معارك طاحنة في درعا وقصف على حمص وريف دمشق

الجيش الحر يؤكد السيطرة على القصر العدلي والمحكمة في درعا

TT

لم تحل المعارك التي يخوضها النظام السوري لإعادة السيطرة على حلب دون استمرار حملاته الأمنية على المناطق السورية كافة، موقعا يوم أمس (الاثنين)، وبحسب لجان التنسيق المحلية، ما يزيد على 60 قتيلا.

وقد تركّزت العمليات التي شنتها قوات الأمن، بحسب ناشطين سوريين، على أحياء مدينة درعا، التي تعرضت لقصف عشوائي كثيف وسط حملة دهم واعتقالات شنها جيش النظام على أحياء طريق السد والمخيم. وبينما استمرت أحاديث الناشطين عن وقوع مجزرة في الشيخ مسكين بدرعا، خلفت نحو 30 قتيلا، تحدث قائد المجلس العسكري في درعا، العقيد فهد النعمة، عن «خسائر فادحة يتكبدها النظام في المدينة خلال محاولاته اقتحامها من جهة السد والمخيم الفلسطيني»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قتلنا ما يزيد على 75 من الشبيحة وقوات الأمن، ودمرنا ما يزيد على 12 من عرباتهم، ونسيطر على القصر العدلي والمحكمة».. وأشار النعمة إلى أن «قوات الأمن سعت للانتقام من الخسائر التي تكبدتها؛ فاقتحمت إحدى المدارس في الشيخ مسكين، التي باتت تستخدم كمستشفى ميداني، فقتلت وأحرقت ما يزيد على 30 شخصا».

وقالت شبكة «شام» إن أربعة قتلى قضوا في قصف عنيف شنه الجيش السوري النظامي على مدينة الرستن في حمص، كما قتل شخص وجرح آخرون في قصف مروحي على سقبا وحمورية بريف دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «منطقة المزارع في ريف دمشق بين مسرابا وحرستا تتعرض للقصف من القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات في المنطقة». كما شملت المداهمات بلدة مديرا في الريف الدمشقي. وقال المرصد إن «فتى في الـ16 قتل في بلدة معضمية الشام في الريف برصاص قناص»، مشيرا إلى «انتشار حواجز للقوات النظامية» في المنطقة.

من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري أن مسلحين مجهولين اغتالوا فجر الاثنين «النقيب الطيار المدني، فراس إبراهيم الصافي، بإطلاق الرصاص عليه على طريق مطار دمشق الدولي». وأشار إلى أن الصافي هو نجل الطيار العماد إبراهيم الصافي، الذي «شغل مناصب رفيعة في القيادة العسكرية السورية، في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد». وفي محافظة حماه، قال ناشطون إن القوات النظامية السورية اقتحمت بلدة بريديج، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات أسفرت عن اعتقال نحو عشرين شابا. كما اقتحمت بلدة كفرنبودة ومزارع مجاورة لها، وسط إطلاق رصاص كثيف. وفي محافظة إدلب، تتعرض بلدة الهبيط لليوم الرابع على التوالي لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.

وأفيد في محافظة دير الزور بمقتل مواطن إثر إصابته بإطلاق رصاص بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين في مدينة البوكمال، لترتفع حصيلة القتلى الذين قضوا الأحد في أعمال عنف في مناطق مختلفة في سوريا، وبحسب الهيئة العامة للثورة، إلى 125 هم 46 مدنيا و45 عنصرا من قوات النظام و34 مقاتلا معارضا.

وبالتزامن، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن السلطات أحبطت محاولتي تسلل لـ«مجموعات إرهابية مسلحة» مقبلة من الأردن ولبنان إلى سوريا، وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها. وأوضحت أن قوات حرس الحدود أحبطت فجر يوم أمس محاولة تسلل «مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي الأردنية إلى سوريا عبر موقع بلدة تل شهاب» الواقعة في ريف درعا (جنوب). ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي إن الاشتباك أسفر عن «قتلى وجرحى في صفوفهم، بينما فر الباقون عائدين باتجاه الأراضي الأردنية».

في هذا الوقت، أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، الجنرال باباكار غاي، أنه شاهد بعينيه «قصفا عنيفا وأضرارا كبيرة في مدينتي حمص والرستن في وسط البلاد». وقال رئيس البعثة الجديد في مؤتمر صحافي مقتضب في أحد فنادق العاصمة: «قمت بأول زيارة ميدانية كرئيس مؤقت لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا يوم أمس، وتوجهت إلى حمص والرستن لتقييم مستوى العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة»، مضيفا: «شاهدت بنفسي القصف العنيف من المدفعية، بالإضافة إلى القذائف في حمص»، مشيرا إلى أن «القصف كان متواصلا في بعض أحياء المدينة».

ولفت إلى أن الرستن التي تقع في ريف حمص والخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ أشهر «تعرضت للضرر الشديد نتيجة حملة القصف والقتال الشديد»، متابعا: «رأيت دبابات مدمرة على جوانب الشوارع، كما شهدت تدميرا للبنية التحتية العامة مثل الجسور»، بالإضافة إلى «تضرر البيوت في الشوارع الرئيسية داخل المدينة بصورة كبيرة».

واعتبر الرئيس الجديد لبعثة المراقبين الذي يحل مكان الجنرال النرويجي روبرت مود أن «هناك حاجة للتحول من عقلية المواجهة والقتال المسلح إلى عقلية الحوار»، مطالبا كل الأطراف بممارسة «ضبط النفس وتجنب سفك المزيد من الدماء».