تصعيد في مناطق سورية عدة.. و«الجيش الحر» يعتبر جبل الزاوية «منطقة محررة»

المجلس الوطني السوري يعلن دير الزور والشيخ مسكين ومخيم درعا والمعضمية.. «مناطق منكوبة»

آثار الدمار في حي القرابيص بحمص بعد اشتباكات عنيفة أول من أمس (رويترز)
TT

واصل النظام السوري تصعيد عملياته العسكرية في عدد من المناطق التي استهدفها بالقصف والحصار الخانق، وتحديدا في درعا ودير الزور وإدلب وريف دمشق. فيما أعلن المجلس الوطني السوري كلا من دير الزور، والشيخ مسكين، ومخيم درعا، وطريق السد، والمعضمية، بريف دمشق مناطق منكوبة، مطالبا منظمات الإغاثة العربية والإقليمية والدولية بالتحرك العاجل لإعانة من تبقى من سكانها، ومساعدة اللاجئين والنازحين منها، وتقديم العون لهم، وإحباط محاولات النظام لقتل مزيد من الضحايا من خلال القصف والحصار.

وتتعرض مدينة دير الزور، وفق المجلس الوطني، لـ«حصار خانق منذ أكثر من شهر يقوم به النظام المجرم مما أدى إلى حدوث نقص كبير في المواد الغذائية والطبية بما في ذلك الأدوية ومستلزمات العمليات الجراحية». وكانت قوات الأمن السورية قد صعدت في الأيام الأخيرة هجومها على المدينة من خلال القصف مستخدمة الطائرات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وفيما قدر المجلس الوطني عدد النازحين من دير الزور وريفها بنصف مليون نسمة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «اشتباكات دارت قرب دوار حمود العبود بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين أعطبوا ناقلة جند مدرعة. كما دارت اشتباكات في محيط دوار التموين وقسم الشرطة الغربي وسمع دوي انفجار شديد عند دوار الدلة». وأشارت لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى قصف على حيي الحميدية والشيخ ياسين خلف أضرارا جسيمة بالمنازل السكنية، وتعرضت قريتا سفيرة تحتاني ومحيميدة لقصف عنيف.

وفي درعا، تجدد القصف على أحياء مختلفة في المدينة، وهزت انفجارات عدة أحياء المدينة، فيما تعرض حي طريق السد ومخيم النازحين للقصف من قبل القوات النظامية. كما تعرضت بلدات طفس والغارية الغربية لقصف عنيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وكان «المجلس الوطني» قد تحدث عن تعرض مخيم درعا، الذي يقطنه لاجئون فلسطينيون ونازحون من الجولان السوري المحتل، وحي طريق السد، لهجوم وحشي شاركت فيه أكثر من 50 دبابة وعربة «بي إم بي»، وتم اقتحام المخيم من كافة المحاور بعد فرض حصار عليه، متهما النظام باستخدام المدنيين دروعا بشرية لاقتحام الأحياء السكنية.

وقال المجلس الوطني إن «جرائم النظام الأسدي وصلت حدا لم يشهده العالم منذ العصور المظلمة، وإن صمت المجتمع الدولي على ما تقوم به الطغمة المجرمة ساعدها على الاستمرار في غيها ومواصلة القتل والإبادة، حيث أصبح الشعب السوري رهينة في يد النظام يقوم كل يوم بذبح المئات منه دون أن يتوقع رد الفعل اللازم ممن يصفون أنفسهم بحماة الحرية والإنسانية.

وفي مدينة إدلب، دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس في أحياء المحراب والجامعة فيما سقطت قذائف عدة على قرى بريف إدلب. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف بلدة معرشورين، وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة بعد قطع التيار الكهربائي. كما طال قصف عنيف بالصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدة كورين في ظل حرکة نزوح کبيرة للأهالي باتجاه القر المجاورة.

وقال مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»: «القوات النظامية باتت متعبة جدا في إدلب بعدما أصبحت منطقة جبل الزاوية محررة بالكامل». وذكر أن وحدات من «الجيش الحر» تحاصر بلدة الرامية حيث توجد وحدات الإنزال الجوي التابعة للفوج 47، ومنعتها من إكمال سيرها نحو مدينة حلب، مشيرا إلى اشتباكات وقعت، تكبد فيها الجيش النظامي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وفي العاصمة دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في أحياء التضامن، والقزاز، ومخيم اليرموك بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة بعدما هاجموا حواجز للقوات النظامية بقذائف «آر بي جي». وأشار إلى مقتل ستة من عناصر اللجان الشعبية الموالين للنظام في منطقة جرمانا حيث كانوا يقومون بنصب حواجز في محيط منطقتهم إثر هجوم على حاجزهم فجر أمس من قبل مسلحين مجهولين.

من ناحيتها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن السورية قامت بحملة دهم واعتقالات في حي جوبر، وأقامت بعض الحواجز، كما قامت بحملة مداهمات مماثلة في مخيم اليرموك.

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن حاصرت مدينة دير العصافير وسط تخوف الأهالي من اقتحامها، فيما اقتحمت الدبابات مدينة يلدا من جهة مخيم اليرموك، حيث دارت اشتباکات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر. وذكرت لجان التنسيق أن قوات الأمن أقدمت على إعدام شخصين ميدانيا ووضعت جثتيهما على الدبابات أثناء اقتحامها للبلدة في ريف دمشق.

وفي مضايا، استهدف قصف عنيف البلدة من المحاور والحواجز المحيطة بها، فيما طال قصف بالطيران المروحي زملكا.

وفي حمص، تعرضت مناطق ريف المدينة الشمالي لقصف صاروخي وإطلاق نار وتحديدا قرية الغنطو ومدينة تلبيسة، بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي فوق تلك المناطق. وفي الرستن، استهدف قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ المدينة منذ ساعات الفجر الأولى، مما أدى إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة عدد من الجرحى. كما استهدف قصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة حي الخالدية.