مصر: السياسة تتحول إلى طبق رئيسي على «موائد الرحمن»

روادها يناقشون التشكيل الحكومي والفريق الرئاسي والدستور الجديد

مصرية تقدم حبات من التمر لنشطاء سياسيين تجمعوا أمام سجن طرة قبل إفطار جماعي للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين المحتجزين (رويترز)
TT

اعتاد المصريون في شهر رمضان أن يقيموا موائد إفطار في الشوارع أطلقوا عليها اسم «موائد الرحمن» حيث توفر طعام الإفطار للبسطاء الذين لا يملكون قوت يومهم، أو عابري السبيل، أو من تضطره ظروف عمله للإفطار في الشارع.

ورغم أن رواد تلك الموائد يمتازون ببساطة حالهم، وأن شغلهم الشاغل هو توفير قوت يومهم، فإنهم التحقوا بعالم السياسة وقطاراتها المتنوعة التي انطلقت في مصر، وامتد إلى كل ركن فيها، فبات المصريون يهتمون بالسياسة أكثر من أي شيء آخر من مسائل حياتهم اليومية.

وصارت مصطلحات مثل «المحكمة الدستورية العليا»، و«الجمعية التأسيسية للدستور»، و«الفريق الرئاسي» و«الإعلان الدستوري المكمل» مألوفة لدى العامة بعدما كانت تعتبر بمثابة ألغاز بالنسبة لهم.

وامتد الأمر ليعبر هؤلاء البسطاء عن آرائهم في أداء الرئيس والحكومة بل ومطالبتهم بخطوات جادة وملموسة لتحسين ظروف المعيشة.

«أعطوا الرئيس مرسي فرصة وبعد ذلك حاسبوه».. بهذه الجملة اختتم عبد النبي عبد الله عامل بمحل إصلاح إطارات جدلا دائرا على مائدة إفطار رمضانية يقيمها أحد التجار بوسط القاهرة، بعدما دخل رواد المائدة في نقاش حاد حول ما حققه الرئيس المصري محمد مرسي منذ توليه مهام منصبه في نهاية يونيو (حزيران) الماضي.

ويقول عبد النبي «الرئيس مرسي يحاول حتى الآن إزالة بقايا النظام السابق، وهي كثيرة، لذلك يجب علينا مساعدته قدر الإمكان والصبر عليه»، مضيفا «إن ما تعرض له مرسي من حملة شرسة من الفلول جعل الناس ينقسمون حول ما يفعله بدلا من نصرته ومساندته».

ويضيف عبد النبي «بعد أن تخلصنا من نظام فاسد جاءتنا الفرصة لأن يكون لدينا نظام جيد ويخاف الله، فهل نعاونه أم نعوقه عن أداء عمله؟»، مشيرا إلى أنه شارك في حملة «وطن نظيف» التي أطلقها الرئيس مرسي يوم الجمعة الماضي.

ويرد عليه شادي شلبي عامل في أحد محلات السوبر ماركت وهو يتناول إفطاره «ما فعله الرئيس مرسي حتى الآن لا يرقى إلى مطالب الشعب، فنحن في حاجة إلى الكثير من الإصلاحات الاقتصادية لتحسين ظروف المعيشة، ولكن ما فعله الرئيس الإخواني حتى الآن هو الدعوة لتنظيف البلد من القمامة».

ويضيف شادي «الأولوية يجب أن تكون لفعل شيء ملموس يحسن ظروف المعيشة ونشعر بها، مثل حل أزمة المرور أو قضية البطالة أو غلاء الأسعار»، موضحا أنه تخرج في كلية التجارة لكنه يعمل في محل سوبر ماركت لأنه لم يجد عملا مناسبا لمؤهله.

أما «أم مروة» وهي بائعة خبز فقالت وهي تتناول تمرات لتكسر بها صيامها «لا أفهم في السياسة، لكن من حقي أن أطالب بأن أعيش كإنسانة، أريد من الرئيس مرسي أن يوفر لي معاشا يكفيني بدلا من أعمل في الشارع 12 ساعة يوميا، رغم كبر سني البالغ 62 عاما لأحصل على جنيهات قليلة تعينني على المعيشة».

وتضيف أم مروة «أعرف أن هناك حكومة جديدة يتم تشكيلها.. لا أعرف اسم رئيسها.. ولكنني أريده أن يعمل من أجل البسطاء أمثالنا.. ننتظر خطوات جدية لتحسين معيشتنا».