الخارجية البريطانية: استقالة القائم بالأعمال السوري في لندن

انشقاقات عسكرية جديدة إلى تركيا

TT

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس أن القائم بالأعمال السوري خالد الأيوبي استقال من منصبه وأنه أبلغ السلطات السورية بأنه «لم يعد يرغب في تمثيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب أعمال العنف التي يرتكبها». وتأتي استقالة الأيوبي بعد سلسلة انشقاقات لمسؤولين سوريين كبار في الأسابيع الأخيرة من بينهم السفيران في بغداد والإمارات العربية المتحدة والقائمة بالأعمال في قبرص والملحق الأمني في السفارة السورية في سلطنة عمان، مما يظهر ضعف الوضع السياسي داخل البلاد.

وقالت الوزارة في بيان لها أمس - حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه - إن الأيوبي أبلغها صباح أمس أنه «ترك منصبه»، واصفة ذلك بأنه ضربة للحكومة السورية.

وقالت الوزارة إن الأيوبي «أبلغنا أنه لم يعد مستعدا لتمثيل نظام يرتكب أعمال عنف وقمع ضد شعبه، وبالتالي فإنه غير قادر على الاستمرار في منصبه».

وطردت بريطانيا القائم بالأعمال السوري السابق غسان دلة ودبلوماسيين اثنين في مايو (أيار) الماضي. وسحبت سوريا سفيرها من لندن في وقت سابق. وذكرت الوزارة أن «الأيوبي هو أرفع دبلوماسي سوري في لندن، ويعد تركه منصبه ضربة أخرى لنظام الأسد». وأضافت أن استقالة الأيوبي «تظهر مشاعر الاشمئزاز واليأس التي تثيرها أفعال النظام في نفوس السوريين على اختلاف مشاربهم داخل البلاد وخارجها».

وقالت «ندعو الآخرين ممن هم حول بشار أن يقتدوا بالأيوبي، والنأي بأنفسهم عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري ودعم مستقبل مسالم وحر لسوريا».

وأوضحت الخارجية البريطانية أن خالد الأيوبي يرفض الإدلاء بتصريحات. ورفضت الوزارة إعطاء معلومات عن مكان وجوده راهنا أو توضيح ما إذا كان ينوي طلب اللجوء في بريطانيا.

وقالت الدبلوماسية البريطانية إن الأيوبي انضوى في الدبلوماسية السورية عام 2001 والمنصب الأول الذي تولاه هو القنصل في اليونان بين 2003 و2008.

ويأتي الانشقاق السياسي في وقت توالت فيه الانشقاقات العسكرية السورية، إذ أفاد مصدر دبلوماسي تركي أن ضابطا سوريا لجأ إلى تركيا، ما يرفع إلى 28 عدد الضباط السوريين الكبار الذين انشقوا عن الجيش النظامي ولجأوا إلى الأراضي التركية.

وبالتزامن، أكّد العقيد نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» ما تم تداوله تركيا عن انشقاق نائب رئيس شرطة مدينة اللاذقية، لافتا إلى أن «العميد تركي مصطفى قنيفذي، معاون قائد الشرطة في اللاذقية وصل مساء الأحد إلى تركيا مع عائلته ليرتفع عدد الضباط المنشقين برتبة عميد إلى 33 وبرتبة عقيد إلى ما فوق المائة متحدثا عن وصول ما بين 15 و20 ضابطا بشكل يومي إلى تركيا».

وكان مصدر دبلوماسي تركي أعلن بالأمس أن ضابطا سوريا برتبة عميد عبر مساء أول من أمس الحدود ليلجأ إلى تركيا برفقة 11 عسكريا آخرين. وقال المسؤول إنه بالإضافة إلى الضباط عبر نحو 600 سوري إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما يرفع من عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو 43500.

بدوره، تحدث عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» عن تزامن انشقاق العميد القنيفذي مع انشقاق أكثر من 50 عسكريا ليل الأحد الماضي في مدينة اللاذقية، لافتا إلى أن اشتباكات بين الجيش النظامي والجنود المنشقين أعقبت عملية الانشقاق على 6 حواجز في مناطق الرمل الجنوبي ما أدى لمقتل ما يزيد عن 6 أشخاص. وأضاف: «وقد ترافقت هذه العملية يوم أمس مع حملة اعتقالات واسعة وعشوائية شنتها قوات النظام في مناطق العوينة ومشروع الصليبة التي تشهد وبشكل يومي مظاهرات طيّارة».