القوات النظامية تواصل محاولاتها لـ«تحرير» حلب.. وتجدد الاشتباكات في حي التضامن بدمشق

المعارضة السورية تندد بمجزرة حي الأربعين في حماه.. ومظاهرات حاشدة نصرة لدير الزور

مظاهرة حاشدة خرجت أمس في حلب منددة بقمع النظام ومطالبة بإعدامه (أ.ف.ب .
TT

لم يحل تصعيد النظام السوري لوتيرة عملياته العسكرية يوم أمس دون خروج مظاهرات في مناطق سورية عدة في «جمعة دير الزور.. النصر القادم من الشرق»، بالتزامن مع محاصرة قوات الأمن المساجد في محاولة لمنع خروج المتظاهرين واستهداف المدن الثائرة بالمروحيات. وفيما واصلت قوات الأمن محاولاتها لاقتحام الأحياء الممسوكة من قبل الجيش السوري الحر في حلب، وتجددت الاشتباكات في العاصمة دمشق وتحديدا في حي التضامن، شهدت دير الزور اشتباكات عنيفة خلال محاولة عناصر من الجيش الحر للسيطرة على مراكز ومقرات أمنية.

في موازاة ذلك، صعّدت قوات الأمن عملياتها العسكرية في مدينة حماه، حيث حاصرت عددا كبيرا من الجوامع في المدينة لمنع المتظاهرين من الخروج للتظاهر، فيما خرجت مظاهرات حاشدة في أحياء الصابونية والبياض وجنوب الملعب. وأعلنت المعارضة السورية عن شن قوات الأمن حملة عسكرية شرسة في حي الأربعين، أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين وعناصر الجيش الحر، ليل أول من أمس.

وفيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أنه «لم تتضح بعد تفاصيل العملية العسكرية»، مع القطع الكامل للكهرباء وخطوط الاتصال كافة، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد القتلى الذين سقطوا أول من أمس بلغ نحو خمسين، بينهم نساء وأطفال. وأشار المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري، في بيان أصدره فجر أمس، إلى أن مدينة حماه تعرضت «لقصف وحشي شاركت فيه المدافع الثقيلة والطائرات وراجمات الصواريخ»، وأوضح أن «القصف استهدف خصوصا حي الأربعين وطريق حلب»، مشيرا إلى أن «الجثث متروكة في الشوارع بسبب منع قوات النظام للأهالي والمسعفين من انتشالها ومساعدة الجرحى».

وفي مدينة حلب وريفها، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر في أحياء عدة، فيما أعلنت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ميليسا فليمينغ أن المفوضية «لم تتمكن من إدخال مساعدة إنسانية إلى حلب يوم الخميس الفائت بسبب تطويقها من قبل الجيش السوري». وقالت في لقاء مع صحافيين «كان من المستحيل إرسال مواد إغاثية إضافية لأن المدينة مطوقة من قبل القوات العسكريّة، وفريقنا في حلب تحدث عن غياب كامل لتغطية اتصالات الهواتف الجوالة والإنترنت».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بحدوث «اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين بعد محاولة قوات الأمن السورية اقتحام الحي». وقال الناطق باسم المجلس الثوري في حلب وريفها أبو عبد الله الحلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «اشتباكات عنيفة وقعت في حي سيف الدولة بعد صلاة الفجر»، لافتا إلى أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على الحي إضافة إلى حي الزبدية. وأفاد بأن «خدمات الكهرباء والاتصالات مقطوعة بالكامل في حي صلاح الدين، الذي تعرض لقصف عنيف، ووصلت تعزيزات عسكرية إضافية إليه مساء أمس تمهيدا لاقتحامه»، فيما «خرجت مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة في أحياء حلب المحررة كالخالدية والأعظمية والحمدانية وسيف الدولة وحلب الجديدة والشعار، استهدفها النظام بالطيران الحربي وألقى قنابل على المدنيين للمرة الأولى منذ أسبوعين، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى».

