بانيتا: هجوم القوات السورية على حلب يدق مسمارا في نعش الأسد

اعتبر التجربة التونسية النموذج الأمثل في الثورات العربية.. ويتوجه لمصر لدعم تشكيل ائتلاف حكومي

TT

قال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، إن الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية على مدينة حلب «تدق مسمارا في نعش حكومة الرئيس بشار الأسد»، وتوضح أنه يفتقر إلى الشرعية لحكم البلاد، وجدد الدعوات التي تطالب بموقف دولي موحد «لإسقاط نظام الأسد». غير أن بانيتا، الذي كان يتحدث في بداية جولة تستمر أسبوعا للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم يحدد أي خطوات جديدة قد تتخذها الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة السورية. وحول الشأن الإيراني قال بانيتا إن إسرائيل لم تتخذ بعد قرارا يتعلق بتوجيه ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية.

وبدأ بانيتا، أمس، جولة استهلها بزيارة تونس وبعدها مصر والأردن وإسرائيل، حيث سيطغى على محادثاته الملف النووي الإيراني ومخاطر امتداد النزاع السوري إلى المنطقة.

وبينما كانت طائرات الهليكوبتر الحربية تطلق النيران على مدينة حلب السورية وسط دوي القصف المدفعي في مختلف أحياء المدينة، قال بانيتا للصحافيين على متن طائرته قبل وقت قصير من هبوطها في تونس «إذا واصلوا (قوات الأسد) مثل هذه الهجمات المأساوية على مواطنيهم في حلب فأعتقد أنها ستكون في نهاية المطاف بمثابة مسمار في نعش الأسد»، وتابع: «ما يفعله الأسد بشعبه وما يواصل فعله تجاه شعبه يوضح أن نظامه يقترب من النهاية. لقد فقد (النظام) كامل شرعيته»، وأضاف: «لم يعد السؤال يتعلق بما إذا كان (الأسد) يقترب من نهايته، بل متى».

وأشار بانيتا إلى الحاجة إلى «تقديم مساعدات للمعارضة»، لكنه لم يبد أنه يشير إلى أي دعم جديد.

وتقول الولايات المتحدة إنها تكثف مساعداتها للمعارضة السورية المتشرذمة رغم أن المساعدات ما زالت مقصورة على الإمدادات غير القتالية مثل معدات الاتصالات والأجهزة الطبية.

وذكرت وكالة «رويترز» أنها علمت أن البيت الأبيض أعد مرسوما رئاسيا يفوض بتقديم مساعدات سرية أوسع نطاقا لمقاتلي المعارضة، لكنه لم يصل إلى حد تسليحهم.

وقال بانيتا إنه يتوقع أن تلوح الأزمة في سوريا بشكل كبير خلال محادثات يجريها هذا الأسبوع مع زعماء إسرائيل والأردن وعبر عن بواعث القلق إزاء أمن مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية وتدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود.

وبدأ بانيتا جولته بزيارة تونس التي تعتبرها واشنطن نموذجا للتغير الديمقراطي في الشرق الأوسط بعد ثورة شعبية أرغمت رئيسها السابق، زين العابدين بن علي، على الفرار من البلاد في 14 يناير (كانون الثاني) 2011، مشعلة موجة من الاضطرابات السياسية في أنحاء العالم العربي.

وانتخبت تونس منذ ذلك الحين حكومتها بشكل هادئ متحدية تكهنات بأنها ستهوي في حالة من الفوضى في حين تم حل الشرطة السرية التابعة لابن علي، وحظيت وسائل الإعلام الإخبارية بحريات غير مسبوقة.

ومع ذلك قال بانيتا إن تونس لديها بواعث قلق متنامية بشأن كيفية التعامل مع التهديد الذي تمثله «القاعدة» وكيفية حماية حدودها.

ومن المتوقع أن تتضمن زيارة بانيتا لإسرائيل في وقت لاحق مناقشات حول التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني وستأتي الزيارة في أعقاب زيارة المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني.

وقال مساعد لرومني في وقت سابق إن رومني سيؤيد أي قرار إسرائيلي باستخدام القوة لمنع إيران من صنع سلاح نووي. وامتنع رومني نفسه عن تكرار تلك التصريحات عندما سئل بشأنها في مقابلة مع محطة «سي بي إس».

ورفض بانيتا التعليق على تصريحات مساعد رومني، لكنه أشار على ما يبدو إلى أن أي هجوم إسرائيلي على إيران ليس أمرا مفروغا منه. وقال بانيتا: «في ما يتعلق بموقف إسرائيل الآن فإنني أرى أنهم لم يتخذوا أي قرارات تتعلق بإيران وأنهم يواصلون دعم الجهود الدولية للضغط على إيران».

وفي حين حاول رومني تصوير العلاقات الأميركية - الإسرائيلية بأنها متوترة، قال بانيتا أن هناك تعاونا غير مسبوق في مجال الدفاع بين البلدين، وأضاف: «أنا فخور بالشراكة الدفاعية التي بنيناها على مدى السنوات الكثيرة الماضية. أعتقد أن العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى اليوم مما كانت عليه في السابق».

ومن المتوقع أن يتوجه بانيتا بعد زيارته لتونس إلى مصر لإجراء محادثات مع الرئيس الجديد محمد مرسي والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وقال بانيتا إنه سيحث الحكومة المصرية على إتمام الانتقال إلى الحكم المدني الكامل وإقامة «ائتلاف موسع قدر الإمكان» داخل الحكومة.

إلى ذلك، ذكر بيان مقتضب للرئاسة في تونس أن وزير الدفاع الأميركي أكد خلال لقاء الرئيس المؤقت، المنصف المرزوقي، أهمية نجاح التجربة الانتقالية التونسية باعتبارها النموذج الأمثل في الثورات العربية.

وأضاف البيان أن بانيتا شدد على دعم واشنطن «اللامحدود» لتونس، وبخاصة في ظل وجود صعوبات اقتصادية واجتماعية.

وأكد اللقاء ضرورة دراسة سبل التعاون الأمني بين البلدين والآليات الكفيلة بمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، وبخاصة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيشها دولة مالي في الآونة الأخيرة.

وكان الجنرال كارتر هام، القائد الأعلى للعمليات العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، أعلن خلال زيارته لتونس، في أبريل (نيسان) الماضي، أن الولايات المتحدة ضاعفت من مساعداتها العسكرية لتونس مقارنة بالسنوات الماضية. وذكر أن واشنطن قدمت لتونس مساعدات عسكرية بقيمة 32 مليون دولار خلال الأشهر الـ16 الماضية.