فوضى تعم نصف الهند بسبب انقطاع الكهرباء

مئات العمال علقوا داخل المناجم.. وتوقف القطارات وإشارات المرور أربك قطاع النقل برمته

تلميذتان تسيران وسط خط سكك حديد فيما ينتظر الركاب استئناف خدمة القطارات التي تعطلت بسبب انقطاع الكهرباء قرب محطة في كلكتا أمس (أ.ف.ب)
TT

تعرضت الهند مجددا أمس إلى انهيار شبكات توزيع الكهرباء في نصف البلاد التي يعيش فيها 1.2 مليار نسمة بعد انهيار يكاد يكون متزامنا للشبكات التي تزود عشرين ولاية في شمال وشرق وشمال شرقي البلاد. وتأثرت بهذا العطل الكبير منطقة تمتد من الحدود الباكستانية إلى أقصى شمال شرقي البلاد جوار الصين بما في ذلك نيودلهي العاصمة وكلكتا ولوكنو. وفي المجموع، تضررت 20 ولاية من أصل 29. وقال فيفيك بانديت الخبير في الطاقة في اتحاد غرف التجارة والصناعة إن «نصف البلاد من دون كهرباء.. هذا وضع ليس له مثيل».

وطال الضرر عدة قطاعات في البلاد. فقد أعلنت رئيسة حكومة ولاية البنغال الغربية مماتا بانرجيي أن مئات العمال علقوا في منجم فحم في الولاية شرق البلاد، حيث عطل انقطاع التيار الكهربائي المصاعد تحت الأرض. كما أفاد المدير العام لمجموعة المناجم «إيسترن كولفيلدس ليميتد» نيلاردي روي أن نحو 200 عامل عالقون في المنجم، على بعد 180 كلم من كالكتا. وأوضح أنهم تلقوا تعليمات للتوجه إلى موقع أفضل تهوية تحت الأرض بينما تعكف أجهزة الإنقاذ على تزويدهم بالماء والطعام. وصرح نارش كومار الناطق باسم شبكة الكهرباء الوطنية أن «شبكات الشمال والشمال الشرقي والشرق انهارت، ولكننا نعمل على تصليحها سريعا». بدوره، قال وزير الكهرباء الهندي سوشيلكومار شندي إن هذا العطل الهائل، النادر الضخامة الذي وقع في الساعة الواحدة ظهرا عائد إلى «تجاوز بعض الولايات حصصها من الطاقة» مما أدى إلى انعكاسات متتالية». ووعد المسؤولون بإصلاح العطل في الساعة السابعة مساء.

وكان النقل واحدا من القطاعات المهمة التي تضررت بانقطاع التيار الكهربائي. فقد تعطل نحو 400 قطار في مجمل شبكات السكك الحديدية. كما توقف المترو في نيودلهي وانطفأت إشارات المرور لعدة ساعات مما تسبب في حالة فوضى في الشوارع. وصرح وزير الطاقة في حكومة البنغال الغربي لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها أفدح أزمة طاقة في المنطقة، كنا بصدد تزويد شبكة الشمال المنهارة بالطاقة مما أدى إلى انهيار شبكتنا».

ويبدو أن العملية نفسها أدت إلى انهيار الشبكة الشمالية الشرقية. واشتكى بعض الناس في الشوارع من توقف المبردات وأجهزة الكومبيوتر والبعض الآخر من التأخير في تسلم البضائع. وقال رجل الأعمال انشول اغروال في نيودلهي: «كنت أنتظر تسلم بضاعة عبر القطار، لكنهم قالوا لي إنها عالقة في مكان ما لا أعلم أين».

وجاء هذا بعد أن عمت الفوضى أول من أمس شمال الهند حيث يعيش 300 مليون نسمة بعد انقطاع ضخم يعتبر الأسوأ في الهند منذ 2001. وانهارت مجمل شبكة الكهرباء في شمال البلاد ليل الأحد - الاثنين ولم تتم إعادة تشغيلها إلا بعد ست ساعات. وعطل هذا الانقطاع حركة سير نحو 300 قطار في كامل المنطقة ومترو نيودلهي وانطفأت إشارات المرور في كبرى المدن، مما تسبب في أزمة سير كبيرة في ساعة الاكتظاظ الصباحية. غير أن وزير الطاقة الفيدرالي شيندي ذكر الاثنين أن هذا النوع من الانقطاع ليس مقتصرا على البلدان النامية؛ بل وقع أيضا في الولايات المتحدة سنة 2003 ولم يتم تداركه إلا بعد «أربعة أيام».

وغالبا ما ينقطع التيار الكهربائي في الهند؛ البلد الناشئ الذي يبحث عن إمدادات من الطاقة للدفع بنموه، لكن الانقطاع قصير في معظم الأحيان. وتتطلع الهند التي تعتمد على الفحم في إنتاج الكهرباء، إلى زيادة حصة إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية من 3% حاليا إلى 25% بحلول 2050.

-