تثير تساؤلا جادا حول مصداقية الرئيس، خاصة مع قرب مرور المائة يوم الأولى لحكم مرسي دون تحقيق الكثير من وعوده في هذه الفترة.