كلينتون تشيد بالسنغال وتدعو الأفارقة لمراجعة «أساليب الحكم القديمة»

انتقدت من دكار «حكاما شموليين يهتمون بالاحتفاظ بالسلطة أكثر من مصلحة مواطنيهم»

كلينتون خلال إلقاء كلمتها في جامعة الشيخ انتا ديوب بدكار (رويترز)
TT

زارت وزيرة الخارجية الأميركية أمس أوغندا، المحطة الثانية في جولتها الأفريقية الحالية، وذلك بعدما أنهت زيارتها إلى السنغال، حيث أشادت بـ«النموذج» الديمقراطي الذي يمثله هذا البلد، وحيث حثت في المقابل الدول الأفريقية على تجديد الالتزام بالديمقراطية، معتبرة أن «أساليب الحكم القديمة» لم تعد تناسب قارة تشهد نموا اقتصاديا صحيا.

وخلال زيارتها التي دامت 36 ساعة إلى السنغال، وجهت كلينتون كلمات إشادة حارة إلى الرئيس السنغالي ماكي سال الذي انتخب في مارس (آذار) الماضي بموجب تداول ديمقراطي ناجح في منطقة تعودت على الانقلابات العسكرية. وقالت الوزيرة الأميركية مساء أول من أمس في بيان إنها أجرت مع سال «محادثات شاملة ومثمرة حول المسائل الاقتصادية والأمن الإقليمي»، في حين ينتشر تنظيم القاعدة في مالي المجاورة. لكن الوزيرة الأميركية قالت إن أفريقيا تتجاهل الديمقراطية كثيرا على الرغم من تحقيقها تقدما اقتصاديا على مدى عقود. وأوضحت في كلمة ألقتها بجامعة الشيخ انتا ديوب في دكار الليلة قبل الماضية: «ما زال كثير من الأفارقة يعيشون في ظل حكام شموليين يهتمون بالاحتفاظ بسيطرتهم على السلطة أكثر من اهتمامهم بمصلحة مواطنيهم». وأشارت إلى أن الانقلابات وعمليات الاستيلاء على السلطة خفضت عدد الديمقراطيات الانتخابية الكاملة إلى 19 عام 2012 بعد أن كانت 24 عام 2005. وقالت: «لم تعد أساليب الحكم القديمة مقبولة. حان الوقت ليقبل الزعماء المحاسبة ويعاملوا شعوبهم معاملة كريمة ويحترموا حقوقهم ويوفروا لهم الفرص الاقتصادية. وإن لم يفعلوا فسيكون الوقت قد حان ليرحلوا».

وأعيد النظام الدستوري في النيجر وغينيا بعد انقلابات وقعت في الآونة الأخيرة بينما أجرت بنين والرأس الأخضر وليبيريا ونيجيريا وزامبيا وتوجو انتخابات موثوقا بها خلال العام المنصرم. لكن كلينتون حذرت من أن مالي وغينيا بيساو تسلكان مسارات بديلة خطيرة قائلة إن الأخيرة تجازف بأن تصبح «معتمدة» على مهربي المخدرات من أميركا اللاتينية.

وتهدف جولة كلينتون الأفريقية التي تستمر أحد عشر يوما وتشمل السنغال وأوغندا وجنوب السودان وكينيا وملاوي وجنوب أفريقيا وغانا، إلى النهوض بالاستراتيجية الأميركية للتنمية في أفريقيا التي كشف عنها الرئيس باراك أوباما في يونيو (حزيران) الماضي. وقالت كلينتون إن الاستراتيجية الأميركية تهدف إلى «تشجيع التنمية وتحفيز النمو الاقتصادي والمبادلات التجارية ودفع السلام والأمن وترسيخ المؤسسات الديمقراطية».

ومن المقرر أن تتوجه كلينتون اليوم إلى جنوب السودان الذي احتفل بالذكرى الأولى لاستقلاله في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، لتكون بذلك زارت 104 بلدان منذ تسلمها مهامها على رأس وزارة الخارجية مطلع 2009. وستجتمع مع رئيس جنوب السودان سيلفا كير «للتأكيد مجددا على دعم الولايات المتحدة وتشجيع المفاوضات مع السودان بغية التوصل إلى اتفاق حول المسائل الأمنية والمواطنة والملف النفطي» بحسب الخارجية الأميركية. وتتنازع الخرطوم وجوبا بشأن ترسيم الحدود بينهما وتقاسم عائدات النفط السوداني. وقد كثف أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الماضي الضغوط على الخرطوم وجوبا للتوصل إلى اتفاق فيما انتهت المهلة التي حددتها الأمم المتحدة أمس. وكان مجلس الأمن أمهل في قرار تبناه في الثاني من مايو (أيار) الماضي السودانين حتى الثاني من أغسطس (آب) لتسوية خلافاتهما التي لم تحل منذ سنة تحت طائلة فرض عقوبات. وستعود كلينتون بعد ذلك إلى كمبالا على الرغم من وجود فيروس ايبولا.

ويلاحق الجيش الأوغندي مع الاتحاد الأفريقي ونحو مائة عنصر من القوات الخاصة الأميركية متمردي جيش الرب للمقاومة وزعيمهم جوزيف كوني الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية.