الجيش الحر يتهم النظام باستخدام الإعلام الإلكتروني للتأثير على العمليات العسكرية في الداخل

«رويترز» تحدثت عن اختراق موقعها وعن بث مقابلة مع العقيد الأسعد لم تحصل

TT

اتهم الجيش السوري الحر النظام السوري بتجهيز «جيش إلكتروني من الشبيحة تابع له يشارك في أعمال القتال الحاصلة في سوريا، يؤثر مباشرة على المعارك ولكن إلكترونيا».

وكشف نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «حيل النظام لجهة استخدام الإعلام الإلكتروني نجحت أكثر من مرة خاصة في معارك مدينة الحفة حين تم تناقل خبر مفاده أن قيادة الجيش الحر أعلنت انسحابا تكتيكيا من المدينة مما دفع عناصر الجيش الحر للانسحاب ظنا منهم أنه قرار القيادة».

ومساء يوم الجمعة الماضي، ضجّت وسائل الإعلام بمقابلة لقائد الجيش الحر رياض الأسعد نُقلت عن موقع تدوين وكالة «رويترز»، أطلق فيها الأسعد سلسلة من المواقف المفاجئة وغير المسبوقة أبرزها حديثه عن أن «الجيش السوري الحر سينسحب من جميع المدن السورية بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها الجنود وبسبب الخيانات التي قام بها المتمردون والاقتتال في ما بينهم من أجل المال والمناصب»، كما إعلانه أن «الجيش النظامي السوري قتل 1000 جندي من الجيش السوري الحر وأوقف نحو 1500 جندي».

وبينما سارع نائب قائد الجيش الحر لنفي الخبر جملة وتفصيلا مؤكدا أن المقابلة لم تحصل، سحبت «رويترز» نص المقابلة الذي كتب بلغة إنجليزية صحيحة مائة في المائة، وأصدرت بيانا نفت فيه نشرها أي مقابلة مع قائد الجيش السوري الحر يتهم فيها المملكة العربية السعودية وقطر بإجراء صفقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة أن موقع التدوين الخاص بها تعرض للاختراق، مضيفة أن «قراصنة تسللوا إلى موقع الوكالة الإلكتروني ونشروا معلومات كاذبة، مما اضطرها إلى تعليق العمل في منصة المدونات حتى معالجة المشكلة». وتابعت «رويترز» أن «منصة مدوناتنا تعرضت لعمل تخريبي، ونسبت مقالات إلكترونية مفبركة في شكل مغلوط إلى صحافيين في الوكالة».

وقد سعى مخترقو صفحة الوكالة العالمية لإعطاء الخبر مصداقية أكبر من خلال تحديد اسم مراسل «رويترز» الذي أجرى الحديث، ولكن هؤلاء لم يقوموا بعملهم على أكمل وجه، إذ اختاروا الصحافي جيفري غولدفارب وهو متخصص في الشؤون المصرفية والاقتصادية.

وتحدث العقيد الكردي عن «صدمة» العقيد الأسعد الكبيرة عندما نُقل إليه ما نشرته «رويترز»، لافتا إلى أن «من يقرأ المقابلة كاملة يُدرك أن هناك التباسا في الموضوع، إذ إنه لا إمكانية على الإطلاق ولا حتى أي منطق لأن تنقلب مواقف العقيد الأسعد 180 درجة فيعطي الوكالة أكثر من (سكوب) في الوقت عينه ومن العيار الثقيل جدا»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نعلم تماما أن لدى النظام جيشا إلكترونيا من الشبيحة الذين ينشطون للتأثير على المعارك العسكرية الحاصلة على الأرض، وبتنا نتنبه لهم بعدما نجحوا في غرضهم أكثر من مرة».