معركة حلب مستمرة.. والجيش الحر يتوقع حسمها نهاية رمضان

العقيد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: الاكتظاظ السكاني يحد من توسع دائرة القصف.. والنظام يستقدم كتائب المشاة للاقتحام

TT

في اليوم الـ11 من بدء معركة حلب التي يصفها نائب قائد الجيش الحر، العقيد مالك الكردي، بـ«أم الهزائم»، بالنسبة إلى النظام السوري، وبعد 4 أيام على محاولة قوات النظام استعادة السيطرة على المدينة، من دون إحراز أي تقدم، يؤكد الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن المعركة تتجه يوما بعد يوم لصالح الجيش الحر الذي أصبح يسيطر على 90 في المائة من الريف، ونحو 60 في المائة من المدينة.. متوقعا أن تحسم مع نهاية شهر رمضان المبارك.

وفي حين أكد مصدر أمني في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين في مدينة حلب، نفى الكردي الأمر مؤكدا استمرار سيطرة الجيش الحر على الحي إضافة إلى أحياء حلبية أخرى، ولا سيما منها الباب وأعزاز، حيث لا تزال دبابات النظام المدمرة شاهدة على ذلك، وهذا ما أكده أيضا رئيس المجلس العسكري في حلب، التابع لـ«الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي، لوكالة الصحافة الفرنسية بالقول: «القوات النظامية لم تتقدم (مترا واحدا)».

وأشار الكردي إلى أن يوم أمس شهدت منطقة تل أبيض معارك بين الجيشين، وتمكنت كتائب الجيش الحر من مهاجمة مراكز قوات الأمن والشبيحة. ويشير الكردي إلى أن هذا القصف الذي يستهدف المدينة بهدف التهجير ومن ثم توسيع دائرة قصفه العشوائي لحلب، لا يزال محدودا، نظرا إلى الاكتظاظ السكاني، كما أن سلاح الدبابات يبقى غير فعال في اقتحام المدن، الأمر الذي جعل الجيش النظامي يعد العدة لاستقدام كتائب المشاة وزجها في المعركة لاقتحام مدينة حلب، مضيفا: «لكن ذلك لن يكون لصالح قوات النظام، التي وإن كانت تتفوق علينا بالأسلحة، فنحن نتفوق عليها بالإرادة القتالية والمعنويات المرتفعة، إضافة إلى أن الأمر سيؤدي إلى المزيد من الانشقاقات في صفوف عناصرها».

من جهة أخرى، أعلن العقيد هيثم درويش، وعدد من القيادات العسكرية الميدانية، عن توحيد عدة كتائب للثوار بمدينة حلب وريفها، تحت راية تشكيل عسكري جديد سموه لواء الفتح، وذلك ضمن ما قالوا إنه «المعركة الحاسمة لتحرير مدينة حلب وريفها من قوات النظام».

وعلى صعيد الاشتباكات المستمرة على أرض حلب، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بشن معارضين مسلحين، فجر أمس، هجوما بالقذائف على مقر المحكمة العسكرية في حلب، كما شهدت اشتباكات مع الجيش بالقرب من مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء، لافتا إلى أن المقاتلين هاجموا فرع حزب البعث الحاكم بالمدينة.

وأضاف المرصد في بيان أن المقاتلين «هاجموا قسم شرطة الصالحين وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم» في المدينة، لافتا إلى أن قذائف القوات النظامية سقطت على أحياء صلاح الدين، والفردوس والمشهد (جنوب) والأنصاري (جنوب غربي المدينة). كما ذكرت قناة «الجزيرة» أن الجيش الحر استطاع السيطرة على مخفر حي الصالحين بحلب، وقتل العميد علي نصر، وأسر ضابط برتبة مقدم وجنود. وأضاف أن هناك اشتباكات عنيفة تدور قرب المخفر المؤلف من طبقتين، الذي اندلعت فيه النيران.

بدورها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي صلاح الدين الذي يعتبر المعقل الرئيسي للمعارضين المسلحين، تعرض للقصف صباحا من قبل مروحيات قوات النظام. كما تعرضت أحياء الصاغور والفردوس والمشهد والأنصاري للقصف المدفعي.

بينما أشارت معلومات إلى أن القصف بالمروحيات والمدفعية الثقيلة أدى إلى نزوح قرابة مائتي ألف شخص خلال الأيام القليلة الأخيرة من حلب، التي بلغ عدد سكانها نحو 2.5 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة.

وأورد المرصد خبر مقتل قائد كتيبة من الجيش الحر إثر إصابته برصاص قناصة في حي المرجة، كما قتل أيضا عدد من عناصر الشرطة في قسم حي باب النيرب، إثر اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، مشيرا إلى ورود معلومات تفيد بسيطرة المعارضة على قسم الشرطة في حي مساكن هنانو، حيث الاشتباكات استمرت لساعات طويلة.

كما تعرضت أيضا، بحسب المرصد، أحياء طريق الباب والميسر وأحياء الصاخور والشعار وأحياء صلاح الدين والمرجة والفردوس لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة في القصف، ودارت اشتباكات عنيفة في بلدة حريتان وأحياء الميسر والإذاعة بين القوات النظامية والجيش الحر.

وليلا، تعرضت بلدة عنجارة للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على البلدة، وفق ما أفاد به المرصد، وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى. كذلك، هاجم الجيش الحر في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، قسم شرطة الصالحين وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، ووقعت اشتباكات في حي الزهراء قرب فرع المخابرات الجوية وفي حيي المرجة وباب النيرب، بينما خرجت مظاهرات مسائية في أحياء بالمدينة وعدة بلدات وقرى بريفها.