الزعيم الكوري الشمالي يريد ممارسة قيادة مختلفة عن والده

أكد عزمه إجراء إصلاحات.. وزار رفقة دبلوماسيين أجانب مدينة للترفيه

صورة وزعت أمس تظهر كيم جونغ - أون (يمين، وسط) والدبلوماسي البريطاني بارنابي جونز (الثاني يسارا، تحت) مع آخرين خلال رحلة ترفيهية في بيونغ يانغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

أبلغ الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ - أون مسؤولا صينيا رفيعا بأنه يضع نصب عينيه تطوير الاقتصاد المتداعي للبلاد وتحسين مستويات المعيشة في واحدة من أفقر دول العالم فيما يمثل أحدث مؤشر على أنه ربما يكون يعتزم إجراء إصلاحات.

وقدم الزعيم الكوري، الذي خلف والده الراحل كيم جونغ - إيل زعيما للدولة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نفسه في صورة بعيدة كل البعد عن والده الذي كان ينزع للتقشف. وظهر الزعيم الكوري الشمالي الجديد في الآونة الأخيرة علنا مع زوجته الشابة في حديقة عامة، كما قام رفقة دبلوماسيين أجانب بزيارة إلى مدينة للترفيه الأسبوع الماضي.

وأكدت السفارة البريطانية في بيونغ يانغ أمس، أن دبلوماسيين من عدة دول أجنبية بينها بريطانيا، رافقوا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، خلال زيارة إلى مدينة للترفيه الأسبوع الماضي.

وأكدت السفارة البريطانية أن أحد دبلوماسييها (بارنابي جونز) شارك في تلك الرحلة. وأوضحت السفارة في بريد إلكتروني، أن «مثل هذه المناسبات تشكل فرصة للقاء مسؤولين كبار، وذلك في سياق سياسة الالتزام النقدي التي نتبعها». وتعتبر الخارجية البريطانية أنه من المهم أن «نكون نشيطين لدى الحكومة الكورية الشمالية بما أننا نعمل بشكل وثيق معهم في عدد كبير من البرامج الإنسانية والثقافية والتربوية التي يستفيد منها السكان». ويرى المحللون في هذه الخطوة رغبة من السلطة في نقل صورة زعيم يمكن التواصل معه وأقل صرامة من والده الراحل كيم جونغ - إيل.

ونسبت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس للزعيم الكوري الشمالي قوله للمسؤول الصيني الزائر وانغ جيا روي، رئيس إدارة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني: «النهوض بالاقتصاد وتحسين سبل العيش بما يمكن الشعب الكوري من أن يحيا حياة سعيدة ومتحضرة هو الهدف الذي يكافح حزب العمال الكوري لتحقيقه».

وعلى الرغم من أن التقرير لا يتضمن الكثير من التفاصيل فإن تكهنات متزايدة ثارت بأن البلاد تتطلع إلى إجراء إصلاحات لتطوير اقتصادها بعد عقود من سوء الإدارة والعقوبات الاقتصادية. وتفاقمت هذه المشكلات الاقتصادية نتيجة الجفاف، علاوة على الفيضانات التي خلفت نحو 120 قتيلا وأتلفت نحو 46 ألف هكتار من المحاصيل، وهي المساحة التي تمثل 2 في المائة من الرقعة الزراعية للبلاد، وذلك وفقا لبيانات البنك الدولي.

وفي مواجهة عقوبات واسعة النطاق بشأن برامجها الصاروخية وتلك الخاصة بالأسلحة النووية أجبرت كوريا الشمالية على أن تعول بدرجة كبيرة على المعونات الآتية من جارتها العملاقة الصين. وأزاح الزعيم كيم جانبا أي تلميحات إلى وجود توتر في العلاقات مع بكين ونسب إليه قوله لوانغ: «إنها الرغبة التي لا تتزعزع لحكومة الحزب الكوري الشمالي (الحاكم) في مواصلة تعاليم الرفيق كيم جونغ - إيل في التعميق المستمر للصداقة التقليدية بين كوريا الشمالية والصين على مدى الأجيال».

ويبدو أنه أرفع لقاء دبلوماسي يعقده كيم منذ توليه السلطة قبل سبعة أشهر. وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إنه في إشارة إلى رغبة كيم في أن يخرج بلاده من عزلتها الطويلة فقد أوفد رئيس البرلمان كيم يونغ - نام إلى فيتنام ولاوس. ويسعى كيم ليضع بصماته الشخصية على قيادة البلاد وقام في الآونة الأخيرة بعزل شخصية عسكرية رفيعة كانت وثيقة الصلة بوالده. ويقول خبراء في الصين أن حكومة بكين تخشى أن تؤدي الضائقة الاقتصادية في كوريا الشمالية إلى مرحلة من زعزعة الاستقرار وتدفق أمواج من اللاجئين عبر الحدود إلى الصين. وقال محللون في سيول إن كيم ربما يكون يجهز لحزمة من الإصلاحات ويمكن النظر إلى زيارة المسؤول الصيني لكوريا الشمالية على أنها إظهار علني للتأييد من قبل الصين.

وخيمت شكوك بشأن نيات كيم مؤخرا على نظرة الصين لكوريا الشمالية على أنها حليف تقليدي وحصن مهم ضد النفوذ الأميركي، بالإضافة إلى نزاع قصير بشأن احتجاز كوريا الشمالية لصيادين صينيين. ولم يزر كيم بكين حتى الآن، بينما قام والده الراحل بزيارات متكررة إلى الصين في أعوامه الأخيرة.