تهديدات «القاعدة» في محافظة ديالى تجبر «مخاتير بعقوبة» على تقديم استقالة جماعية

المتحدث باسم المحافظة لـ «الشرق الأوسط» : شلت 70% من الحياة

TT

أجبرت تهديدات تنظيم القاعدة في محافظة ديالى (60 كم شمال شرقي بغداد) نحو 15 مختارا (عمدة) هم مجموع مخاتير مركز مدينة بعقوبة على تقديم استقالات جماعية، مطالبين بتوفير الحماية اللازمة لهم. وتأتي هذه التهديدات في أعقاب البيان الأخير الذي أعلنه زعيم دولة العراق الإسلامية أبو بكر البغدادي، ونشر على مواقع إلكترونية، أعقبته بعد يومين سلسلة هجمات بسيارات مخففة وعبوات ناسفة وأخرى لاصقة طالت نحو 18 مدينة عراقية أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 300 مواطن عراقي. ولم يتأخر تنظيم القاعدة في إعلان مسؤوليته عما حصل في وقت كان يخوض فيه معركة بإحدى قرى ديالى أعلن خلالها عن إسقاطه طائرة مروحية.

غير أن المتحدث الرسمي باسم محافظة ديالى، تراث محمود، أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على استقالة «مخاتير بعقوبة» أن «الاستقالة وقعت فعلا، بعد أن تلقى هؤلاء المخاتير تهديدات من تنظيم القاعدة، في وقت لم تتوفر فيه الحماية الكافية لهم من قبل الأجهزة الأمنية، على الرغم من أن المختار أصبح جزءا من المنظومة الأمنية، بل لعله الجزء الأهم فيها، لأنه عين المنطقة أو المحلة الراصدة لأي تحرك أو شيء غريب».

وأضاف محمود: إن «التهديدات التي تلقاها المخاتير جدية، وهو ما أجبرهم على الاحتجاج لحين استكمال حمايتهم، لكون المناطق التي يعملون بها مناطق ساخنة، الأمر الذي يتطلب أخذ كل الاحتياطات اللازمة في هذا المجال». وأكد أن «المحافظة كتبت إلى قيادة العمليات، وأن اجتماعا مشتركا سوف يعقد اليوم أو الاثنين بين المحافظ وقيادة عمليات الجيش والشرطة من أجل وضع حد لمثل هذه التهديدات التي تنذر بخطر كبير في المحافظة».

وكشف محمود أن «التهديدات أدت إلى غلق مدينة بعقوبة، وبالتالي فإن نحو 70 في المائة من الحياة فيها قد شل حيث لم يتبق للخروج والدخول سوى منفذ واحد، وهو أمر لا يمكن أن يستمر، لأن المنع أو غلق المدن أو عزلها ليس حلا». وحول إعلان تنظيم القاعدة عن إسقاط طائرة مروحية في أعقاب المعركة التي دارت مؤخرا في إحدى مناطق بعقوبة قال المتحدث باسم المحافظة «لا صحة لمثل هذا الخبر على الإطلاق، حيث إن عناصر تنظيم القاعدة لا يملكون الآن أسلحة ثقيلة مثل تلك التي كانوا يملكونها عام 2006 أو 2007 بل كل ما لديهم أسلحة خفيفة»، مشيرا إلى أن «ما حصل في منطقة الحديد كان عملية نوعية قامت بها القوات المسلحة العراقية بعد تلقيها معلومات عن تحركات لجماعات مسلحة، وبالفعل حصلت المواجهات التي أدت إلى جرح 5 من عناصر الجيش، وقتل عدد من الإرهابيين، واعتقال اثنين منهم يجري التحقيق معهم حاليا».