لافروف يحذر من «مأساة وشيكة» في حلب.. ويؤكد: لا نفكر في منح الأسد اللجوء

قال إنه على النظام أن «يخطو الخطوة الأولى».. وفرنسا تدعو مجلس الأمن إلى التدخل

محتجون يرددون شعارات مناوئة لنظام الأسد خلال مظاهرة في إسطنبول أمس
TT

في الوقت الذي يشن فيه الجيش السوري هجوما عنيفا على مدينة حلب، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، مجلس الأمن إلى التدخل سريعا لتجنب وقوع مجازر جديدة في سوريا. وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لم تبرم اتفاقا لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء «ولا تفكر حتى في القيام بذلك»، كما حذر من وقوع «مأساة» في حلب، وحمل المعارضة السورية جزئيا مسؤولية ذلك.

وقال الرئيس الفرنسي في تصريح صحافي خلال زيارة له إلى مدينة مونلوزان جنوب غربي فرنسا «إن دور دول مجلس الأمن هو التدخل في أسرع وقت ممكن» لوقف إراقة الدماء في سوريا. وأضاف «أتوجه مرة أخرى إلى روسيا والصين لكي تأخذا في الاعتبار أن سوريا ستكون عرضة للفوضى والحرب الأهلية في حال لم يتم وقف بشار الأسد في أسرع وقت»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

واستخدمت روسيا والصين الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين النظام السوري لقمعه الحركة الاحتجاجية المناهضة له. وتابع الرئيس الفرنسي أن «نظام بشار الأسد يدرك أنه في حكم المقضي عليه، لذلك سيستخدم القوة حتى النهاية»، مضيفا أن «الحل الوحيد الذي سيتيح إعادة جمع السوريين ومصالحتهم مع بعضهم بعضا، يكمن في رحيل بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية». وتابع هولاند «الوقت لم يفت بعد، إلا أن كل يوم يمر يحدث فيه قمع واحتجاجات وبالتالي مجازر».

وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن روسيا لم تبرم اتفاقا لمنح الأسد اللجوء «ولا تفكر حتى في القيام بذلك». ولم تصل تصريحات لافروف إلى حد اعتبارها بيانا بأن روسيا لن تبحث استقبال الأسد، لكنها من أقوى المؤشرات حتى الآن على أن موسكو لا تخطط لعمل ذلك. وعندما سئل بشأن تقارير إعلامية بأن روسيا مستعدة لمنح الأسد حق اللجوء قال لافروف للصحافيين «قلنا علنا أكثر من مرة إننا حتى لا نفكر في ذلك».

كما حذر لافروف من أن الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود «لمزيد من الدماء»، وأنه لا يمكن توقع أن تذعن الحكومة لمعارضيها طواعية. وقال لافروف إنه ينبغي على الدول الغربية والعربية أن تمارس مزيدا من الضغط على المعارضة لوقف القتال. وتابع أنه قد تكون ثمة «مأساة» وشيكة في مدينة حلب السورية، لكنه أشار إلى أن المعارضة تتحمل مسؤولية جزئية على الأقل.

وصرح لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الياباني كويتشيرو جيمبا، في منتجع سوتشي على البحر الأسود وهو مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين في الصيف «ينبغي الضغط على الجميع»، وتابع «للأسف يفضل شركاؤنا الغربيون القيام بأمر مختلف قليلا، ويشجعون في الأساس إلى جانب بعض الدول المجاورة لسوريا القتال المسلح ضد النظام ويدعمونه ويوجهونه». وأضاف «ثمن كل هذا مزيد من الدماء».

وقال إن مدينة حلب تحتلها المعارضة المسلحة، وإن المأساة التالية تختمر هناك كما يفهم. واستطرد قائلا «تسيطر جماعات جيدة التسليح على مدن وتنوي إقامة نوع من المناطق العازلة وتنظيم بعض الهياكل البديلة هناك لحكومة انتقالية. كيف يمكن أن يتوقع المرء أن تقول الحكومة السورية (نعم امضوا قدما وأطيحوا بي؟).. هذا غير واقعي، ليس لأننا نتمسك بالنظام ولكن لأنه لن يجدي». وقال لافروف إن روسيا تدعو الحكومة السورية لأن «تخطو الخطوة الأولى، ولكن ينبغي ألا تستغل المعارضة مثل هذا التحرك من جانب الحكومة باحتلال مدن وبلدات».

وبدوره، قال جيمبا إن سوريا تمر «بلحظة حرجة للغاية»، وإن وقف إراقة الدماء يقع على عاتق الحكومة.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال في وقت متأخر من مساء الجمعة إنه على المؤسسات الدولية أن تتعاون معا للتصدي للهجوم العسكري على حلب ولتهديد الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في لندن مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون «هناك حشد (عسكري) في حلب، والتصريحات الأخيرة بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن أن نظل حيالها في موقف المراقب أو المتفرج». وأضاف قائلا «ينبغي اتخاذ خطوات في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، ويجب أن نحاول معا التغلب على الوضع». وقال في تصريحات نقلتها قنوات التلفزيون التركية «في حلب نفسها يعد النظام لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر.. آمل أن يحصلوا على الرد الضروري من أبناء سوريا الحقيقيين».

وبدوره، قال كاميرون إن بريطانيا وتركيا تشعران بالقلق من أن تكون حكومة الأسد على وشك تنفيذ «بعض الأعمال المروعة في مدينة حلب وحولها».