تسهيلات على حركة مسافري غزة عبر رفح.. وبقاء مشكلة المنع الأمني

زيادة عدد المسافرين وإلغاء نظام الترحيل

TT

يلحظ كل من يتحرك عبر شارع صلاح الدين، الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، كثرة سيارات الأجرة المحملة بحقائب السفر الكبيرة في الاتجاهين، باتجاه معبر رفح في الطريق إلى مصر، ومن المعبر باتجاه مدن ومخيمات القطاع.

يشي هذا المشهد الذي بات لافتا بتأثير التسهيلات التي أدخلتها مصر على العمل في المعبر، وتجسدت بشكل أساسي بزيادة عدد الأشخاص الذين يسمح لهم بدخول أراضيها يوميا.

فبعد أن كان العدد يتراوح ما بين 500 و600 مسافر، أصبح يتجاوز 1300 مسافر، وهذا العدد لم يكن يسمح به حتى عندما كانت تحكم حركة فتح غزة قبل انتخابات 2006، التي جاءت بحركة حماس.

ويشعر عرفات يوسف (32 عاما)، من مدينة غزة، بالتحول الكبير الذي طرأ على حركة السفر عبر رفح منذ وصول مرشح «الإخوان» محمد مرسي إلى سدة الحكم في مصر. وكما يقول عرفات، فإنه انتظر قبل عام تقريبا شهرين بعد التسجيل في إحدى دوائر وزارة الداخلية، قبل أن يتمكن من السفر. ولكنه هذه المرة لم ينتظر أكثر من أسبوع واحد.

لكن باستثناء الزيادة الكبير في عدد المسافرين عبر المعبر، فإنه، وبخلاف الشائعات التي نفتها الحكومة المصرية، لم يحدث أي تغيير على ضوابط دخول الفلسطينيين مصر. فبعد أن نقلت بعض وسائل الإعلام عن محافل رسمية مصرية قولها إن مصر قررت إعفاء الفلسطينيين الراغبين في دخول مصر في طريق عودتهم إلى غزة من تأشيرة سفر وإلغاء عمليات الترحيل القسري لمن هم دون سن الـ40 عاما، تم نفي هذه الشائعات.

وأكدت مصادر فلسطينية أن أهم معضلة كانت تعوق حركة المسافرين، وهي المنع الأمني، ظلت قائمة. وحسب المعطيات الرسمية الفلسطينية فإن هناك نحو 30 ألف فلسطيني تحظر السلطات المصرية دخولهم مصر لدواع أمنية.

من ناحيتها أكدت حكومة غزة أنها تلقت بالفعل تطمينات من الجانب المصري بإدخال تسهيلات على حركة السفر تتمثل في تقليص عدد المدرجين أمنيا وتخفيف عمليات الترحيل الفوري من المطارات المصرية لسكان القطاع. وقال مدير عام المعابر في حكومة غزة، ماهر أبو صبحة، إن السلطات المصرية أبلغت الجانب الفلسطيني كذلك بأنها ستسهل عودة الفلسطينيين ممن لا يحملون بطاقات هوية إلى قطاع غزة خاصة لأفراد الأسرة الواحدة، من دون الحاجة إلى تنسيق أمني خاص بغض النظر عن العمر.

وأشار أبو صبحة إلى أن المواطن الفلسطيني الوافد إلى قطاع غزة أصبح بإمكانه الحصول على تأشيرة دخول إلى الأراضي المصرية بعد وصوله مطار القاهرة، وفي غضون 72 ساعة، ولم يعد ملزما بالحصول على تأشيرة دخول لمدة 72 ساعة في طريق عودته للقطاع. واعتبر أن هذه التسهيلات «خطوة في الاتجاه الصحيح تجاه تحقيق التطلعات الفلسطينية بفتح معبر رفح على مدار الساعة وإنهاء أي قيود على حركة السفر في الاتجاهين».

من ناحيته نفى السفير المصري في مناطق السلطة، ياسر عثمان، صحة التقارير التي تحدثت عن إلغاء تأشيرات الدخول إلى مصر بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين. وأوضح السفير المصري «عدم حدوث أي تغييرات على القواعد المنظمة لدخول المواطنين الفلسطينيين إلى مصر». وقال السفير عثمان: «لا صحة للأنباء التي تحدثت عن إلغاء تأشيرات الدخول إلى مصر بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين»، مشيرا إلى أن ما تم هو منح المواطنين الفلسطينيين من سكان غزة الذين يصلون إلى المطارات والموانئ المصرية تأشيرات لمدة 72 ساعة للوصول إلى غزة وبذلك يتم إلغاء نظام الترحيل.