المجلس الوطني السوري يعلن «معضمية الشام» مدينة منكوبة.. ويتهم النظام بشن حرب إبادة عليها

الجيش الحر يؤكد أن قوات الحرس الجمهوري تخوض معركة إسقاطها

TT

اتهم المجلس الوطني السوري النظام بشن «حرب إبادة على بلدة معضمية الشام قرب دمشق»، لافتا إلى أن «قوات النظام التابعة لماهر الأسد وعدنان الأسد تقوم بشن حرب إبادة حقيقية على البلدة، حيث تقصف المدينة بوحشية وتحاصرها بهدف تدميرها كليا».

وأعلن المجلس بلدة معضمية الشام «مدينة منكوبة»، طالبا من «جميع مؤسساته وجميع القوى والتنظيمات السورية ومن كل المواطنين السوريين تقديم المساعدة العاجلة لأهل المعضمية». وأكد أن «ما تعيشه المعضمية يحصل الآن في بلدة الحراك المنكوبة وبلدات أخرى في محافظة درعا وفي دير الزور وحمص، بينما تبلغ المأساة السورية قمة اللامعقول في حين يتفرج العالم على الهواء مباشرة على استعداد النظام لارتكاب أبشع الجرائم في حلب وريفها».

في هذا الوقت، قال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، إن «معضمية الشام تعيش ما يشبه الإبادة، بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له والحصار المفروض عليها من كل الجهات». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «معركة إسقاط المعضمية يتولاها الحرس الجمهوري الذي دمر حتى الآن أجزاء كبيرة من البلدة، ودمر المنازل على رؤوس قاطنيها».

وحول مدى قدرة الجيش السوري الحر على الصمود داخل المعضمية بوجه الجيش النظامي وقوات النخبة في الحرس الجمهوري، قال الأسعد «المعارك لا تقدر بوقت، ونحن مستمرون في المعركة والأمور بالنسبة لنا مقبولة ميدانيا، لكن المشكلة في الوضع الإنساني السيئ الذي يعانيه المدنيون في هذه المنطقة وكل المناطق السورية».

إلى ذلك، وصف الناشط في معضمية الشام وائل الحمصي الوضع في المدينة بأنه «مأساوي للغاية»، مشيرا إلى أن «المناطق والأحياء السكنية تقصف بالطائرات الحربية وبمدفعية الدبابات وراجمات الصواريخ وقذائف الهاون». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المعضمية مطوقة من كل الجهات، إذ يمنع الدخول والخروج منها وإليها، حتى أن قوات النظام تمنع سيارات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من الدخول لإسعاف المصابين وانتشال جثث القتلى من الشوارع». وقال الحمصي: «بات الجيش يعتمد على سلاح الجو، ولا سيما طائرات الهليكوبتر التي تقصف الأحياء عن علو منخفض، وهو ما يزيد من حجم المأساة ويحول دون تمكن الأهالي من التنقل وإسعاف المصابين»، لافتا إلى أن «كل جسم يتحرك في شوارع وأحياء المنطقة يصبح هدفا لهذه الطائرات». وأوضح أن «الجيش النظامي لم يقتحم حتى الآن المدينة بعد، وهو يعتمد على القصف الجوي والبري بهدف إضعاف المقاومة قبل أن يلجأ إلى الاقتحام»، عازيا سبب هذه الحملة إلى «وقوع المنطقة تحت سيطرة الجيش السوري الحر والثوار».

من جهته، لفت مصدر بارز في المجلس الوطني السوري إلى أن «إعلان معضمية الشام مدينة منكوبة، مرده إلى أعمال القتل والقصف والتدمير التي تتعرض لها المدينة منذ أيام، واكتشاف مجزرة أمس (أول من أمس) في أطرافها». وأشار المصدر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الوضع الإنساني المتردي وفقدان الأمل بإيصال المساعدات للمحاصرين والمصابين، جعل المجلس الوطني يعطيها الأولوية في اهتماماته ويناشد المؤسسات والهيئات الإنسانية التوجه إلى المعضمية والوقوف على حقيقة ما يجري فيها، وتقديم العمل الإغاثي للسكان المحاصرين الذين يمنع عليهم حتى الخروج منها».