روسيا تدعو لإيجاد خلف لأنان سريعا وبريطانيا تعلن أنها ستزيد من دعمها للمعارضة بالمعدات «غير المميتة»

المجلس الوطني السوري اعتبرها «خطوة متأخرة»

TT

استمرت لليوم الثاني على التوالي المواقف الدولية الشاجبة لاستقالة كوفي أنان من منصبه كموفد للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، في وقت دعت فيه روسيا إلى السرعة في إيجاد خلف لأنان. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه «ينبغي إيجاد خلف مؤهل لكوفي أنان سريعا»، وأضافت: «إن الحفاظ على وجود الأمم المتحدة في البلاد يكتسب أهمية خاصة في الوضع الراهن».

بدورها عبرت الصين عن الأسف لتخلي أنان عن دور مبعوث السلام الدولي بشأن سوريا، وأكدت دعمها لاضطلاع الأمم المتحدة بدور مهم في حل الأزمة السورية. وقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: «ندرك الصعوبات في مهمة أنان للوساطة ونحترم قراره».

في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن بريطانيا ستزيد من دعمها للمعارضة السورية بالمعدات «غير المميتة». وقال: «بالنظر إلى حجم الموتى والآلام وفشل العملية الدبلوماسية حتى الآن، فإننا سنزيد في الأسابيع المقبلة دعمنا المادي غير المميت» للمعارضة.

وأضاف هيغ: «نحن نقدم مساعدة لعناصر من المعارضة السورية، لكنها غير مميتة»، مشيرا إلى «أجهزة اتصالات وأشياء أخرى»، وتابع: «سنزيد من ذلك في المستقبل». وشدد على أن «هذا لا يشمل التزويد بالسلاح».

بدوره، اعتبر «المجلس الوطني السوري» أن استقالة الموفد الأممي والعربي إلى سوريا كوفي أنان من مهامه «خطوة متأخرة»، وحمل المجلس الوطني مسؤولية الاستقالة لـ«النظام السوري وحلفائه الذين وفروا له غطاء دوليا للتمادي في عمليات القتل المروعة التي يقوم بها». وأضاف المجلس: «بات على المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في التصدي للوضع الراهن والعمل من خلال الهيئات الإقليمية والدولية، مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لحماية السوريين من حرب الإبادة التي يشنها النظام، وعدم جعل حالة الاستقطاب في مجلس الأمن ذريعة لتركهم وحيدين يواجهون آلة الموت والدمار التي يستخدمها النظام بمنتهى الوحشية والإجرام».

وجدد المجلس الوطني السوري دعوته للدول والشعوب الصديقة للشعب السوري والداعمة له إلى «التحرك خارج إطار مجلس الأمن إن اقتضى ذلك، لمنع النظام من مواصلة ارتكاب مجازره، وضرب مرتكزاته العسكرية والأمنية، وتوفير مناطق آمنة لحماية أكثر من مليوني نازح، وتأمين كل وسائل الدعم اللازمة للشعب السوري من أجل مقاومة النظام وإسقاطه وتفكيك آلته الوحشية».

وبالتزامن، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي عن أسفه لاستقالة كوفي أنان من منصبه كموفد للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، متهما موسكو وبكين بالتسبب جزئيا فيها بسبب تعنتهما في مجلس الأمن. وقال فسترفيلي في بيان: «يؤسفني بشدة أن يغادر كوفي أنان منصبه نهاية أغسطس (آب)».

وأضاف فسترفيلي أنه «من المخيب للآمال أن خطة السلام التي وضعها لم تطبق حتى اليوم. من البديهي أن سبب تخلي كوفي أنان عن مهمته هو في جزء منه العرقلة التي يشهدها مجلس الأمن والمسؤولة عنها روسيا والصين». وأكد الوزير الألماني أنه إذا كانت سوريا قد غرقت في دوامة العنف فإن «السبب في هذا خصوصا هو أن نظام (الرئيس بشار) الأسد لم يلتزم بوعده باحترام الاتفاق. لقد حان الوقت وبشدة لأن توقف روسيا والصين تغطيته».