وساطة شعبية أردنية تنهي اعتقال قائد «جماعة التوحيد والجهاد» في غزة

قالت مصادر إنه سيبقى في غزة حيث مسقط رأسه.. وجماعته تطالب بالإفراج عن آخرين

TT

اعتبر موسى العبد اللات، رئيس لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في الأردن، إفراج حكومة حركة حماس في قطاع غزة عن أبو الوليد المقدسي، واسمه الحقيقي هشام السعيدني، قائد «جماعة التوحيد والجهاد» في غزة، ليل الخميس الماضي، إيفاء بوعد قطعه قادة الحركة لوفد أردني زار القطاع في الآونة الأخيرة.

وقال العبد اللات لـ«الشرق الأوسط» إن قرار الإفراج جاء بناء على طلب تقدم به وفد أردني ضم 30 شخصا يمثلون الحركة الإسلامية ولجنة الدفاع وشيوخ عشائر لقطاع غزة قبل شهر تقريبا، تعبيرا عن التضامن مع أهالي القطاع الذي يعانون من الحصار الإسرائيلي، لقادة من حماس التقوهم ومنهم إسماعيل هنية (رئيس الحكومة المقالة) ومحمود الزهار عضو المكتب السياسي للحركة، ووعدوهم بالنظر في مسألة الإفراج عنه. وأضاف العبد اللات «وها هم أوفوا بوعدهم وأفرجوا عنه».

وأكد العبد اللات أن السعيدني (56 عاما)، الذي اعتقل في 4 مارس (آذار) 2011، ليس أردنيا، وإن عاش في الأردن بضع سنوات، بل فلسطيني ووالدته مصرية، وأنه لن يرحل إلى الأردن بل سيبقى في غزة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الشيخ أبو منور الحديد كان على رأس ممثلي العشائر الذين زاروا القطاع ضمن الوفد الأردني، مشيرة إلى أن حكومة حماس سمحت للحديد بلقاء السعيدني في السجن، حيث تمكن من إجراء مكالمات هاتفية مع معارف له في الأردن من الهاتف النقال الخاص بالحديد.

ولم تكشف المصادر عن الشروط والظروف التي على أساسها وافقت حكومة غزة على الإفراج عن السعيدني، إن كانت هناك شروط. ولم تصدر حكومة غزة أو وزارة الداخلية أي بيان بشأن الإفراج عن السعيدني، ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحديث مع أي مسؤول من الحكومة أو وزارة الداخلية للاطلاع على ظروف الإفراج عن السعيدني.

وهنأت جماعة التوحيد والجهاد «أميرها» على إطلاق سراحه في بيان صدر عنها الليلة قبل الماضية. وقالت في بيانها «نعتبر أن هذا الإفراج غير مكتمل، ولذا فإننا نطالب حماس بالإفراج الكامل والفوري عن جميع معتقلينا ومختطفينا الموحدين الذين لا يسعنا الآن ذكر أسمائهم، ونطالبهم بالتوقف عن ملاحقة إخواننا المطاردين وعلى رأسهم الأخ بشير البحيري والأخ فيصل أبو سرية والأخ عبد الله الأشقر».

وحذر البيان من أن «الجماعات السلفية المجاهدة لا تنحني ولا تتراجع ولا تخذل إخوانها، والشعوب لا تصمت إلى الأبد»، موجها الشكر إلى «وجهاء العشائر الأردنية والمشايخ والدعاة والجمعيات والجماعات والمراكز التي بذلت أي جهد في الإفراج عن الشيخ أبو الوليد».

يذكر أن السعيدني شارك في المواجهات التي وقعت بين عناصر الشرطة التابعة لحكومة غزة ومجموعة «جند أنصار الله»، التي كان يقودها عبد اللطيف موسى عندما أعلن الأخير عن ولادة إمارة إسلامية في مدينة رفح في أغسطس (آب) 2009، وهي المواجهات التي أدت إلى مقتل موسى والعشرات من عناصر جماعته وأفراد الشرطة.

ولد السعيدني في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، ثم انتقل وهو يبلغ من العمر عامين للعيش مع أسرته في مصر، حيث ترعرع فيها. وبعد عدة سنوات من زواجه من مواطنة مصرية غادر للأردن حيث تعرف على عدد من قادة الفكر السلفي الجهادي. وقدم إلى قطاع غزة عام 2008 بعد انهيار الحدود بين مصر وقطاع غزة، حيث كان برفقة زوجته وأبنائه السبعة. واتهمته حكومة غزة بالعمل على تهديد الأمن الداخلي في القطاع، حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه مع اثنين من أبنائه. وقام عناصر من جماعته باختطاف ناشط السلام الإيطالي فيكتور أريغوني لمبادلته بالمقدسي، وانتهت عملية الاختطاف بقتل أريغوني شنقا. وتعقبت أجهزة أمن حكومة حماس الخاطفين بعد وقت قصير من اختطاف أريغوني وقتله، فحاصرتهم واشتبكت معهم فقتلت اثنين منهم واعتقلت ثالثا مصابا.