مبعوث نجاد في صنعاء لطي قضية «شبكة التجسس الإيرانية»

باحثون: طهران ستحاول الإغراء بالمساعدات الاقتصادية أو ستزيد الضغط لمنع تفاقم الموضوع

TT

ذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن مسعود حسيني، مبعوث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وصل إلى صنعاء لتسليم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رسالة من الرئيس الإيراني، فيما بدأ اليمن إجراءات التحقيق مع أعضاء خلية إيرانية قال إنها تعمل للتجسس في اليمن تحت إمرة ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن مسعود حسيني، مبعوث الرئيس الإيراني ونائب وزير الطاقة، وصل إلى صنعاء في زيارة رسمية لليمن تستغرق عدة أيام. وأوضح المبعوث الإيراني لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الهدف من الزيارة هو «تسليم رسالة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية من أخيه الرئيس أحمدي نجاد تتضمن دعوة رسمية للمشاركة في قمة عدم الانحياز التي ستعقد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأكد المبعوث الإيراني حرص بلاده على أمن واستقرار ووحدة أراضي اليمن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية انطلاقا من العلاقات الثنائية التي تربط الشعبين الشقيقين.

وكانت أسبوعية «26 سبتمبر» الناطقة باسم الجيش اليمني قد ذكرت في وقت سابق أن «مبعوثا خاصا للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيصل إلى صنعاء في زيارة قصيرة الأسبوع المقبل، وسيسلم القيادة السياسية اليمنية رسالة من الرئيس الإيراني تتعلق بالعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة».

وبينما لم تعط الصحيفة مزيدا من التفاصيل، أشار سياسيون وباحثون يمنيون إلى أن الزيارة المنتظرة لمبعوث الرئيس الإيراني تأتي بعد أن أعلنت صنعاء أنها ألقت القبض على أعضاء خلية تجسس إيرانية تعمل في اليمن والقرن الأفريقي ويشرف عليها ضابط في الحرس الثوري الإيراني، وأن الخلية تمكنت من تجنيد عدد من اليمنيين في مدينتي صنعاء وعدن بالإضافة إلى تنسيقها مع الحوثيين في محافظة صعدة. وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد أكدت خبر شبكة التجسس، فيما اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في خطاب له إيران بالتدخل في شؤون بلاده وهدد باتخاذ إجراءات، وقال «كفى» للتدخلات الإيرانية. وفي وقت سابق، ذكر مسؤول يمني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن اليمن ينوي عرض نتائج التحقيقات على الرأي العام المحلي والدولي ليكون الشعب اليمني والعالم في صورة تطورات موضوع خلية التجسس الإيراني.

وذكرت مصادر يمنية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الوفد الإيراني سيرأسه مسعود حسيني مبعوث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

إلى ذلك، بدأت السلطات الأمنية اليمنية إجراءات التحقيق مع أعضاء خلية التجسس الإيرانية التي تم الكشف عنها في الثامن عشر من يوليو (تموز) الحالي. يذكر أن إيران قد تمكنت خلال فترة قصيرة من استقطاب عدد لافت من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية للعمل لصالح النظام الإيراني والترويج لـ«التشيع» وللسياسة الإيرانية بشكل عام في المنطقة.

وتعليقا على ذلك، قال الباحث اليمني المختص بالشؤون الإيرانية عبد الفتاح البتول «زيارة المبعوث الإيراني جاءت بطلب من الحكومة الإيرانية». وأضاف البتول «هذه هي السياسة الإيرانية التي جربناها في اليمن أكثر من مرة، فقد حدث في الماضي أن أميط اللثام عن خلايا تجسس، ويعقب الإعلان عن اكتشافها مجيء مبعوث إيراني، وقد زار مساعد الرئيس الإيراني صنعاء من قبل لأسباب مشابهة». وذكر أن «الزيارة تعد اعترافا صريحا من قبل الإيرانيين بشبكة التجسس رغم إنكارهم لها». وقال البتول «لدى الإيرانيين سياسة طول النفس مع مثل هذه القضايا التي عندما تثار فإنهم يلجأون إلى امتصاص الغضب بطرق دبلوماسية وسياسية معينة». وأكد البتول أن «إيران تتخوف من مثول جواسيسها أمام القضاء لأن ذلك سيكشف خبايا أخرى لا تريد إيران لها أن تظهر، ولذلك يحاولون الخروج من هذه الورطة بأقل قدر من الخسائر». وعن طبيعة المحاولات التي ربما تقدم عليها إيران لطي موضوع شبكة الجواسيس قال البتول «لدى الإيرانيين قدرة على التلاعب بالأوراق، ربما يأتون بصفقات أو ضغوط على اليمن». وأضاف «يدرك الإيرانيون الوضع الاقتصادي الهش في البلاد، وربما يعرضون مساعدات اقتصادية في مجالات الكهرباء وغيرها». وأضاف «قد يعمد الإيرانيون إلى أساليب الضغوط إذا لم تجد الإغراءات الاقتصادية، وهم يتبعون في اليمن السياسة نفسها التي يتبعونها في دول الخليج العربي عندما تكتشف شبكة تجسس لهم».

وكانت السلطات اليمنية كشفت عن إلقاء القبض على شبكة تجسس إيرانية تعمل باليمن منذ 7 سنوات، مشيرة إلى أن شبكة التجسس التي تم ضبطها يديرها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني، وهي تدير عمليات تجسس باليمن والقرن الأفريقي. ووفقا لما ذكرته مصادر إعلامية فإن مسؤولين وموظفين في السفارتين السورية والإيرانية متورطون في الشبكة المذكورة.