«طالبان» تفتح مكتبا لها في زاهدان ومخاوف من صواريخ إيرانية للحركة

قيادي أحوازي: الخلايا النائمة سلاح طهران الأقوى في مواجهة أميركا إذا تعرضت للهجوم

TT

زادت إيران من وتيرة دعمها لحركة طالبان مؤخرا، وتوج ذلك بالسماح للحركة بافتتاح مكتب لها في مدينة زاهدان شرق إيران، حسبما ذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية أمس، بالإضافة إلى تزويد الحركة بصواريخ أرض – جو، حسب مسؤولين أفغان وغربيين.

وتتوخى إيران بهذه الخطوة العمل على إعاقة اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين الولايات المتحدة وأفغانستان في أبريل (نيسان) الماضي، كما أن إيران تسعى إلى زيادة منسوب العنف في أفغانستان في حالة توجيه ضربات أميركية لمنشآتها النووية، حسب الصحيفة. وعلى الرغم من أنه لم يلحظ تحريك أي من صواريخ أرض - أرض إلى أفغانستان، ولا يوجد دليل حتى الآن على تسليم هذه الصواريخ لطالبان، فإن بعض الاتصالات التي تم اعتراضها أثبتت وجود محادثات بين عناصر من الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حركة طالبان حول هذا الموضوع، وقبلها بشهرين تم السماح لأعضاء في مجلس شورى طالبان بفتح مكتب للحركة في زاهدان.

وفي حال تمت خطوة تسليح طالبان بهذه الصواريخ فإن تلك تعد خطوة كبيرة في الدعم الذي تقدمه إيران الشيعية لحركة طالبان مع ما كان بينها من عداء مستمر، طيلة فترة حكم طالبان لأفغانستان الذي امتد من 1996 إلى 2001، وخاصة بعد سيطرة طالبان على مدينة مزار شريف العام 1998 حيث أعدمت الحركة تسعة من الدبلوماسيين الإيرانيين في المدينة.

وكما صرح مسؤول غربي في كابل لـ«وول ستريت جورنال»، فإن «إيران مستعدة لأن تضع الخلافات الآيديولوجية وقيمها الدينية جانبا، من أجل تحقيق الهدف النهائي، المتمثل في التعجيل بخروج الولايات المتحدة من أفغانستان».

وفي هذا السياق، قال قائد من «الناتو» إن إيران تزود طالبان بالأسلحة الخفيفة والتدريب منذ فترة طويلة، كما قدم وزير الخارجية البريطاني شكوى للإيرانيين على خلفية إيقاف جنود بريطانيين في أفغانستان شحنات أسلحة إيرانية، على الحدود بين إيران وأفغانستان في طريقها إلى طالبان.

ويرى محللون أن تحدي أفغانستان لإيران بالتوقيع على معاهدة للتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة يسمح للأميركيين بالاحتفاظ بوجود عسكري إلى ما بعد 2014، سيجعل طهران تقدم المزيد من المساعدات للمسلحين في أفغانستان. غير أن جيمي إنجرام، وهو محلل في شؤون الشرق الأوسط، في المركز الدولي لدراسات الدفاع، لا يتوقع أن تعطي إيران طالبان سلاحا يغير قواعد اللعبة، مثل صواريخ أرض – جو، لأن أميركا ستواجه ذلك بحزم، كما أن مساعدة إيران لطالبان ستضعف روابطها من السنة الذين لا يكنون ودا لإيران، والباكستانيون لا يريدون أن يروا تواصلا إيرانيا مع طالبان، بحسب رأيه.

وقد حاولت إيران جهدها منع أفغانستان من التوقيع على معاهدة التعاون الاستراتيجي سالفة الذكر مع الأميركيين، وأخبر أبو الفضل سهروا، السفير الإيراني المتشدد في كابل، أعضاء في البرلمان الأفغاني بأن آلاف اللاجئين الأفغان في إيران سوف يرحلون حال توقيع هذه المعاهدة بين أفغانستان والولايات المتحدة. وعندما تم التوقيع استدعت إيران سفيرها من كابل للاحتجاج.

غير أن مسؤولا أفغانيا ذكر أن فريقا من الإيرانيين يرغب في تقليل منسوب المواجهة في هذه الفترة ويقول «إيران منقسمة إزاء سياساتها في أفغانستان»، وأضاف: «بعض الدبلوماسيين يرغبون في أن يستبدل سهروا»، ويأتي سفير آخر أكثر عقلانية كغلام ميرزا أنصاري السفير السابق في لندن.

وفي السياق ذاته، قال محمود أحمد الأحوازي، المنسق العام للجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز: «الغرب يعرف أن لدى إيران سلاحا أقوى من الصواريخ التي تهدد بها، وهذا السلاح هو سلاح المجاميع الإرهابية والخلايا النائمة التابعة لإيران، التي يخشى الغرب من أن تحركها إيران في حال تعرضت لهجوم»، وأضاف: «الخلايا النائمة الموجودة في مناطق مختلفة من العالم؛ في أميركا وأوريا وأفريقيا وآسيا، التي يرعاها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، هي التي تعدها إيران للرد في حال تعرضت للهجوم»، وقال: «تصريحات الخارجية الأميركية قبل يومين عن أن (القاعدة) في طريقها إلى التضاؤل، وأن المخاوف الآن من مجاميع إرهابية تدعمها إيران يشير إلى هذه الخلايا النائمة التي تدين بولائها لإيران».

وعن تاريخ التعاون بين إيران وطالبان قال الأحوازي إنه «طويل، حيث تدعم إيران طالبان بالمال والسلاح؛ ليس حبا في طالبان، فهم مختلفون آيديولوجيا، ولكن لأن إيران تريد أن تضرب الطرفين ببعضهما في أفغانستان».