إسرائيل تطلب من مواطنيها مغادرة سيناء فورا.. ومصر تنفي وجود «تنظيمات إرهابية»

أجهزة الأمن في الجنوب تتصرف بهلع بسبب تدفق الأخبار حول عمليات محتملة

جندي إسرائيلي يفتش حقيبة سيدة فلسطينية قبل أن يسمح لها بدخول القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى أمس (أ.ب)
TT

في أعقاب تحذير من المخابرات الإسرائيلية يقول إن تنظيمات مسلحة في سيناء المصرية أطلقوا خلية أو أكثر للقيام بمهمة خطف سياح إسرائيليين، أصدر «طاقم مكافحة الإرهاب» في مكتب رئيس الوزراء أمرا جارفا يطلب من المواطنين الإسرائيليين في سيناء مغادرتها فورا ويطلب من المواطنين الراغبين في التوجه لمواقع الاستجمام في شبه الجزيرة المصرية أن يلغوا برامجهم.

وجاء في بيان «طاقم مكافحة الإرهاب» أن هناك إنذارات ساخنة جدا تفيد بأن تنظيمات مسلحة عاملة في سيناء، قررت تنفيذ عمليات إرهاب في المواقع السياحية المصرية التي يؤمها إسرائيليون على شاطئ البحر الأحمر. وأن التحذيرات بهذا الشأن خطيرة للغاية وفورية ولا تحتمل الاستهتار أو التلكؤ.

غير أن مصدرا أمنيا مصريا قال إن «شركات السياحة الإسرائيلية الخاسرة هي من تقف وراء دعوة سلطات إسرائيل لجميع السياح الإسرائيليين في شبه جزيرة سيناء المصرية بمغادرتها». وأضاف المصدر، لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»: «جرت العادة في إسرائيل على قيام شركات السياحة بترديد تلك الشائعات والمزاعم لكي تبقي على السياح الإسرائيليين في إسرائيل بدلا من توجههم إلى سيناء مما يكبد هذه الشركات خسائر فادحة». وتابع القول: «الشركات السياحية الخاسرة هي المصدر الرئيسي الذي يقف وراء الدعوة التي أطلقها مكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيلي والذي دأب على إصدار تلك التحذيرات في مثل هذه الأيام من كل عام التي تزدهر فيها السياحة الإسرائيلية والروسية في سيناء».

وأكد المصدر أنه لا يوجد أي تنظيمات إرهابية في سيناء وأن سيناء مؤمنة وتحت السيطرة تماما ولا يوجد أي خطورة على السياح الإسرائيليين الذين لم يتأثروا بتك الدعوات فلم يغادروا لأنهم يدركون من يروج تلك الشائعات والأكاذيب. وطالب المصدر المصري، شركات السياحة الإسرائيلية بالكف عن تلك المزاعم والأكاذيب.

وحسب مصادر إعلامية فإن «طاقم مكافحة الإرهاب» توجه إلى شرطة الحدود الإسرائيلية وطلب قوائم بأسماء الإسرائيليين اليهود الموجودين في سيناء وبدأ الاتصال بعائلاتهم طالبا أن يتصلوا بهم ويقنعوهم بالعودة الفورية إلى إسرائيل. كما طلب من شرطة الحدود أن تعمل كل ما في وسعها لإقناع إسرائيليين يستخفون بهذه التعليمات ويصلون إلى معبر الحدود الإسرائيلي المصري في طابا بأن يلغوا سفرهم إلى هناك.

وكان الطاقم المذكور قد أصدر تعليمات تمنع السفر إلى سيناء في مارس (آذار) الماضي، لكنه شدد هذه التعليمات أكثر يوم أمس. وأكد أن الإنذارات أكثر خطورة وإلحاحا هذه المرة.

وذكرت مصادر إسرائيلية أن المخابرات والجيش وبقية أجهزة الأمن الإسرائيلية في الجنوب، تتصرف هذه الأيام بهلع بسبب تدفق الأخبار عن نية تنظيمات مسلحة تنفيذ عمليات. وقالت إن مصادر عدة تفيد بأن التنظيمات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة، غير راضية عن أداء الرئيس المصري محمد مرسي والإخوان المسلمين وتنتقد التقارب مع الولايات المتحدة، وتنوي إدخال القيادة المصرية الجديدة في امتحانات صعبة في سيناء يكون فيها الإسرائيليون طرفا، حتى تفهم إلى أي مدى يمكن للإخوان المسلمين أن يسايروا الغرب. ولذلك يصرون على تنفيذ عملية ضد إسرائيل في سيناء. وهذا يزعج الإسرائيليين جدا ويدخلهم في حالة توتر وإرباك.

ولفتت في هذا السياق إلى الحادثة التي وقعت أول من أمس؛ حيث أعلنت إسرائيل أن خلية مسلحة أطلقت الرصاص على دورية إسرائيلية على الحدود مع سيناء. وأن القوات الإسرائيلية ردت على النار بالمثل. ثم تبين أن إطلاق الرصاص كان بين رجال حرس الحدود المصريين وبين بدو مصريين من سيناء يعملون في التهريب. وأن إطلاق الرصاص الإسرائيلي كاد يشعل اشتباكا مع القوات المصرية.

وجدير بالذكر أن الإسرائيليين يمتنعون بشكل عام عن اجتياز الحدود مع مصر، باستثناء المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، الذين يفضلون الاستجمام في شرم الشيخ وطابا وغيرهما من المنتجعات السياحية في سيناء. واليهود الذين يدخلون سيناء هم أقلية ضئيلة لا يتجاوز عددها مائتي شخص. وغالبية الذين يمرون في المعبر الحدودي (74 في المائة) هم من السياح الأجانب، و25 في المائة من فلسطينيي 48، والبقية (واحد في المائة فقط) هم إسرائيليون يهود، ممن يستخفون بالتعليمات الرسمية ويتحدونها ويصرون على أن أهل سيناء لن يسمحوا بالمساس بهم. كما أن هناك مجموعات من لاعبي القمار الذين يدخلون إلى طابا، الملاصقة للحدود الإسرائيلية في إيلات، ليدخلوا الكازينو.