كلينتون تشيد بدور كينيا في القرن الأفريقي وتؤكد دعم واشنطن لها

دعت كيباكي لمواصلة جهود السلام حتى بعد التقاعد وحثته على تنظيم انتخابات «شفافة»

كلينتون خلال اجتماعها مع رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا في نيروبي أمس (أ.ف.ب)
TT

أشادت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بدور كينيا في تحقيق السلام في الصومال والقرن الأفريقي، وطلبت من الرئيس الكيني مواي كيباكي مواصلة جهود السلام والمصالحة الإقليمية حتى بعد تقاعده، كما حثته على تنظيم انتخابات رئاسية شفافة العام المقبل لتجاوز مرحلة العنف الانتخابي الذي عرفته البلاد قبل أربع سنوات.

ووصلت كلينتون صباح أمس إلى نيروبي - المرحلة الرابعة من جولتها الأفريقية التي شملت السنغال وأوغندا وجنوب السودان. وصرحت بعد لقائها الرئيس مواي كيباكي بأن «الولايات المتحدة تعهدت بمساعدة الحكومة الكينية على العمل لضمان أن تكون الانتخابات حرة وعادلة وشفافة». واعتبرت كلينتون أن إمكان إجراء انتخابات حرة هو «الهدية التي قدمها الشعب الكيني لنفسه عندما تبنى دستوره الجديد». ويفترض أن يعزز الدستور الجديد الذي تم التصديق عليه في استفتاء في أغسطس (آب) 2010، الديمقراطية في المؤسسات وأن يطلق إصلاحا يتعلق بتقسيم الأراضي لطي صفحة أعمال العنف التي تلت الانتخابات في 2007 - 2008.

وطلبت كلينتون أيضا من الرئيس كيباكي مواصلة مشاركته في جهود تحقيق السلام والمصالحة الإقليمية حتى بعد التقاعد، وقالت إن القرن الأفريقي والمنطقة بأسرها يمكن أن تستفيد بشكل كبير من 50 عاما قضاها كيباكي في منصب حكومي وعشر سنوات في جهود الوساطة لتحقيق السلام بوصفه رئيس الدولة. كما أعربت عن تقديرها لدور كينيا الهادف إلى تحقيق الاستقرار في الصومال والقرن الأفريقي، متعهدة بدعم حكومتها لتلك المبادرات.

ومن جانبه، قال كيباكي لكلينتون إن السلام والاستقرار في المنطقة مهمان لتحقيق رخاء اقتصادي. كما أعرب كيباكي عن تقديره لإدارة الرئيس باراك أوباما بسبب تقديم مساعدات من خلال خطة الطوارئ لبرنامج الإغاثة من الإيدز الذي زاد من جهود الحكومة لمعالجة هذا المرض. وفي ما يتعلق بالانتخابات المقبلة، قال كيباكي إن بلاده مستعدة لأول انتخابات بموجب الدستور الجديد المقرر أن تجرى في الرابع من مارس (آذار) 2013.

وفي أواخر عام 2007، أعيد انتخاب كيباكي إثر انتخابات رئاسية مثيرة للجدل تنافس فيها مع أودينغا. وسرعان ما اندلعت أعمال عنف دامية في البلاد، سيحاكم فيها أربعة كينيين، من بينهم اثنان من المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2013، اعتبارا من أبريل (نيسان) من العام المقبل أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وتضمن برنامج كلينتون أمس أيضا الالتقاء مع أبرز الموقعين على «خريطة الطريق» التي يفترض أن تساهم في إحلال الاستقرار في الصومال. ومن بين الموقعين، المسؤولون في السلطات الفيدرالية الانتقالية في الصومال الذين من المفترض أن يسلموا الحكم في 20 أغسطس، بالإضافة إلى مسؤولين من مناطق تتمتع بحكم شبه ذاتي. وفي إطار إقامة مؤسسات دائمة، تبنى مجلس تأسيسي هذا الأسبوع في مقديشو دستورا مؤقتا للصومال التي تفتقر إلى حكومة فعلية وتشهد حربا أهلية منذ الإطاحة بالرئيس سياد بري عام 1991.

وزارت كلينتون، أول من أمس، أوغندا وجوبا لبضع ساعات، حيث حثت السودان وجنوب السودان على قبول تسويات لحل الخلافات العالقة بينهما، وذلك بعد أكثر من عام على استقلال جنوب السودان. ومن المسائل التي لا تزال تسبب توترا في العلاقات بين البلدين وتهدد بالانتقال إلى نزاع مفتوح، ترسيم الحدود المشتركة ووضع المناطق المتنازع عليها وتقاسم الثروة النفطية التي كان يملكها السودان قبل التقسيم. ودعت كلينتون جوبا والخرطوم أول من أمس إلى تقاسم الثروة النفطية التي كان يملكها السودان قبل التقسيم.

وتهدف جولة كلينتون الأفريقية التي تستمر 11 يوما وتشمل السنغال وأوغندا وجنوب السودان وكينيا وملاوي وجنوب أفريقيا وغانا، إلى تعزيز الاستراتيجية الأميركية من أجل التنمية في أفريقيا التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في يونيو (حزيران) الماضي. ومن المقرر أن تغادر كلينتون كينيا صباح اليوم الأحد لتتوجه إلى ملاوي.