الجيش الإسرائيلي يقتحم نابلس ويعتقل ويصيب عددا من الأشخاص.. ويفجر منزلا

تحذيرات فلسطينية من اقتحام مستوطنين الأقصى اليوم بمناسبة «خراب الهيكل»

فلسطيني يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من متاعه بعد أن دمر الجيش منزله في نابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

شن الجيش الإسرائيلي أمس هجوما على المنطقة الشرقية في نابلس شمال الضفة الغربية، واعتقل شابين وأصاب آخرين وهدم أحد المنازل في خلة العمود عبر تفجيره بعبوات صغيرة، وذلك في أول اقتحام من نوعه لإحياء المدينة التي يفترض أن تكون تحت سيادة السلطة الفلسطينية، منذ فترة طويلة.

واندلعت مواجهات في المنطقة الشرقية من نابلس، وأشعل الشبان عشرات الإطارات على مداخل الشوارع كما ألقوا الحجارة على دوريات الاحتلال الإسرائيلي التي ردت بإطلاق قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وقال شهود عيان إن عشرات سيارات عسكرية وقوات خاصة مصحوبة بكلاب مدربة، اقتحمت عدة أحياء في نابلس منها منطقة رأس العين، وخلة الإيمان، وخلة العمود واعتقلت خمسة فلسطينيين، في ما فجرت بعد الاقتحام منزل المواطن عمر الخاروف في خلة العمود الذي أصبح آيلا للسقوط، وتم إخلاء السكان منه. وحسب المصادر فإن الجيش الإسرائيلي اعتقل ثائر صبح، (23) عاما، وعبد الله عمر الخاروف،(24) عاما، بعد أن نفذت تفجيرات داخل منزله واعتدت على عائلته بالضرب كما تم تدمير كافة محتويات المنزل.

وقالت المصادر إن الجنود الإسرائيليين اقتحموا المدينة عند الساعة الثانية فجرا، أي مع وقت السحور وقامت قوات خاصة إسرائيلية تستقل حافلة بيضاء باقتحام منزل عائلة حنون في منطقة رأس العين واعتقلت الشقيقين سامي وشادي حنون من منزلهما.

بدورها قالت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطينية أن أكثر من 19 مواطنا نقلوا إلى المستشفيات الحكومية فجر أمس نتيجة إصابتهم بالاختناق جراء إطلاق العشرات من القنابل الغاز المسيل للدموع على المواطنين. وأضافت أن الجيش أطلق عددا من القنابل باتجاه سيارات الهلال الأحمر بنابلس، وأصيب شابان نتيجة انفجار قنبلة صوت بهما وهما الشاب جهاد الغلبي ووائل صبيان.

من جهتها قالت عنان الأتيرة، نائب محافظ نابلس، إن المحافظة قررت إخلاء منزل خلة العمود على الفور لأنه آيل للسقوط، وأصبح يشكل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين، كما أكدت أن المحافظة استأجرت منزلا جديدا للعائلة، وقامت بتأثيثه على الفور، وسيتم تزويد العائلة بالمواد التموينية.

واعتبرت الأتيرة الاعتداء، تصعيدا خطيرا وممنهجا لا سيما في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن الاحتلال يحاول إرجاع الشعب الفلسطيني إلى المربع الأول بكل الوسائل إلا أن القيادة الفلسطينية تعي حقيقية المخططات الإسرائيلية.

إلى ذلك حذرت مؤسسات وشخصيات ورجال دين من اقتحامات وتصعيد متوقع في المسجد الأقصى اليوم، بمناسبة إقامة اليهود المتطرفين ذكرى «خراب الهيكل».

وكان العشرات من المستوطنين قد اقتحموا في الأسبوع الماضي باحة الحرم القدسي الشريف الذي يضم بين جنباته المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، إحياء لـ«خراب الهيكل». وحذرت مؤسسة الأقصى آنذاك، من أن ذلك يأتي ضمن سلسلة اقتحامات منظمة وصولا لليوم.

وقالت مؤسسة القدس الدولية، أمس، «إن الاقتحامات الصهيونية للأقصى ليست عملا فرديا عشوائيا، بل تأتي في سياق سياسة ونهج احتلالي تسعى الحكومة الإسرائيلية من خلاله إلى إحكام السيطرة اليهودية على المسجد المبارك لإعادة بناء الهيكل المزعوم، الذي تقول إن الأقصى مقام على أنقاضه». ورأت المؤسسة أن إجراءات سلطات الاحتلال لتأمين التغطية السياسية والحماية الأمنية للمستوطنين وحملات اقتحام الأقصى، إنما تهدف لجعل الوجود اليهودي في المسجد الأقصى أمرا طبيعيا ومألوفا، في وقت تقوم فيه بتحديد عمل دائرة الأوقاف الإسلامية المكلفة بحراسة المسجد ورعايته. ودعت المؤسسة، المواطنين الفلسطينيين من سكان القدس المحتلة والداخل المحتل عام 48 إلى تعزيز وجودهم في المسجد الأقصى على مدار الساعة في محاولة لقطع الطريق على المستوطنين والمتطرفين اليهود والحيلولة دون تنفيذهم المزيد من الاقتحامات.

وتأتي هذه الدعوة بعد يوم من زحف نحو 300 ألف مصل للصلاة في الأقصى الجمعة من كل مكان في الضفة الغربية وإسرائيل. وعلى غير العادة، سمحت إسرائيل للمصلين بالوصول عبر المعابر الرئيسية أو الالتفافية. ودخل الأقصى شبان ورجال ونساء وشيوخ لم يدخلوها منذ بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، وبقي بعضهم هناك.

وفي كل عام يحاول مستوطنون في مثل هذا اليوم اقتحام الأقصى وإقامة طقوس «تلمودية» داخله، لكن من غير المعروف كيف ستتصرف الشرطة الإسرائيلية هذه المرة بمناسبة رمضان، في الوقت الذي يرابط فيه عشرات المصلين المسلمين يوميا في المسجد.