مقتل فتى في صنعاء بتفجير حقيبة مفخخة وإبطال مفعول أخريين قرب فندق في عدن

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : «القاعدة»

TT

تزايدت ظاهرة انتشار العبوات الناسفة بصور مختلفة في بعض المناطق اليمنية، في وقت قالت فيه مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي «القاعدة» يتحركون بحرية تامة في بعض مناطق محافظة أبين.

وقالت مصادر أمنية يمنية إن فتى قتل في العاصمة صنعاء، فجر أمس، بعد أن انفجرت فيه حقيبة ملغومة، في حين قتل آخر في حادث مماثل الأسبوع الماضي بصنعاء، وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن أجهزتها الأمنية في مدينة عدن تمكنت، أمس، من إبطال مفعول حقيبتين ملغومتين وضعتا بالقرب من أحد الفنادق بحي المعلا الرئيسي في المدينة، وحسب بيان للداخلية، فإن مسلحين ملثمين قاموا بوضع الحقيبتين إلى جوار الفندق قبل أن يطلقوا النار على واجهته، وأبلغت إدارة الفندق السلطات التي حضرت وقام خبراء المتفجرات بإبطال مفعول العبوتين الناسفتين اللتين كانتا تحتويهما الحقيبتان.

وكانت أجهزة الأمن في عدن، أبطلت، الأسبوع الماضي، مفعول عبوة ناسفة شديدة الانفجار بعد وضعها بالقرب من مبنى فرع جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، إضافة إلى مقتل وإصابة عدد من ضباط أجهزة المخابرات وقوات الجيش في تفجيرات مفخخة استهدفتهم، الآونة الأخيرة، في صنعاء وعدن وحضرموت.

ووجهت السلطات اليمنية أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة بالوقوف وراء مجمل عمليات الاغتيالات وزرع العبوات الناسفة في مختلف المناطق اليمنية التي تشهد نشاطا للتنظيم.

من جهة أخرى، ورغم دحرها في المناطق التي كانت تسيطر عليها في محافظة أبين، كعاصمة المحافظة زنجبار، وثاني مدنها جعار، وكذا الحصن وباتيس وشقرة وغيرها، لكن مصادر تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر تنظيم القاعدة المعروف محليا بتنظيم «أنصار الشريعة» ما زالوا يوجدون في مناطق عدة بمحافظة أبين، إلى جانب معلومات أكيدة عن وجودهم في محافظة شبوة المجاورة والتي كانت تعد معقلا رئيسيا للمتشدد أنور العولقي وابن قبيلته فهد القصع، وغيرهما من المتشددين الإسلاميين في جنوب اليمن، حيث ارتبطت أسماؤهم بعمليات كبيرة استهدفت المصالح اليمنية والغربية على حد سواء خلال العقدين الماضيين والسنوات الأخيرة، أيضا.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» في محافظة أبين إن العديد من مسلحي «القاعدة» ما زالوا ينتشرون ويجوبون بعض المناطق كالمحفد ودثينة وجبال ضيقة، والأخيرة بات المواطنون يطلقون عليها تسمية «جبال طورا بورا اليمن»، في إشارة إلى تمركز مسلحي التنظيم المتشدد في الجبال الوعرة في تلك المنطقة، واستمرار حركتهم بحرية كاملة، ويعتقد أنهم هناك يحتجزون القنصل السعودي في عدن عبد الله الخالدي منذ بضعة أشهر والذي تعثرت عملية إطلاقه أكثر من مرة رغم الوساطات المستمرة والجارية لإطلاق سراحه من أيدي خاطفيه من عناصر «القاعدة».

ويقول الصحافي المحلي عبد الله العامري، إن محافظة أبين لم يجر تطهيرها بشكل كامل من مسلحي تنظيم القاعدة، رغم الإعلان عن دحرهم في عاصمة المحافظة وغيرها من المناطق التي كانت أعلنت إمارات إسلامية في وقت سابق من العام الماضي، ويضيف العامري لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء المسلحين يتجولون بحرية كاملة في المناطق التي يوجدون فيها وأن بعضهم يعودون إلى قراهم، من دون أن تتم ملاحقتهم من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية، ويشير إلى ما يشبه الهدنة المبرمة بينهم وبين قوات الجيش، ويقول العامري إن هؤلاء المتشددين بدأوا منذ بداية شهر رمضان في تنفيذ سلسلة هجمات على معسكرات للجيش في مديرية لودر، كما أنهم حاولوا السيطرة على بلدة باتيس، غير أن مقاومة اللجان الشعبية لهم أعادتهم أدراجهم، بعد أن قتل منهم مسلحان وأصيب آخرون.

وذكرت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن عددا من بلدات محافظة أبين يشهد سيطرة شبه كاملة لمسلحي اللجان الشعبية الذين ساندوا قوات الجيش في دحر مسلحي «القاعدة»، وأن هناك ما يشبه حالة انتقام من العناصر التي تصنف على أنها كانت مؤيدة لـ«القاعدة» أو «أنصار الشريعة» في المناطق التي يسيطرون عليها. ويتحدث علي سيود، وهو أحد الذين غادروا مدينة جعار، المعقل الرئيسي سابقا لتلك العناصر، إلى مدينة عدن خشية الملاحقة من اللجان الشعبية، لـ«الشرق الأوسط» ويقول إنه جرى تصنيفه على أنه مناصر لـ«القاعدة» بصورة خاطئة، وإنه أثناء أشهر الحرب، كان، وما زال، يعمل في الهيئة الأهلية التابعة للصليب الأحمر الدولي، وكان يقوم، ضمن طاقم أهلي، بدور إنساني من أجل إجلاء القتلى والجرحى في المعارك من مختلف الأطراف والتنسيق بين الأطراف المتناحرة، ويؤكد أنه غادر إلى عدن خوفا على حياته هو وكثير من الأشخاص الذين كانوا يعملون في الجانب الإنساني، وأن الصليب الأحمر الدولي أصدر مذكرة بأسمائهم موقعة ومختومة تؤكد أنهم متعاونون معه.

من جهة ثانية، قال نازحون من أبين إلى عدن، إن السلطات تجبرهم على العودة إلى مدينة زنجبار، تحديدا، عبر ربط تقديم المساعدات المادية والعينية المقدمة لهم من الداخل والخارج، بعودتهم، رغم أن المدينة غير صالحة للسكن لأن منازل المواطنين والمباني الحكومية وغيرها مدمرة بالكامل، إضافة إلى انعدام أبسط الخدمات كالمياه والكهرباء، فضلا عن الألغام التي زرعت بأعداد كبيرة في المدينة من قبل مسلحي «القاعدة» قبل مغادرتهم للمدينة.