بارزاني يتوسط لتحقيق تقارب بين المجلسين الوطنيين العربي والكردي

مصدر كردي سوري يرحب بتغير مواقف تركيا

TT

تستعد أربيل لاستقبال عدد من الشخصيات السورية والتركية في إطار مبادرة من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني للتوسط بين قادة الطرفين بهدف توحيد الجهد المعارض الداخلي والدولي، وتقريب مواقف المجلسين الوطنيين العربي والكردي من جهة، والموقف التركي من أكراد سوريا من جهة أخرى.

وأكد مصدر مقرب من بارزاني لـ«الشرق الأوسط» أنه «يسعى لإجراء وساطة بين المجلسين الكردي والعربي فيما ينتظر وصول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى أربيل لضمه إلى طاولة المحادثات التي يرتب لها حاليا بهدف تحقيق تفاهم مشترك بين الأطراف المذكورة، وصولا إلى تفعيل الجهد المعارضي السوري بالداخل والخارج».

وبينما أكدت مصادر متعددة في الهيئة الكردية العليا بسوريا وصول قادة وممثلي الأحزاب الكردية السورية إلى أربيل، أشارت مصادر في رئاسة إقليم كردستان إلى أن «الرئاسة تنتظر وصول رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا اليوم (الأربعاء) إلى أربيل للمشاركة في اجتماع سيرعاه الرئيس بارزاني لتوحيد موقف المجلسين»، تمهيدا لإشراك أوغلو، والذي يفترض وصوله اليوم أيضا، بالمبادرة التصالحية.

وكانت الأحزاب الكردية الـ11 الممثلة في المجلس الوطني الكردي السوري قد وقعت اتفاقا مع مجلس شعب غرب كردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو أحد أهم الأحزاب السياسية الكردية التي لها نفوذ على الأرض داخل المناطق الكردية، تحت رعاية الزعيم الكردي مسعود بارزاني عرف باتفاق «هولير»، ويقضي بتوحيد الموقف الكردي في الداخل والخارج، وتمخضت عنه تشكيل الهيئة الكردية العليا التي أصبحت اليوم المرجع الأساسي والوحيد للقرار الكردي في سوريا. وأشارت صحيفة «باس» الكردية المستقلة التي تصدر في أربيل، إلى معلومات حول أن أوغلوا يحمل معه مشروعا من ست نقاط سيعرضه على قادة الأحزاب الكردية السورية، ينبئ بتغيير موقف تركيا من الحقوق القومية للأكراد في سوريا، ويقضي باستعداد تركيا للاعتراف بأي كيان كردي يتشكل بعد سقوط النظام الحالي بسوريا، سواء كان حكما ذاتيا أو فيدرالية أو أي نوع من أنواع الإدارة الذاتية.

وبحسب الصحيفة الكردية فإن «المشروع التركي يؤكد على عدم الاعتراف بأي قرار أو إجراء يهدف إلى إقامة كيان إداري مستقل عن دمشق قبل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، مقابل استعدادها للاعتراف بأي كيان بهذا الشكل بعد سقوط ذلك النظام، على شرط أن ينص الدستور السوري القادم على حق الأكراد بتشكيل ذلك الكيان المستقل».

وبحسب المشروع فإن تركيا تدعو المجلس الوطني السوري إلى عدم السماح بقيام أي كيان كردي مستقل تحت إشراف حزب العمال الكردستاني بسوريا، وفي حال تأسيس أي كيان بهذا المضمون فإن تركيا ستشن الحرب ضده. وتنص الفقرة الأخيرة من المشروع التركي على أن تتعاون تركيا مع رئيس إقليم كردستان فيما يتعلق بالشأن الكردي في سوريا.

وردا على هذا الموقف التركي الجديد قال شيرزاد اليزيدي، المتحدث الرسمي باسم مجلس شعب كردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي: «إذا صحت المعلومات بهذا الشأن، فإن الموقف التركي يعتبر تغييرا إيجابيا، والمجلس يرحب بذلك»، مشيرا إلى أن المطالب الكردية التي تتحدث عنها القوى السياسية الكردية السورية هي لمرحلة ما بعد سقوط النظام الحالي، وهذا يعني أن وجهات نظر ومواقف تلك الأحزاب تتلاقى مع الموقف التركي الجديد.