انتقادات واسعة لتشكيلة الحكومة المصرية الجديدة

«الإخوان»: كنا نفضل وزارة ائتلافية.. والنور السلفي يعرض بناء تحالف في مواجهتها

TT

تواصلت في مصر أمس ردود الفعل الغاضبة والمحبطة من تشكيل أول حكومة في عهد الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث وصفت قوى سياسية ليبرالية وإسلامية حكومة الدكتور هشام قنديل بـ«المسخ»، قائلة إنها «مخيبة للآمال»، كما أعرب حزب النور السلفي عن استيائه من أداء حزب الإخوان ومؤسسة الرئاسة بعد تجاهلهم التنسيق مع الأحزاب، وعرض «النور» بناء تحالف سياسي من القوى الوطنية لمواجهة ما سماه بيان للحزب «المستجدات على الساحة».

وفي جنوب البلاد واصل الرئيس مرسي تقليده الجديد الذي سنه منذ توليه منصبه مطلع الشهر الماضي، بأدائه صلاة الجمعة في إحدى المحافظات. واختار مرسي أمس محافظة قنا لأداء الصلاة، متجاهلا أحداث العنف الطائفي التي شهدتها قرية دهشور في محافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة المصرية القاهرة، مكتفيا بإعرابه عن أسفه. واعتبر مراقبون أن استجابة مرسي لأول حادث طائفي في ولايته «ضعيفة للغاية».

واكتفى الرئيس مرسي بالإعراب عن أسفه لما حدث في قرية دهشور من أحداث عنف طائفي بين مسلمين ومسيحيين، مشددا على محاكمة المسؤولين عنها.

وعلق نشطاء مسيحيون على أداء مرسي تجاه أزمة دهشور بقولهم إنه «ضعيف للغاية»، وقال الحقوقي نجيب جبرائيل لـ«الشرق الأوسط» إن «أداء مرسي لم يختلف عن أداء مبارك.. هناك غياب لدور الدولة». بينما فضلت مصادر كنسية تحدثت معها «الشرق الأوسط» عدم التعليق على أداء الرئيس حتى لا تتم «إثارة حساسيات» بين الكنيسة ومؤسسة الرئاسة.

وبدت مظاهر تأمين مرسي أمنيا أكثر بروزا في هذه الزيارة، وكان مرسي يفتخر في أول كلمة له في ميدان التحرير مطلع الشهر الماضي بعدم ارتدائه واقيا للرصاص، وأنه لا يحتاج للحماية طالما كان محتميا بالشعب.

وتمركزت أعداد من عناصر الأمن في عدد من الشوارع المؤدية لمسجد عبد الرحيم القنائي، حيث أدى مرسي الصلاة، مما ساهم في وجود حالة من الاستنفار بين المواطنين بعد أن توقفت الحياة الطبيعية في أغلب شوارع المدينة. وانتشرت بعض كلاب الحراسة بالساحة الموجودة أمام المسجد، وأقام الأمن بوابات إلكترونية أمام مداخل المسجد لتفتيش المواطنين، كإجراء تأميني.

ولاحقت أزمة انقطاع الكهرباء مرسي الذي وعد بمعالجة كل مشاكل الكهرباء والمياه بمحافظات الصعيد خلال ساعات، مطالبا أهالي هذه المحافظات بالتحمل والصبر على هذه الأزمات.

ووجه مرسي رسالته الثانية من معبد الكرنك بالأقصر للعالم، قائلا خلال تفقده المعبد أمس إن «المصريين يعرضون على كل العالم حضاراتهم للتعايش معها، ومن يقرأ التاريخ المصري يعرف أن أرض مصر آمنة لكل العالم ولكل الشعوب، أرض مصر هي أرضكم فاستمتعوا بالجو والآثار والحضارة، وأتمنى أن تكونوا دائما في مصر لتستمعوا بها». ومنذ توليه منصبه، ينتظر المصريون أن يفي مرسي بوعوده بتحسين الأوضاع في قضايا رغيف الخبز، والأمن، والمرور، والنظافة، والوقود، خلال المائة يوم الأولى، لكن يبدو أن الرئيس الجديد سيكون مطالبا بتحمل أعباء جديدة دون تقديم مؤشرات على تحسن أوضاع القضايا الخمس الرئيسية.

وتفاقم الإحباط في الأوساط السياسية والشعبية بعد أن أدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية أول من أمس، ووصفت قوى سياسية إسلامية وليبرالية حكومة قنديل بـ«المسخ المشوه». وقال القيادي في حزب البناء والتنمية الدكتور صفوت عبد الغني إن حكومة قنديل «مسخ مشوه ونتيجة صراع مكتوم بين أطراف عدة».

من جهته، قال البرلماني السابق مصطفى النجار إن «حكومة قنديل ليست حكومة تكنوقراط ولا هي حكومة ائتلافية ولا إخوانية، إنما هي هجين متنافر يرفع شعار التطبيع من الدول العميقة والتودد لها».

وبدا أن عدم الرضا عن حكومة قنديل تسلل حتى إلى جماعة الإخوان المسلمين التي قال متحدثها الرسمي الدكتور محمود غزلان لـ«الشرق الأوسط» إن «الإخوان» كانوا يفضلون حكومة ائتلاف وطني بحسب الأوزان النسبية في البرلمان.

وتابع: «علينا أن ننتظر حتى يمكننا تقييم أداء الحكومة، والكارهون للثورة أو الكارهون لـ(الإخوان) لديهم مصلحه في تعطيل أداء حكومة قنديل بتشويهها.. كانت هناك قيادات في حزب الحرية والعدالة تستطيع تولي هذه المهمة، لكن الرئيس التزم بتسمية شخصية وطنية».