وكان المرصد السوري قد أشار إلى خروج «مظاهرات في أحياء الهلك وسيف الدولة والشعار والسكري وحلب الجديدة والفردوس والفرقان وبستان القصر في مدينة حلب، فيما خرجت بلدات ابين وكوباني وتقاد والسفيرة بريف حلب بمظاهرات نادت بإسقاط النظام ونصرة للمدن المنكوبة».

وفي العاصمة دمشق، وفي حي التضامن، تجددت الاشتباكات العنيفة منذ صباح أمس، حيث قصفت قوات الأمن الحي بمدافع الهاون. وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط عدد كبير من الجرحى جراء القصف المدفعي العنيف، كما قتل خطيب وإمام مسجد الزبير الشيخ أحمد صالح.

وفي حين واصلت قوات الأمن حصارها لحي نهر عيشة في دمشق المفروض بالحواجز العسكرية وطوقته بالدبابات بالتزامن مع تحليق للمروحيات في سماء المنطقة، اقتحمت مدينة جديدة عرطوز في ريف دمشق بالدبابات والمصفحات وأعداد كبيرة من الجنود مع تحليق للطيران الحربي في منطقة البساتين.

واستمر القصف لليوم السادس عشر على مدينة الضمير باستخدام المدفعية وقذائف الهاون، وأشارت «لجان التنسيق» إلى «تدهور الوضع الإنساني في المدينة وشل حركة السكان بسبب انتشار القناصة، مما أدى إلى نزوح معظم الأهالي من المنطقة نتيجة للقصف العنيف، في ظل عدم إمكانية تلبية حاجات من تبقوا من الأهالي من غذاء وحاجات أساسية».

وفي دير الزور، استمرت الاشتباكات العنيفة في مدينة الميادين منذ ثلاثة أيام على خلفية محاولة وحدات من الجيش الحر السيطرة على المقرات الأمنية ومركز الشرطة فيها، وفق ما أفاد به المرصد السوري، مشيرا إلى «استخدام القوات النظامية الطيران والمدفعية الموجودة في الميادين لقصف مناطق أخرى في دير الزور أصبحت تحت سيطرة الثوار». وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن «سبعين في المائة من محافظة دير الزور باتت خارجة عن سيطرة النظام، من دون أن يعني ذلك أنها باتت تحت السيطرة الكاملة للمقاتلين المعارضين»، مؤكدا أن «الريف الشرقي بات في مجمله بين أيدي المعارضين، باستثناء مدينتي الميادين والبوكمال (على الحدود مع العراق) اللتين تدور فيهما معارك عنيفة».

وخرجت مظاهرات في معظم قرى وبلدات ريف إدلب، وتحديدا في بلدات بنش وكفرنبل ومعرة شورين وحاس وكفريحمول وكفرعويد وكفرسجنة ومعرة حرمة وحربنوش وحيش وكنصفرة والفطيرة والركايا وجسر الشغور والقرى المحيطة بها. وأعلن المرصد عن «مقتل خمسة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية في منطقة الجانودية بريف إدلب». وقالت لجان التنسيق المحلية إنه تم العثور على كل من صالح الحامض، وغازي البعل، وطريف حاج يوسف، ومحمد زياد مرشان، ومحمد الدقة، بعدما قتلوا بكمين من قبل قوات النظام في قرية الجانودية، حيث وجدوا «مكبلي الأيدي والأرجل، ووجدت طلقات عدة في أجسادهم وفي رؤوسهم».

وفي مدينة درعا، فرضت قوات الأمن السورية حصارا أمنيا خانقا وسط انتشار قناصة حالوا دون خروج مظاهرات في المدينة، في موازاة خروج مظاهرات حاشدة في بلدات عدة في ريف درعا، وتحديدا في بلدات المسيفرة وتسيل وأبطع وخربة غزالة والنعيمة واليادودة والغارية الشرقية، وتعرضت بلدة بصر الحرير للقصف من قوات الأمن السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة في عملياتها العسكرية، في حين طال قصف عنيف أحياء الخالدية وجورة الشياح بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، وتصاعدت أعمدة الدخان من المنازل جراء القصف. كما تعرضت مدينة الحولة لقصف صاروخي ومدفعي بشكل عشوائي.