الحكومة العراقية ترفض طلبا أميركيا لتسليم اللبناني علي دقدوق

المستشار الإعلامي للمالكي لـ «الشرق الأوسط» : الطلب غير قانوني

TT

أكد علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أنه «لم تتوفر بعد معلومات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد طالبت بتسليم اللبناني علي موسى دقدوق، لكي يتسنى التعليق عليها رسميا». وقال الموسوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «دقدوق سبق أن قدم للقضاء العراقي بشكل أصولي وأصدر القضاء حكما بالإفراج عنه، وبالتالي فإن أي طلب لتسليمه من قبل أي دولة؛ سواء كانت الولايات المتحدة أم غيرها، يعد طلبا غير قانوني»، مشيرا إلى أن «القضاء العراقي مستقل وقال كلمته، والعراق دولة مستقلة وذات سيادة».

وكانت المحكمة الجنائية المركزية العراقية قد قررت إطلاق سراح الناشط في حزب الله اللبناني علي دقدوق، المشتبه بتورطه في قتل جنود أميركيين في يناير (كانون الثاني) 2007 في العراق، وذلك خلال شهر مايو (أيار) الماضي. وطبقا لما أعلنه المحامي عبد المهدي المطيري لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن «المحكمة الجنائية المركزية العراقية أصدرت قرارا بالإفراج عن علي دقدوق لعدم توفر أي دليل لإدانته».

وكانت القوات الأميركية سلمت السلطات العراقية قبيل انسحابها من البلاد نهاية العام الماضي دقدوق، الذي أعلن الجيش الأميركي اعتقاله في يوليو (تموز) 2007، في عملية أمنية في البصرة جنوب العراق. وأكد المطيري أنه «لم تتوفر أي شهادة والتهمة كانت ظنية وهذه لا يمكن اعتمادها في المحاكمة».

وكان دقدوق الذي تؤكد الولايات المتحدة أنه وصل إلى العراق لتدريب متمردين بمساعدة فيلق القدس، آخر سجين لدى القوات الأميركية وسلمته إلى العراقيين مع انتهاء الانسحاب من هذا البلد، أواخر العام الماضي.

وكان وكيل وزارة العدل العراقية، بوشو إبراهيم، قد أبلغ «الشرق الأوسط» أن «وزارة العدل العراقية لا علم لها بظروف اعتقال اللبناني علي موسى دقدوق، على الرغم من أن القوات الأميركية كانت قد سلمت لنا كل المعتقلين، وفي مقدمتهم أركان النظام السابق».

وأضاف إبراهيم أن «القوات الأميركية كان ينبغي أن تسلم لنا دقدوق، حسب الاتفاق الذي أبرمناه معهم»، مشيرا إلى أن «الأميركيين غيروا رأيهم وسلموه إلى وزارة الداخلية بدلا من وزارة العدل، على الرغم من أننا هيأنا مكانا خاصا لاعتقاله».

وأوضح المسؤول العراقي أنه «لا يعرف السبب الذي جعل الأميركيين يسلمون دقدوق للداخلية بدلا من العدل، مع أنهم كان بإمكانهم أخذه معهم إلى غوانتانامو لمحاكمته هناك». وتعتقد الولايات المتحدة أن علي موسى دقدوق هو تهديد أعلى للأميركيين في الشرق الأوسط، وطلبت من بغداد تسليمه، لكن المحاكم العراقية وجدت أنه بريء، مع أن الإدارة الأميركية تقول إنه العقل المدبر لهجوم عام 2007 على قاعدة عسكرية أميركية في كربلاء.

ورفضت السفارة الأمريكية في بغداد التعليق، أمس، على قرار الحكومة العراقية بعدم تسليم دقدوق الذي تثير قضيته تساؤلات في واشنطن، حسبما قالت وكالة «أسوشييتد بريس».