عبد الرزاق طلاس: وجه «الجيش الحر» الشاب

نجم حمص.. الذي سطع اسمه منذ بداية الانشقاقات

عبد الرزاق طلاس
TT

يعد الملازم أول عبد الرزاق طلاس، قائد «كتيبة الفاروق» التابعة للجيش الحر والناشطة في محافظة حمص، من أصغر القادة العسكريين المنشقين والفاعيلن على الأرض في الداخل السوري. فمنذ انشقاقه في 30 مايو (أيار) 2011 سطع اسمه وذاع صيته ليتولى وبعد فترة قيادة «كتيبة الفاروق» الشهيرة، التي ضجت بها وسائل الإعلام العالمية بعد تمكنها من السيطرة على أجزاء كبيرة من حمص، خاصة خلال معارك بابا عمرو.

يوم بدأت المظاهرات والمتظاهرون يجوبون الشوارع والمدن، شعر طلاس بأنه لم يعد ينتمي إلى المؤسسة العسكرية التي تصدهم؛ بل لهذه الجماهير الثائرة. وهو - وبحسب ما يسرد عن نفسه - خرج في 30 مايو 2011 مع مجموعة من أصدقائه الضباط في مدينة الصنمين (حيث كان يخدم)، وراحوا يتجولون بسيارتهم حول المتظاهرين الذين اشتبهوا في أن السيارة لمخبرين. أحاط بهم الشبان وحاولوا التهجم عليهم، فما كان من طلاس إلا أن اعتلى ظهر السيارة وكشف عن صدره صارخا بالجموع المحيطة: «أنا معكم.. أنا عبد الرزاق طلاس من الرستن».. وتراجع المتظاهرون بعد أن تأكدوا من هويته. ويسمي طلاس تلك اللحظة بـ«الانشقاق الأول عن الجيش».

هو الناطق الإعلامي باسم «كتيبة الفاروق»، وقائدها في الوقت ذاته. فطلاس الذي يتمتع بكاريزما ساهمت، إلى حد بعيد، في شهرته في الداخل السوري كما في خارجه، كان نجم أكثر من فيلم وثائقي أعدته وسائل إعلام عالمية، جال مراسلوها مع القائد الشاب في شوارع حمص حيث كانت الجماهير تحمله على الأكتاف والنسوة يهللن له ويأخذنه بالأحضان، حسب ما تظهره مقاطع الفيديو التي يعج بها موقع «يوتيوب»، وهي المشاهد التي تؤكد الموقع الذي تمكن طلاس من الارتقاء إليه سريعا بصفته قائدا ذا كفاءة ومحبوبا.

ولعل الفيديو الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظهر فيه طلاس ممسكا بيد أحد المراقبين الدوليين الذين كانوا يقومون بزيارة لأحياء حمص المنكوبة، زاد من شهرة القائد الشاب الذي ظهر بمشاهد متتابعة محاولا أن يحمي العناصر الدوليين من إطلاق نار من قبل القوات النظامية باتجاههم.

وقد أثارت لحية الملازم أول طلاس تعليقات كثيرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث تكثر الصفحات الداعمة للقائد الشاب. وقد رد طلاس على منتقدي لحيته قائلا: «لقد وصلني بعض من هذه النقاشات. وأقول للمهتمين (عن حسن نية غالبا) بأن اللحية بالنسبة لي هي حرية شخصية. وأرجو أن يتفتح ذهن الذين يحكمون على شخص من خلال شكله وليس من خلال سلوكه لاستيعاب الحرية الفردية للأشخاص. وأسألهم هل كان في سلوكي ما يوحي بأني أعمل لتيار أو حزب ما؟ أم إنني كنت على الأرض مع كل السوريين وأدافع عن كل السوريين؟ وأعيد الآن وبالفم الملآن: أنا إنسان مسلم.. وفقط مسلم مثل أي من المسلمين الذين يمارسون واجباتهم الدينية تجاه ربهم».

وفي آخر إطلالاته منذ أيام، أصدر طلاس بيانا متلفزا نفى فيه أن يكون تلقى أي دعم من العقيد الركن المنشق مناف طلاس. وبحسب الفيديو، أكد عبد الرزاق طلاس أن مصدر الدعم الوحيد هو ثقة الشعب السوري الحر، على حد تعبيره.